ارشيف من :ترجمات ودراسات
’هآرتس’: تقارب مصر وحماس يزيد مستوى التوتر لدى متخذي القرارات في ’إسرائيل’
اعتبرت صحيفة "هآرتس" أنه في الوقت الذي يُكرّس فيه جدول الأعمال السياسي والسياسي الداخلي في "إسرائيل" حول التحقيق مع رئيس الحكومة، والتورط في قضية الغواصات والزيارة المرتقبة لبنيامين نتنياهو إلى واشنطن، نضج في الأيام الأخيرة توتر أمني من المتوقع لأسباب محددة أن يتطور إلى تصعيد فعلي". وأضافت الصحيفة "هذا الأمر حصل في "الجبهة الجنوبية المعقدة" التي تعمل بها "إسرائيل" ضد حماس، من خلال تدخل واضح وأحيانًا تحالفات مؤقتة للاعبين آخرين، مصر والفرع المحلي لـ "داعش"، ولاية سيناء"، على حد تعبيرها.
وأشارت الصحيفة الى أن "ما تنشره وسائل الإعلام يتعلق بشكل أساسي بحوادث لا يمكن إخفاؤها، من إطلاق الصواريخ وحتى نتائج التفجير الغامض في النفق. لكن تدور تحت سطح الأرض مصالح خفية ومشاريع مشتركة"، مضيفة أن "إدارة غير صحيحة للأزمة من المتوقع، كما حصل في صيف 2014، أن تؤدي أيضًا إلى الإنفجار، حتى ولو أنه لا يبدو الآن كهدف مرجو للطرفين الأساسيين".
ولفتت الصحيفة الى أن "الأحداث الأخيرة تحصل في فترة يوجد فيها تقارب مفاجئ بين حماس ومصر بعد سنوات من العداوة الواضحة من جانب الجنرالات في القاهرة حيال القيادة في القطاع، الذين كانوا يرون فيهم فرعاً لخصمهم، حركة الأخوان المسلمين المصرية".
ورأت "هآرتس" أن "إطلاق الصواريخ من قبل "داعش" نحو "إيلات" يمكنه أن يخدم هدفين اثنين: الأول، وهو الهدف الأوضح، إنتقاماً من "إسرائيل"، لأن هذا التنظيم يتهم "إسرائيل" منذ أشهر بتقديم مساعدة هجومية وإستخبارية للحرب التي تقودها مصر ضده في سيناء. والثاني من المحتمل أن يكون إمرار رسالة إلى حماس على خلفية التقارب مع مصر"، على حد زعم الصحيفة.
وختمت الصحيفة بالقول إنه، بالمحصلة، يوجد هنا تراكم إستثنائي للأحداث، مما يزيد من مستوى التوتر لدى متخذي القرارات في كلا الطرفين. التصريحات تشتد في الجانب "الإسرائيلي"، حتى ولو كانت تخفي فيها منافع سياسية هامشية، فإنها لن تساعد في تهدئة الأجواء. وأضافت "يبدو أن المصلحة "الإسرائيلية" الواضحة هي في الحفاظ على الردع وإبعاد الحرب المقبلة في القطاع، قدر المستطاع. أما السياسات الأخرى فستؤدي إلى تورط لا طائل منه بقتال مستمر، حتى لو أدى إلى إسقاط حكم حماس الذي يبشِّر به بعض الوزراء، فإنها ستعيد إغراق الجيش "الإسرائيلي" في المستنقع الغزاوي لسنوات طويلة.