ارشيف من :ترجمات ودراسات
خدعة إخلاء عمونا: سلطات الاحتلال تنظّم الاستيطان العشوائي
تنشغل "إسرائيل" بالقرار الصادر عن المحكمة العليا في كيان العدو والقاضي بإخلاء مستوطنة "عمونا" الواقعة شمال شرق
رام الله.
في الظاهر، قرّرت سلطات الاحتلال إخلاء المستوطنة من الاسرائيليين في محاولة مكشوفة لإثبات نواياها "الإيجابية" أمام المجتمع الدولي الذي انتقد غير مرة سياسة الاستيطان، غير أن التعمّق في خلفيات الموضوع يقود الى نتيجة واحدة: "اسرائيل" متفقة بجميع أطيافها ومكوّناتها السياسية على استكمال البناء الاستيطاني وشرعنته بقرارات حكومية تصدر عن مجلس وزرائها بشكل رسمي كما حصل أمس عندما صادق بنيامين نتنياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان على بناء 3000 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية، في استعادة لعمليات الاستيطان الحكومية التي توقّفت قبل 20 عامًا، فيما انصرف رئيس حزب البيت اليهودي وزير التعليم نفتالي بينيت الى تهدئة المستوطنين المحتجّين في عمونا على القرار.
"اسرائيل" تنوي اذًا إخلاء المستوطنات المبنية بطريقة عشوائية في عمونا، واستبدالها بأخرى جديدة "شرعية". صحف العدو ركّزت على القضية وعلى بدء عمليات الإخلاء، فأشارت صحيفة "هآرتس" اليوم الى أن "المستوطنين في عمونا كانوا
يعرفون منذ البداية بأنهم يستوطنون على أرض خاصة مسروقة(من الفلسطينيين)، لكن هذا الأمر لم يوقفهم، ولذلك فانهم لا
يستحقون أيّة شفقة أو تعويض".
واعتبرت "هآرتس" أن "التعويضات الحكومية هي جزء من العرض الكاذب والمخطط مسبقًا، ومثلها أيضًا تصريح وزير التعليم
نفتالي بينت، امس بأن المستوطنين "خسروا المعركة".. هذه مقولة خاطئة: المستوطنون انتصروا امس في معركة اخرى. مقابل هذا
الإخلاء شبه الوهمي، وعلى كل الدراما التي رافقته، سيبتزون المزيد والمزيد من الانتصارات لمشروعهم "الإجرامي". لقد وعد
بينت بإقامة مستوطنة جديدة، ووزير الحرب ليبرمان وعد ببناء 3000 وحدة اخرى، ووزير الامن الداخلي غلعاد اردان قال إن "هذا
يوم صعب ومحزن لـ"شعب اسرائيل".
عمليات الإخلاء الجارية لمستوطنة عمونا
ومن أجل امتصاص غضب المحتجين في عمونا، دعا الحاخام الأشكنازي الأكبر دافيد لاو المستوطنين هناك ومن انضموا إليهم إلى الإمتناع عن إستخدام "العنف" ضد الشرطة الاسرائيلية، وقال إن "إخلاء المستوطنة وأولئك الذين يقيمون فيها يثير الألم والحزن ولكننا ملزمون باحترام القانون وعدم إستخدام العنف تجاه أي شخص"، وأضاف: "على الجميع التصرف بحسب الشريعة اليهودية".
وبعد أكثر من عقد من التأجيل والمعارك القضائية، قررت المحكمة العليا في كيان العدو في ديسمبر/كانون الأول 2014 أن عامونا، التي تقع شرق رام الله، مبنية على أراضٍ فلسطينية خاصة، ويجب هدمها.
بموازاة ذلك، تقوم سلطات الاحتلال اليوم بهدم تسعة منازل في مستوطنة عوفرا المجاورة، التي أعلن سكانها أن اليوم سيكون "يوم صوم عام".
والدعوة للصوم هي إشارة حداد عند اليهود.
مستوطنة عمونا عبارة عن بناء عشوائي للمستوطنين
في المقابل، أدان الناطق الرسمي باسم السلطة الفلسطينية نبيل ابو ردينة "الحملة الاستيطانية الشرسة التي تقوم بها حكومة الاحتلال الاسرائيلية متحدية بذلك قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي"، مؤكدًا أن الفلسطينيين بدأوا "مشاورات عاجلة من أجل دراسة اتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة الحملة الاستيطانية"، وأضاف "نطالب الادارة الاميركية بضرورة لجم هذه السياسة التي تنتهجها الحكومة الاسرائيلية والتي من شأنها تدمير عملية السلام".
بدوره، أعرب المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك عن "قلقه" حيال القرارات الاسرائيلية الاخيرة، معتبرًا أنها تعيق قيام دولة فلسطينية مستقلة.
من جانبها، صرّحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني بأن الإعلان عن بناء 3000 وحدة استيطانية جديدة يعدّ توجهًا مقلقًا للغاية ويشكل تحديًا مباشرًا لفرص التوصل إلى حلّ على أساس "دولتين" قابلتين للحياة، وهو أمر يزداد صعوبة ويمكن أن يصبح مستحيلًا"، حسب تعبيرها.