ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: تحذيرات أميركية من تصنيف قوات ’حرس الثورة الايرانية’ بالمنظمة الارهابية

 الصحف الاجنبية: تحذيرات أميركية من تصنيف قوات ’حرس الثورة الايرانية’ بالمنظمة الارهابية

علي رزق

كشفت صحف أميركية بارزة أن مسؤولين أميركيين عسكريين واستخباراتيين حذروا إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب من إدراج قوات حرس الثورة الايرانية على لائحة التنظيمات الإرهابية، وذلك في الوقت الذي يناقش فيه البيت الأبيض اتخاذ هذه الخطوة.

وفيما كشفت مجلة أميركية معروفة أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية نشرت تقريراً يحذّر من تصنيف حركة "الاخوان المسلمين" منظمة ارهابية، أشار صحفيون اجانب الى الزيارة التي سيقوم بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الى أنقرة اليوم، بينما تحدث الباحثون عن صعوبة نجاح ادارة ترامب بفك التحالف بين روسيا وايران.

هواجس أميركية من تصنيف قوات "حرس الثورة الايرانية" كمنظمة إرهابية

بدورها، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً كشفت فيه أنّ مسؤولين أميركيين عسكريين واستخباراتيين كبارًا حذروا البيت الابيض من أنّ تصنيف قوات "حرس الثورة الايرانية" كمنظمة إرهابية قد يعرّض القوات الاميركية الموجودة في العراق للخطر، وقد يقوّض كذلك المعركة ضد تنظيم "داعش"، إضافة الى أن الخطوة ستشكل سابقة كون قانون التصنيف الارهابي لم يتم اعداده لفرض عقوبات على مؤسسات حكومية.

 

 الصحف الاجنبية: تحذيرات أميركية من تصنيف قوات ’حرس الثورة الايرانية’ بالمنظمة الارهابية

الصحف الأجنبية

 

ونقل التقرير عن مسؤولين في الادارة الاميركية اشترطوا عدم الكشف عن اسمهم "أن المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الاميركيين قد أعربوا عن مخاوفهم من اتخاذ هذا الاجراء"، وذلك في الوقت الذي كان يستعد فيه البيت الابيض لإصدار أمر تنفيذي يصنف كلًّا من قوات "حرس الثورة الايرانية" وحركة "الاخوان المسلمين" بالمنظمات الارهابية.

ونبه التقرير الى "انه ورغم الخصومة الموجودة بين وزارة الحرب الاميركية "البنتاغون" وقوات "حرس الثورة"، الا أن المسؤولين العسكريين الاميركيين يتخوفون من أن المضي بهذا التصنيف قد يؤثر سلباً على الاتصالات "غير المباشرة" بين الجيش الاميركي من جهة والحشد الشعبي في العراق الذي تدعمه قوات "حرس الثورة" من جهة اخرى.

كما نقل التقرير عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله "إن الادارة الاميركية لا تزال تدرس اتخاذ هذا الاجراء"، لكنّه اعترف في الوقت نفسه "أن هناك مخاوف"، مضيفاً "إنّ حماسة البيت الأبيض لإصدار الأمر التنفيذي كانت عالية في نهاية الأسبوع الماضي، حيث كان متوقعاً أن يصدر يوم الثلاثاء الفائت، إلا أن وكالات الأمن القومي الأميركي أعربت عن مخاوفها من تكرار الانتقادات والفوضى التي حصلت بعد ما وقّع الرئيس دونالد ترامب على الأمر التنفيذي بمنع دخول مواطنين من سبع دول إسلامية الى الأراضي الأميركية".

كذلك أشار التقرير الى "أنّ تصنيف جهة مثل قوات حرس "الثورة الايرانية" سيشكّل المرة الأولى التي يطبّق فيها قانون التصنيف الارهابي على مؤسسة حكومية رسمية، موضحاً "أن هذا القانون طُبق حتى الآن فقط على جهات غير حكومية مثل تنظيم "القاعدة"".

ولفت التقرير ايضاً الى مساعٍ منفصلة تبذل في "الكونغرس" من أجل تصنيف قوات حرس الثورة بالمنظمة الارهابية، تزامناً مع النقاش الذي يدور في البيت الابيض، حيث قدم السيناتور الجمهوري تيد كروز الشهر الفائت مشروع قرار يدعو الى هذا التصنيف.

من جهتها، نشرت مجلة "Politico" تقريراً كشفت فيه "أنّ تقريرا استخباراتيًّا جديدًا قام بإعداده الخبراء من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) يحذّر من أن تصنيف "الاخوان المسلمين" بالمنظمة الارهابية قد "يؤجج التطرف" ويلحق الاضرار بعلاقات أميركا مع حلفائها.

وأوضحت المجلة "أنّ الوثيقة الاستخباراتية الجديدة التي تم نشرها "داخلياً" أواخر الشهر الفائت، تحذّر من أن بعض حلفاء أميركا في المنطقة على الارجح يتخوفون من أن مثل هذه الخطوة قد تزعزع الوضع السياسي داخل بلدانهم وتغذّي خطاب "المتطرفين" وتؤدي كذلك الى إغضاب المسلمين حول العالم" وفق قولها.

كما تقول الوثيقة الاستخباراتية بحسب المجلة "أن تصنيف "الاخوان المسلمين" بالمنظمة الارهابية سيؤدي على الارجح الى إضعاف الحجج التي يقدمها قادة هذه الجماعة لعدم اللجوء الى العنف، وكذلك الى تقوية "دعاية" "داعش" و"القاعدة" من أجل كسب المزيد من الاتباع والمؤيدين، و"خاصة لشن الهجمات على المصالح الاميركية".

غير أنّ المجلة حذرت من "أن هذه الوثيقة الاستخباراتية قد تشعل معركة بين "ال-CIA" من جهة والرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهة أخرى، اذ إن الاخير سبق له أن رفض التقييمات الاستخباراتية لهذه الوكالة".

كما أشار الى أنّ الوثيقة تتعارض مع مواقف المدير الجديد للـ"CIA" مايك بومبيو الذي كان أحد رعاة مشروع قرار قدم الى الكونغرس لحظر "الاخوان المسلمين" (عندما كان بومبيو عضوا في الكونغرس).

وفي الوقت نفسه، أشار التقرير الى تراجع مستوى الزخم الذي كان موجوداً لتصنيف "الاخوان المسلمين" بالمنظمة الارهابية، لافتاً الى أن اتخاذ هذه الخطوة سيؤدي الى تعقيدات كبيرة للدبلوماسية الاميركية في الشرق الاوسط.

وأضاف "إن لدى الاخوان المسلمين فروعا منتشرة حول العالم العربي، وإن البعض منها في موقع السلطة في دول معينة. كما نبه الى أن هذا التصنيف قد يلحق اضرارا بعلاقات واشنطن مع تركيا "التي هي حليف أطلسي"، اذ إن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هو من كبار داعمي الفروع التابعة للاخوان المسلمين في المنطقة.

العلاقات الاميركية-التركية

وفي سياق آخر، كتبت الصحفية امبرين زمان مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor" أشارت فيها الى ان المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب اردوغان قبل يومين تطرقت الى موضوع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، حيث لفت أردوغان خلال هذه المكالمة الى العلاقات الوطيدة بين هذه الوحدات وحزب "العمال الكردستاني" الذي تعتبره الدولة التركية من كبار الاعداء.

ونقلت الكاتبة عن مسؤول تركي رفيع إشارته الى "أنّ الحديث بين الجانبين كان "ايجابيًّا جداً"، دون أن يكشف المزيد من التفاصيل"، كما نبهت الى ما نقل عن مسؤولين اتراك في وسائل الاعلام التركية بأن  بومبيو سيزور أنقرة اليوم لبحث "قضايا امنية"، غير أن الكاتبة لفتت في الوقت نفسه الى عدم صدور أية معلومات حول رد فعل ترامب على "شكاوى" أردوغان من موضوع وحدات "حماية الشعب الكردية"، مشيرة الى "أن قلائل هم من يعتقدون أن ترامب سيتخلى عن وحدات "حماية الشعب" و"حلفائها العرب"، كونهم "أثبتوا بانهم القوة المقاتلة الاكثر فاعلية ضد "داعش "على الارض قبيل الهجوم المخطط له لاستعادة الرقة".

كما أشارت الكاتبة الى أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال خلال مؤتمر صحفي يوم أمس ان القوات الخاصة بالجيش التركي عليها أن تساعد في العملية التي ينوي "التحالف الدولي"  القيام بها لطرد "داعش" من الرقة.

التحالف اليوم بين روسيا وايران غير مسبوق

الباحثة الروسية في معهد "واشنطن لشؤون الشرق الادنى الصهيوني" آنا بورشفسكايا كتبت مقالة نشرت في مجلة "The Tower" وصفت فيها التعاون الجاري حالياً بين روسيا وايران بأنه غير مسبوق منذ خمسمئة عام.

وقالت الكاتبة "ان عددًا من المصالح المشتركة أدت الى توطيد العلاقات بين روسيا وايران"، وعلى رأسها المعارضة "الجيوستراتيجية" المعادية للغرب وخاصة الولايات المتحدة".

وبينما زعمت "أن التعاون الروسي الايراني قد يكون "قصير الامد"، حذرت في الوقت نفسه من أن هذا التعاون الحاصل اليوم قد يلحق ضرراً دائماً بالمصالح الاميركية، كما شددت على أن فك التحالف الروسي الايراني سيكون صعباً، لكنها زعمت أن ادارة ترامب يمكن أن تقوم بخطوات معينة لتحقيق هذا الهدف.

ورأت الكاتبة "أن التعاون الروسي الايراني وصل الى مستوى جديد تماماً في عام 2013، حيث حصل تلاقياً بالمصالح السياسية بين الجانبين بشكل غير مسبوق، كما لفتت الى أن ايران وروسيا تتشاركان التخوف من عودة حركة "طالبان" في افغانستان، مشيرةً الى أن موسكو دائماً ما تنظر الى الولايات المتحدة على انها عدو "مهما حاول أحد من رؤسائها العمل على تحسين العلاقات".

الكاتبة أشارت أيضاً الى أن ترامب تحدث عن سياستين "متناقضتين" خلال حملته الانتخابية، حيث تكلم بلغة تصعيدية ضد ايران وأعرب عن رغبته بتحسين العلاقات مع روسيا، مضيفةً "ان هذه الاهداف غير متوافقة لأن سوريا هي الساحة التي تشهد اقرب تحالف بين موسكو وطهران".

كما اضافت الكاتبة "إن محادثات السلام الاخيرة حول سوريا في كازاخستان يمكن أن تكون قد أدت الى تعزيز التحالف الروسي الايراني، اذ تعهد البلدان بمحاربة "داعش" وجبهة "النصرة" بشكل مشترك"، ونبهت من أن هذا التطور سيعقّد العملية أكثر حتى على ترامب للتحالف مع روسيا في سوريا.

كذلك رأت الكاتبة "أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجح في أن يحقق توازنا بين "المصالح "الاسرائيلية" والفلسطينية من جهة والعلاقات النامية مع ايران من جهة أخرى، وفق قولها، غير انها اضافت بانه ليس واضحًا الى متى يمكن ان يواصل بوتين ذلك، لافتة الانتباه الى ان بوتين تجاهل "المصالح الاسرائيلية" عندما قام ببيع صواريخ "S-300" الى ايران.

وشددت الكاتبة على أن ليس من مصلحة "إسرائيل" ان يواصل بوتين دعمه للرئيس السوري بشار الاسد وتوسيع نفوذ ايران في الشرق الاوسط، وعليه أشارت الى ان ادارة ترامب يمكن ان تشجع وتدعم حلفاء مثل "إسرائيل" كي تصعّب على بوتين عملية تحقيق توازن في اقامة علاقات جيدة مع جميع الاطراف.

كذلك دعت الكاتبة ادارة ترامب الى تعزيز تعاونها الامني مع الحلفاء من أجل توجيه رسالة بأنها لا تزال ملتزمة بالمنطقة، واضافت بان الولايات المتحدة ومن خلال تنشيط دورها الاقليمي ستحد من نفوذ بوتين،"بما في ذلك تحالفه مع ايران" على حد زعمها.

 

2017-02-09