ارشيف من :آراء وتحليلات

تحرك مدني تونسي: من أجل فلسطين 2017 خالية من الاحتلال

تحرك مدني تونسي: من أجل فلسطين 2017 خالية من الاحتلال

قررت جمعيات ومنظمات تونسية، جعل سنة 2017 في تونس سنة لفلسطين خالية من الاحتلال الصهيوني. وتضم هذه المبادرة التي لقيت تجاوباً من الجهات الرسمية الفلسطينية إقامة سلسلة من التظاهرات الكبرى في مختلف مدن البلاد في محاولة لإعادة الروح للقضية الفلسطينية التي تراجع الاهتمام بها بفعل اهتمام الشعوب العربية في السنوات الأخيرة بمشاكلها الداخلية التي تسبب فيها ما يسمى "الربيع العربي" أو الفوضى الخلاقة مثلما وصفها أصحاب المشروع وراء المحيط في وقت ما.
 ويرى القائمون على هذه المبادرة الذين عقدوا ندوة صحفية يوم السبت 3 فبراير/شباط بالعاصمة التونسية، أن سير مبادرتهم هو الاتجاه المعاكس لخط سير "الربيع العربي" أو"الربيع العبري" الذي من أهدافه تهميش القضية الفلسطينية وإضعاف الدول العربية تمهيدا لفرض تفاهمات عربية مع الصهاينة مذلة للعرب والفلسطينيين. كما يهدف هذا "الربيع" إلى تفكيك البلاد العربية وخلق كنتونات طائفية ضعيفة حتى يعلن الكيان الصهيوني أنه دولة يهودية دون إحراج.

تحرك مدني تونسي: من أجل فلسطين 2017 خالية من الاحتلال

رمزية تاريخية

 وفي هذا الإطار يرى منسق المبادرة الإعلامي والسياسي التونسي هشام الحاجي في حديثه لموقع "العهد الإخباري" أنه من المهم أن ينطلق من تونس تحديداً حراك مساند للقضية الفلسطينية التي يلفها النسيان شعبياً وإعلامياً في الوطن العربي. فتونس بحسب الحاجي كانت البلد الذين احتضن الفلسطينيين بعد حصار بيروت سنة 1982 وساند القضية دون التدخل في القرار الوطني الفلسطيني أو فرض إملاءات محددة على أصحاب القضية.
 ويضيف الحاجي قائلا "سننجز التظاهرات الهامة التي ستنتشر في عدد هام من ولايات الجمهورية، وسنقوم بتحسيس الفعاليات التونسية بضرورة العمل على جعلها في الواجهة. ولعل الحضور الكبير الذي غصت به قاعة المؤتمر يؤكد على المكانة الهامة للقضية الفلسطينية في وجدان التونسيين وعلى أهمية الحدث الذي لدينا ثقة في أنه سيتوسع ليشمل بلدانًا أخرى لتكون تونس منطقا لحراك عالمي اجتماعي كبير داعم للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية".

منظمات وازنة

 ولعل ما يدفع منسق المبادرة إلى التفاؤل هو انضمام منظمات وأحزاب لها وزنها على الساحة التونسية إلى هذه المبادرة، على غرار الاتحاد الوطني للمرأة التونسية واتحاد عمال بلدان المغرب العربي والمركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق وغيرها. كما أن الأحزاب التونسية التي حضرت الندوة الصحفية، بحسب محدثنا، أكدت أن قضية فلسطين هي عامل وحدة لهذه الأحزاب السياسية التونسية التي وضعت خلافاتها جانبا وجاءت من أجل فلسطين.
 ويؤكد المشرفون على المبادرة على أن مبادرتهم مفتوحة لانضمام أحزاب وجمعيات أخرى وشخصيات مستقلة سواء من تونس أو من خارجها. وأمام المنظمين برنامج ثري يتواصل على مدار العام، وعبّرت سفارة فلسطين في تونس التي كان سفيرها وطاقمها حاضراً بالإضافة إلى ممثل للرئاسة الفلسطينية، عن استعدادها لدعم هذا الحراك.

 

2017-02-06