ارشيف من :ترجمات ودراسات
هآرتس: المشكلة مع إيران ليست النووي!
كتبت الباحثة في معهد "دراسات الأمن القومي الصهيوني"، سيما شاين، مقالاً في صحيفة "هآرتس" تحدثت فيه عن السياسية الجديدة التي سيتبعها الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، خاصة تلك المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط.
وقالت شاين أن "الكثيرين ينشغلون هذه الأيام بمحاولة التكهُن بالإستراتيجية التي ستوجِّه السياسة الخارجية للرئيس دونالد ترامب. ومقولاته المتناقضة، ومشاعر عدم اليقين التي يخلقها، ما يجعل غالبية المحللين يلجؤون الى التحفظ والحذر من التقييم القاطع".
وترى شاين أنه "ي الواقع، كل الاشارات التي أطلقها الرئيس حتى الان، تشير الى مواقف ايجابية بشأن "إسرائيل" وجدولها السياسي". و"تبرز بشكل خاص تصريحات الرئيس وكبار المسؤولين الامنيين لديه ضد إيران – وهي مسألة مطروحة في جدول الأعمال الأمني الإسرائيلي منذ سنوات".
وأشارت الباحثة إلى أن الكيان الصهيوني يتحفّظ على مسألتين رئيسيتين في الإتفاق النووي مع إيران، هما استمرار نشاطات دراسة وتطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، والشرعية التي حصلت عليها إيران لتطوير مشروع تخصيب واسع بعد انتهاء الاتفاق. منوِّهة أن فيما يخص هاتين المسألتين، يجب على "إسرائيل" التوصل الى تفاهمات مع الادارة الجديدة، حتى وإن لم تكن عاجلة.
باحثة إسرائيلية: المشكلة مع إيران ليست النووي!
وإعتبرت شاين أن المسألة الثقيلة الوزن والملحة بشكل أكبر في السياق الايراني، هي الوجود المكثف لإيران وحزب الله في سوريا، مضيفة أن "الوجود الايراني خاصة جنوب سوريا قبالة هضبة الجولان، ينطوي على معانٍ خطيرة، ومثل هذا التطور، إذا حدث، سيخلق جبهة أخرى تضاف الى تلك القائمة في لبنان، مع ايران و حزب الله، وهو ما قد سيغير السيناريو الاسرائيلي بشأن طابع المواجهة المستقبلية المحتملة على هذه الساحة" وفق قولها.
وبحسب شاين فإن هذه مسألة مركزية، ويجب أن تكون في مقدمة جدول الاعمال الإسرائيلي مقابل الادارة الأميركية الجديدة. ومطلب "إسرائيل"- تقول شاين- فهو أن يتضمن كل اتفاق مستقبلي يتعلق بسوريا، إخراج كل القوات الاجنبية. كما تدعي الباحثة أنه مطلب شرعي وحيوي لأمن الكيان، وترى أنه يجب المطالبة به من الروس، ومن الادارة الاميركية التي تصرح بأنها ترغب بالتعاون مع روسيا، على حد قولها.
هذه المهمة ليست سهلة بتاتاً، تضيف شاين، لأنه سيكون على "إسرائيل" الأخذ بعين الاعتبار بأن روسيا وايران تحافظان على تعاون عسكري يعتبر سابقة فريدة من نوعها في سوريا. وحتى أن روسيا بدأت بتزويد ايران بمنظومات الدفاع الجوي S-300 (وهو ما تعارضه "إسرائيل" منذ سنوات)، وستطمح الى شمل المصالح الايرانية في كل اتفاق في سوريا.
وختمت الباحثة بالقول أنه في هذه الظروف سيحدث صدام بين رغبة إدارة ترامب بالعمل ضد ايران وتقليص تأثيرها الاقليمي، وبين الفائدة التي تجنيها من الدور الملموس الذي تقوم به على الحلبتين السورية والعراقية، إلى جانب رغبتها بتوثيق العلاقات مع روسيا التي زاد إلتزامها تجاه ايران في السنة الاخيرة. من ناحية العلاقات بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، سيكون علاج هذه المسألة معقداً، تختم الباحثة.