ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: صهاينة مقربون من إدارة ترامب يتحدثون عن أهمية ’التسوية’ بين ’إسرائيل’ والسعودية
أشارت صحف ومجلات أميركية بارزة الى أنّ جاريد كوشنر زوج ابنة الرئيس الاميركي دونالد ترامب والمكلّف بملف ما يُسمى "النزاع العربي "الاسرائيلي" يتبنى استراتيجية تعكس رؤية رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو نفسها، والتي تستند على الاستفادة من العداء "الاسرائيلي" الخليجي المشترك حيال ايران من أجل تحسين العلاقات بين الكيان "الاسرائيلي" ودول الخليج.
ونقلت الصحف عن أحد الصهاينة المقربين من كوشنر قوله "إن السلام بين الكيان "الاسرائيلي" والسعودية تحديداً يعتبر الخطوة الأهم في هذا الاطار".
ادارة ترامب واستراتيجية السلام بين "إسرائيل" والسعودية
بدورها، نشرت مجلة "Politico" تقريراً تمحور حول الاستراتيجية التي يتبعها كوشنر في القضية الفلسطينية، وذلك عشية زيارة نتنياهو الى واشنطن، والتي ستستمر ثلاثة أيام حيث سيلتقي ترامب في البيت الابيض يوم الاربعاء المقبل.
الصحف الأجنبية
وذكّر التقرير بأن كوشنر كُلف من قبل ترامب بالعمل على التوصل الى ما يسمى "تسوية" للقضية الفلسطينية، وبأنه من "اليهود الارثوذكسيين، قدمت عائلته مساعدات مالية لدعم المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية، اضافة الى تبرعات أخرى لدعم الكيان الصهيوني.
كما نقل عن مسؤول رفيع بالادارة الاميركية إشارته الى أن كوشنر سيكون حاضراً خلال الاجتماع بين ترامب ونتنياهو.
وفي سياق الاستعدادات الأميركية لزيارة نتنياهو، لفت التقرير الى "أن صهر ترامب تحدث مع كل من سفير دولة الامارات لدى واشنطن يوسف العتيبة، وكذلك الملك الاردني عبدالله الثاني، ومع سفير الكيان الصهيوني لدى واشنطن رون ديرمر المعروف بأنه مقرب جداً من نتنياهو، اضافة الى ممثلين عن السعودية ومصر".
وشدد التقرير على أن كوشنر يكثف اتصالاته بشكل خاص مع "الدبلوماسيين العرب"، كاشفاً بأنه على تواصل شبه مستمر مع العتيبة، موضحاً "أن استراتيجية كوشنر حتى الآن تستند إلى المشهد الكبير بعيداً عن التفاصيل"، لكنه نبّه بالوقت نفسه الى أن مواقفه لا تتأثر فقط بكونه ينتمي الى عائلة داعمة لكيان الاحتلال، بل بصداقاته أيضًا.
وهنا أشار التقرير الى أن من بين هؤلاء الاصدقاء رجل الدين اليهودي "المتطرف" شمولي بوتاتش الذي دعم ترشيح ترامب للرئاسة، وتابع "إن كوشنر لا يزال يأخذ الاستشارة من بوتاتش"، منبهاً الى أنّ الاخير لا يؤيد وضع أولوية الى ما يسمى "السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين" في الوقت الراهن بل على العلاقات بين الكيان "الاسرائيلي" وبعض الدول العربية.
ونقل التقرير عن بوتاتش -الذي أجرت مجلة "Politico" مقابلة معه- قوله "إن التركيز "يجب أن لا يكون على "إسرائيل" والفلسطينيين – الادارة (الاميركية) يمكن أن تصنع التاريخ من خلال تحقيق التسوية بين "إسرائيل" و"دول الخليج"، كما نقل عنه قوله "إنه يعتقد بأن الخطوة الاساس لتحقيق ذلك هي "السلام بين "إسرائيل" والسعودية"".
استراتيجية ادارة ترامب تعكس رؤية نتنياهو نفسه
هذا وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت تقريراً كشفت فيه أن ترامب ومستشاريه يعدون استراتيجية لما أسموها "النزاع الاسرائيلي الفلسطيني" تضم دولاً عربية مثل السعودية ومصر.
وأوضح التقرير أن الاستراتيجية الناشئة هذه تعكس رؤية رئيس وزراء الكيان "الاسرائيلي" وأن الاخير سيحاول الاستفادة من التوافق في المواقف مع ما أسماه "البلدان السنية" في مواجهة ايران، خلال الزيارة التي يقوم بها الى واشنطن.
كما تابع التقرير "إنّ ادارة ترامب ومن أجل تسهيل الموضوع على قادة بعض الدول العربية قامت بتأجيل خطة نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة، وذلك بعد أن أبلغ هؤلاء القادة ترامب بأنّ هذه الخطوة ستتسبب بمظاهرات غاضبة للفلسطينيين".
وبينما لفت التقرير الى "أنّ ضم دول عربية الى ما يسمى "مساعي التوصل الى تسوية" للقضية الفلسطينية ليست جديدة وأنّ ادارات أميركية سابقة اتبعت هذا النهج"، نبّه الى أن "الفرق يتمثل في أنه خلال الاعوام الثمانية الماضية، فإن علاقات "إسرائيل" مع بعض الدول العربية توثقت بسبب مخاوفهم المشتركة حيال الهيمنة الايرانية في المنطقة" على حد تعبير التقرير الذي تابع "إن ذلك "قد يغير الديناميكيات".
ونقل التقرير عن الدبلوماسي الاميركي الصهيوني السابق المعروف "Dennis Ross" قوله "إنّ هذه المقاربة تعتبر بأنه وبسبب الانقسامات بين الفلسطينيين وبسبب العلاقة الضمنية بين من أسماهم "السنة العرب" و"إسرائيل"، فهناك أمل ان يكون العرب مستعدين "للقيام بالمزيد" وفق قوله.
وأشار التقرير الى "أنّ المقاربة هذه تختلف عن الفرضية المعاكسة التي اعتمدتها إدارات أميركية سابقة مثل ادارة اوباما، والتي تقول أن على الكيان "الاسرائيلي" اولاً التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين وان ذلك سيؤدي بدوره الى "سلام مع العالم العربي".
ولفت التقرير الى "أنّ نتنياهو يروج منذ فترة للاستراتيجية التي تعتمد على العمل على العلاقات بين الكيان "الاسرائيلي" ودول مثل السعودية بدلاً من التركيز على ما يسمى "التسوية الاسرائيلية الفلسطينية".
ونقل عن مصادر مطلعة بأن زوج ابنة ترامب ينظر باهتمام شديد الى منطق نتنياهو هذا.
وأضافت المصادر أن" العلاقة بين كوشنر والسفير الصهيوني لدى واشنطن المقرب من نتنياهو تعززت في الفترة الاخيرة"، كاشفةً "ان ترامب وكوشنر اجتمعا مع المدعو شيلدون أديلسون (وهو ميلياردير صهيوني معروف وصاحب جريدة "اسرائيل هيوم اليمينية) على العشاء يوم الخميس الماضي"، مذكراً بان أديلسون هو من كبار الداعمين لنتنياهو.
ادارة ترامب "تنزلق" نحو مقاربة المحافظين الجدد
من جهته، الصحفي الاميركي المعروف "Robert Parry" كتب مقالة نشرت على موقع "Consortiumnews" رأى فيها "ان سياسة الرئيس الاميركي الجديد حيال الشرق الاوسط "تنزلق" نحو مقاربة المحافظين الجدد لأن البعض في البيت الابيض "يصطف مع المصالح "الاسرائيلية- السعودية" ويتعهد بالعداء حيال ايران".
وقال الكاتب "إنه سمع من مصادر خاصة بأن وزير الخارجية ريكس تيلرسون يقول -أقله خلف الابواب المغلقة- "إن السعودية وحلفاءها الخليجيين هم الداعمين الاساسيين لـ"القاعدة" و"داعش"، غير انه أشار الى "ان مستشارين مقربين من ترامب مثل كوشنر (زوج ابنته) ومستشار الامن القومي “Michael Flynn” يبدو انهم ملتزمين بالخطاب المعهود والعدائي تجاه ايران".
ورأى الكاتب "أن فرص كوشنر للتوصل الى ما يسمى "السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين" شبه معدومة، مستبعداً أن يقدم الكيان "الاسرائيلي" أية تنازلات حقيقية للفلسطينيين.
وبينما اعتبر "أن السعودية وحلفاءها وكذلك "إسرائيل" يمكن أن يشكلوا جبهة للضغط على الفلسطينيين ويقوموا بالتالي "باخضاعهم"، نبّه الى أن ذلك على الارجح لن يكون "حلًّا طويل الامد".
وتابع "إنّ "معاملة "إسرائيل" للفلسطينيين كسكان أصليين مظلومين ستبقى أمام ضمير العالم كما كان الوضع مع نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا".
كما حذر الكاتب من أن المحافظين الجدد ومن خلال كوشنر وجدوا "بوابة خلفية" الى داخل ادارة ترامب.