ارشيف من :آراء وتحليلات

جدل بشأن انضمام المغرب إلى الاتحاد الافريقي

جدل بشأن انضمام المغرب إلى الاتحاد الافريقي

احتدم الجدل بين المغاربة والصحراويين المؤيدين للبوليساريو، بشأن مسألة انضمام المغرب إلى الاتحاد الافريقي. فبالرغم من ترحيب كلا الطرفين بهذا الانضمام الا أن كل طرف كانت له رؤيته للمسألة من وجهة نظره المختلفة عن وجهة نظر الطرف الاخر.
ويرى المغاربة أن انضمامهم إلى هذا التكتل الاقليمي سيمكنهم من التغلغل أكثر في إفريقيا من الناحيتين السياسية والاقتصادية على وجه الخصوص. كما أن هذا الانضمام (الذي يعتبرونه عودة) سيمكنهم من كسب الانصار للوصول إلى طرد "الجمهورية العربية الصحراوية" يوماً ما من هذا التكتل القاري الذي كثيراً ما أدان ممارسات الرباط على الاراضي الصحراوية التي يعتبرها محتلة.
اعتراف ضمني
بالمقابل ترى جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) أن انضمام المغرب إلى الاتحاد الافريقي هو اعتراف ضمني من الرباط بـ"الجمهورية العربية الصحراوية" باعتبارها عضواً مؤسسا للاتحاد الافريقي. فالممثل الجديد للمغرب في الاتحاد الافريقي سيجلس جنبا إلى جنب مع نظيره الصحراوي وهو ما سيمثل برأيهم تقويضاً لطروحات المغرب بشأن الصحراء الغربية التي يعتبرها جزءاً من أراضيه.
وترى الناشطة الحقوقية الصحراوية النانة الرشيد في حديثها لـ"موقع لعهد الاخباري" أن "انضمام المغرب إلى الاتحاد الافريقي سيمكّن الاتحاد من الضغط عليه أكثر لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والمتعلقة بالاساس بعدم عرقلة إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. فالمغرب برأيها بات بين فكي كماشة المنتظم الاممي والاتحاد الافريقي وكلاهما مع إجراء هذا الاستفتاء الذي طال انتظاره منذ سنة 1992 تاريخ وقف إطلاق النار بين الطرفين (المغرب وجبهة البوليساريو).

انضمام أم عودة
وترى الناشطة الرشيد أن "المغرب يوهم الرأي العام بأنه عاد إلى الاتحاد الافريقي في حين أنه انضم للمرة الاولى إلى هذا الاتحاد الذي كان الصحراويون من مؤسسيه. لقد استقال المغرب من منظمة الوحدة الافريقية احتجاجاً على قبولها لعضوية "الجمهورية العربية الصحراوية"، لكن هذه المنظمة لم يعد لها وجود وأسس الافارقة بدلا عنها الاتحاد الافريقي وهو منظمة جديدة قامت على أنقاض منظمة الوحدة الافريقية لكنها ليست المنظمة ذاتها". وبالتالي، وبحسب الرشيد فإن "طلب المغرب هو طلب انضمام وعضوية وليس طلب عودة".
بالمقابل يصرّ الجانب المغربي على أن الاتحاد الافريقي هو منظمة الوحدة الافريقية ولا فرق بين الاثنين، فقط تم تغيير التسمية لمزيد تكريس الوحدة بين الاقطار الافريقية على شاكلة الاتحاد الاوروبي. وبالتالي فإن ما تقدم به المغرب هو طلب عودة لتكتل قاري غادره طوعاً واحتجاجاً على قرار يتعارض مع سيادته على أراضيه، ومن الطبيعي أن يعود المغرب إلى مكانه الطبيعي داخل القارة التي ينتمي إليها جغرافياً وحضارياً.

 

2017-02-01