ارشيف من :ترجمات ودراسات
"يديعوت أحرنوت" : نكران الجميل ابو مازن الاخر
من الصحافة العبرية :
تبعث وزارة الخارجية في هذه الايام وثيقة معدة جيدا لكافة ممثلياتها، تفند الادعاءات التي حاولوا الصاقها ب"إسرائيل"، بجيش الإحتلال الإسرائيلي وقادته عن النشاطات التي نفذت في قطاع غزة في السنوات الثماني الأخيرة.
وعملت أفضل العقول في السلك الدبلوماسي، الأمن والقضاء على مدار الساعة كي بين أمور أخرى، تستبق نشر التقرير للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة برئاسة القاضي غولدستون، والذي يتوقع أن ينشر في غضون الشهر القادم.
كما أن الوثيقة تهدف إلى التأثير على المدعي العام الرئيسي في المحكمة الدولية الجنائية في لاهاي، والتي تدرس هذه الأيام طلبا بفتح تحقيق ضد ضباط الجيش الإسرائيلي الذين شاركوا في المعارك في غزة.
ومن جهة أخرى، تدأب "إسرائيل" في هذه الأيام بالذات على بذل الجهود لكي تساعد بكل وسيلة ممكنة حركة فتح على عقد مؤتمرها في إحدى مدن الضفة الغربية. وبدأت شخصيات من الشتات الفلسطيني، لم يسمح بدخولهم منذ سنين، بالوصول الى يهودا والسامرة بصفتهم شخصيات رفيعة المستوى، و"إسرائيل " تساهم أيضا في المساعي الموجهة لسلطة حماس كي تسمح لأعضاء فتح في غزة بالوصول إلى المؤتمر.
جهود متضافرة لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية- قوات الأمن الجديدة التي تدربت على يد طواقم تدريب تحت قيادة الجنرال دايتون الامريكي، والتوغلات التي تنفذها وحدات نخبة من جيش الإحتلال الاسرائيلي وجهاز الأمن- تفاقم من الضغط على ناشطي حماس في يهودا والسامرة. وبات المئات منهم رهن الاعتقال في السجون الفلسطينية. ويغض الجميع النظر عن أساليب التحقيق الوحشية التي تمارس ضدهم والتي تشبه الأساليب تنتهجها حماس في القطاع.
وبينما تستوعب حماس دروس حملة الرصاص المصهور وتوقف إطلاق النار من جانب واحد منذ نهاية تلك الجولة لأسبابها هي، فإنها غيرت أيضا طبيعة تعاملها العلني بكل ما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني ، حاول رئيس "الشاباك" التطرق الى هذه الظاهرة الجديدة في إحدى جلسات الحكومة الأخيرة ولكن رئيس الوزراء منعه بشكل مفاجئ عن التعبير عما يفكر به في هذا الشأن.
ومؤخرا عاد وقال علنا انه يتمنى أن يقوم الجمهور في غزة بإسقاط حكم حماس. ولكن من المثير للاهتمام أن نعرف ما هو الاحتمال الذي يمنحه القائمون على التقديرات لمثل هذا الأمل.
الى جانب هذه الخطوات السياسية الأمنية، التي تتخذها "إسرائيل" لإنقاذ فتح من الانهيار، تعمل " إسرائيل" بشكل واسع لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني. ويعود الفضل في هذا الانتعاش في نظر الجمهور الفلسطيني إلى الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء سلام فياض. وعلى المستوى الإعلامي العلني تدأب الحكومة على توجيه طلبات متكررة لأبي مازن لكي يوافق على استئناف المحادثات مع القيادة السياسية العليا في "إسرائيل".
إلا انه يرد الطلبات، ويعرض شروطا مسبقة ويجند ضغوطا دوليا على "إسرائيل" متناسيا بأنه لولا الدعم المكثف من "إسرائيل" لسلطته وفي المعركة التي يديرها ضد حماس، على قلب الجمهور الفلسطيني، لكان هوى منذ زمن بعيد إلى غياهب نسيان التاريخ.
ولكن للأسف الشديد هذا التناسي والنسيان ليسا من نصيب رؤساء فتح وحدهم. فإن مواجهة التهديد المتمثل بجر "إسرائيل" وممثليها بالبزات الرسمية ودونها إلى المحافل القضائية الدولية فرضت عليها من قبل أبو مازن ومنفذي أوامره. فوزير القضاء في السلطة الفلسطينية يوصل الليل بالنهار منذ شهور كي يجند دعما قبل نشر تقرير غولدستون وبلورة قرار المدعي الرئيسي في المحكمة الدولية. وفقط اذا ما تم الاعتراف بمكانة السلطة الفلسطينية ككيان سياسي، يفتح الباب لتحقيق هذه النوايا. ويدأب على ذلك أبو مازن ووزير عدله.
كيف سيشرح رؤساء الأجهزة الأمنية للعاملين في صفوفهها معنى الرغبة الشديدة لدى القيادة السياسية لتبيض وجه أبو مازن بينما هو يبذل الجهود لتحقيق حلم إجلاس ضباط الجيش الإسرائيلي على كرسي الاتهام في لاهاي؟ عندما سينشر تقرير غولدستون سيعرف كل ضابط في الجيش الإسرائيلي بان المتهم المركزي في هذه الخطوة هو محمود عباس وليس أحد آخر. هل هناك من يمكنه ان يشرح لنا معنى سياستنا في هذا الواقع القائم؟
نكران الجميل ابو مازن الاخر
أفرايم هليفي – رئيس الموساد السابق
"يديعوت أحرونوت"