ارشيف من :آراء وتحليلات

اسرائيل تقر: مواجهة حزب الله غير فعالة

اسرائيل تقر: مواجهة حزب الله غير فعالة

أقر رئيس معهد ابحاث الامن القومي اللواء عاموس يادلين بعدم فعالية الخيارات الوقائية والاستباقية في مواجهة قدرات حزب الله، كما كانت تفعل اسرائيل طوال العقود التي تلت منذ العام 1956 (موعد أول حرب وقائية من منظور اسرائيلي). وعزا ذلك الى أن البيئة الاستراتيجية هي التي أثارت الشكوك ازاء فعالية هذه الخيارات. والدليل على ذلك، امتناع اسرائيل، حتى الآن، عن تفعيل هذه الخيارات ضد التهديد الأشد خطورة المتمثل بحزب الله.

مع ذلك، وبعبارة أكثر دقة، ينبغي السؤال عن عناصر البيئة الاستراتيجية – العملانية، التي ساهمت في الحؤول دون تفعيل اسرائيل لهذه الخيارات؟.
وفق المفهوم الامني الذي سيطر على صناع القرار في تل ابيب، اعتمدت اسرائيل الهجمات الوقائية، كخيار استراتيجي في مواجهة تنامي التهديدات والتحديات التي تعترض اسرائيل في المنطقة.
رغم ذلك، فقد ترددت اسرائيل في المبادرة الى مثل هذا الخيار منذ حرب العام 2006، ولم يكن هذا الامتناع سوى نتيجة ادراكها المسبق للأثمان الهائلة، ومحدودية الجدوى في أي مواجهة واسعة مع حزب الله.
وفيما يتعلق بالخيارات العملانية المطروحة أمام صانع القرار في تل ابيب، فهي تنحصر إجمالًا بخيارين اثنين. الاول، شن عملية عسكرية وقائية واسعة ضد قدرات حزب الله. والثاني، محاولة ردعه عن تفعيل قدراته.

ويكفي لاستشراف معالم التقدير الاسرائيلي، امتناع تل ابيب لمدة عشر سنوات حتى الان، عن خيار العملية الوقائية. وأهم هذه المعالم، ادراكها للجدوى المحدودة التي يمكن أن تترتب على خيار كهذا، والكلفة التي يمكن أن تدفعها. ويبدو أن الأكثر عقلانية وحضورا في وعي المؤسسة العسكرية ومن ثم المؤسسة السياسية، أن أي عملية لن تنجح في اجتثاث أغلب ترسانة حزب الله.. ونتيجة ذلك، سيدك حزب الله ردا على اي اعتداء العمق الاسرائيلي، وسيجبي منها أثمانا هائلة.

وبالتالي لم يكن امتناع اسرائيل عن هذا الخيار، طوال السنوات العشر الماضية، أمراً مسلماً بذاته، بل جاء نتيجة سباق تسلح متبادل بين تطوير القدرة الهجومية الاسرائيلية، وتطوير قدرة الرد والدفاع لحزب الله، وهو ما أدى في نهاية المطاف الى تبلور معادلة ردع متبادل ساهمت في توفير مظلة أمن وحماية للبنان وللمقاومة.

اسرائيل تقر: مواجهة حزب الله غير فعالة

اسرائيل عاجزة امام حزب الله


وعلى ضوء عجز جيش العدو عن سلب حزب الله القدرة على استهداف العمق الاستراتيجي للكيان، كان من الطبيعي أن يسعى الى تخفيض سقف طموحه الى محاولة ردع حزب الله عن تفعيل هذه القدرات ردا على اعتداءات اسرائيلية.
هذا السيناريو كان الاكثر قبولا من بين كافة السيناريوهات والذي كان يمكن أن يورط اسرائيل في مواجهة لم تكن تريدها ابتداء. لكن ادراكها لرسائل حزب الله، العملانية والعلنية، ساهم في تبديد الوهم الاسرائيلي في محاولة توسيع دائرة تنفيذ استراتيجية "المعركة بين الحروب" التي تنفذها في سوريا، باتجاه لبنان. ومن أهم العوامل التي ساهمت ايضا في كي وعي صناع القرار العسكري والسياسي في تل ابيب، حضور مفاعيل حرب العام 2006، لجهة أن حجم العدوان الاسرائيلي الذي استمر 33 يوما، لم يردع حزب الله من الرد المكثف والتدرج في التصاعد نحو العمق..
في هذا السياق لم تنفع عمليات التهويل التي مارسها العدو بتدمير البنية التحتية اللبنانية، خاصة وأن حزب الله رد على لسان أمينه العام، بالتلويح بضربات استراتيجية تفوق مفاعيلها ما شهدته اسرائيل طوال تاريخها.
وهكذا، تتبلور حقيقة العامل الاساس في اجهاض أي محاولة لشن حرب وقائية من قبل العدو الصهيوني وارادته على تفعيل هذه القدرات.

 

2017-01-19