ارشيف من :آراء وتحليلات
هل تنجح المبادرة الثلاثية بشأن ليبيا؟
تشهد تونس، مصر والجزائر حراكاً ديبلوماسياً لافتاً موضوعه الأزمة الليبية التي طال أمد حلها؛ فهذه الدول تستعد لإطلاق مبادرة ثلاثية تهدف إلى تجاوز هنات اتفاق الصخيرات الذي تم برعاية أممية ولم يجد حظه إلى التطبيق نتيجة النقائص التي تضمنها.
ولعل اللافت هو الزيارات التي يقوم بها مسؤولون ليبيون من الفريقين إلى دول تساند خصومهم السياسيين؛ فتونس التي كثيرا ما اتهمت بمساندة فجر ليبيا وجماعة طرابلس، استقبلت عقيلة صالح رئيس البرلمان في طبرق الممنوع (ممن يوصفون بأنهم حلفاء تونس) من دخول العاصمة طرابلس.
قمة ثلاثية
وينتظر أن تجمع قمة ثلاثية في الجزائر رؤساء تونس ومصر والجزائر للاتفاق أكثر حول هذه المبادرة خاصة وأن هناك قناعة بأن الحل في ليبيا بات مصلحة مشتركة لا يمكن أن تختلف حولها دول الجوار الليبي المتوسطية. ولم يحدد موعد لهذه القمة لكنها منتظرة بين الحين والآخر ويقع الاستعداد لها على قدم وساق بوزارات خارجية هذه الدول.
وقد تسبق هذه القمة زيارة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تونس والتي تلقى جدلاً واسعاً، حيث ترفض كثير من قيادات حركة النهضة هذه الزيارة وكذا أنصار هذه الحركة، تعاطفاً مع الإخوان في مصر، بينما ترحب به غالبية الأطياف السياسية التونسية وتعتبر أغلبها أن ما حصل في مصر هو شأن داخلي مصري ولا علاقة للتونسيين به.
ديبلوماسية موازية
وبالتوازي مع تحركات وزارات الخارجية في البلدان الثلاثة، قام رئيس حركة النهضة، وبتفويض من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، بزيارة الجزائر والتقى الرئيس بوتفليقة. وبحسب ما تم تسريبه فإن الغنوشي سيقوم بإقناع حلفائه في فجر ليبيا بالقبول بالمبادرة الثلاثية في حين ستلعب مصر دورها في إقناع حفتر وفريقه.
في الأثناء تواصل روسيا تمددها في الساحة الليبية من خلال دعم اللواء خليفة حفتر، حيث تم مؤخرا إرسال سبعين من الجنود الليبيين المنضوين تحت إمرة حفتر للعلاج في موسكو التي تعهدت بقبول آخرين. وكان حفتر قد أدى زيارتين إلى روسيا ونزل مؤخرا على ظهر إحدى حاملات الطائرات الروسية الراسية قرب السواحل الليبية وتحدث مع وزير الدفاع الروسي عبر الأقمار الصناعية وهناك على ما يبدو دعماً روسياً سياسياً وعسكرياً لحفتر والبرلمان الليبي في طبرق الممنوع من دخول العاصمة طرابلس.
ويرى كثير من الخبراء والمحللين بأن هذا الدعم الروسي سينعكس على المبادرة الثلاثية التي يبدو أنها ستراعي هذا التحول الميداني وتأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات الجديدة.