ارشيف من :نقاط على الحروف
’هآرتس’ و’الشرق الأوسط’... سياسة تحريرية واحدة لشطب فلسطين
ياسر رحّال
ليس جديداً أن يحصل تناغم بين وسائل الإعلام، سيما عندما يكون تصنيفهم في خانة واحدة ويحملون التوجه السياسي أو الحزبي أو حتى الخط التجاري نفسه؛ لكن من غير المفهوم كيف يتناسق إعلام العدو الصهيوني، مع إعلام "آل سعود".
طبعاً، ليست هذه المرة الاولى، فقد اعتدنا على أن يكون إعلام "آل سعود" مثبطاً، ومهاجماً كما الإعلام الصهيوني، في أي حرب على المقاومة؛ لكن أن يصل الأمر إلى التشكيك بقيادة حركة المقاومة الإسلامية ـ حماس الجديدة في غزة، وتعزف "الصديقتان"، "هآرتس" و"الشرق الاوسط" على وتر واحد، هو "تعنت قيادة حماس في ملف صفقة تبادل الأسرى الجديدة"، فهو بلا شك يحمل خلفيات واضحة.
في الشكل احتل الموضوع الصفحة الاولى في الصحيفتين، لكن مع فارق زمني، سُجل قصب السبق فيه هذه المرة للعدو الصهيوني؛ حيث كتب "عاموس هرئيل" أمس في "هآرتس" تحت عنوان "المحررون في صفقة شليط يقودون الخط المتعنت لحماس في صفقة التبادل"، مقالاً حمَّل فيه الاخ القائد يحيى سنوار، مسؤولية تأخر عملية التبادل، وصعوبة المطالب التي قدمتها حماس للمفاوضات في هذا الملف.
من صحيفة "الشرق الأوسط"
معتمداً على أوصاف نشرتها "الشرق الاوسط" قبل أيام، منها "في كل هذه الخطوات تبرز القوة المتزايدة للجناح العسكري لحركة حماس على حساب الجناح السياسي المخضرم، الذي قام على مدار سنوات بتوجيه سلوك التنظيم في القطاع، حتى وان لم تنجح القيادة السياسية بتطبيق سيادتها بشكل مطلق على نشطاء الارهاب. وحسب ما نبأت صحيفة "الشرق الاوسط "السعودية في نهاية الأسبوع، فإن الجناح العسكري يسجل إنجازات في الانتخابات الداخلية، على حساب الجناح السياسي".
مؤكداً أن "سنوار يملي الخط المتشدِّد في حماس، في مفاوضات تبادل الاسرى"، ويتابع "يبدو ان سنوار ورفاقه يسعون الى انتزاع تنازلات ثقيلة نسبيا من اسرائيل: اولا، إطلاق سراح 56 من رفاقهم الذين أطلقوا في إطار صفقة شليط وأعيد اعتقالهم في الضفة الغربية عشية "الجرف الصامد". يلي ذلك محاولة إطلاق سراح الاسرى الاخرين".
من صحيفة "هآرتس"
ويختم: "وقد نشرت وسائل إعلام عربية في مطلع الشهر، بأن حماس رفضت مؤخرا، اقتراحا اسرائيليا جديدا، كان يفترض ان يقود الى التقدم في الاتصالات. ويصف اشخاص التقوا سنوار بأنه شخص متطرف حسب ما يظهر وفق مصطلحات تنظيمه، ويتحدث بمصطلحات رهيبة عن حرب أبدية ضد اسرائيل".
"الشرق الاوسط"
وكان التجاوب السريع اليوم على الصفحة الأولى من "الشرق الأوسط":
"صقر" من "القسام" خلفًا لهنية في غزة
القائد الجديد لحركة حماس مطلوب أميركيًا
هذا في العنوان، أما في المضمون فكانت الفقرة المكررة من "هآرتس":
"وتعد العلاقة مع إسرائيل والتحالفات في المنطقة، ضمن أبرز ملفات على السنوار الوقوف أمامها ومعالجتها، خصوصا أنه من التيار الذي يبدي تشددا كبيرا فيما يخص عقد أي اتفاقات مع إسرائيل، سواء فيما يتعلق بالهدنة أو إتمام صفقات تبادل، وهو الذي وضع شروط حماس الصعبة من أجل إتمام صفقة تبادل أسرى أخيرة، ورفض عروضا مختلفة، كما أنه بخلاف المستوى السياسي يدعم تقاربا أكبر مع إيران في سبيل الحصول على دعم مالي وعسكري لصالح {القسام}، وهو الأمر الذي حاولت قيادة حماس السابقة إبطاءه إلى حد ما".
لن نقف أمام الإشارة إلى العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، فديدن "آل سعود" ضرب وحدة المسلمين فضلاً عن دعم "داعش" وأخواتها، لكن أن تكون الإشارة إلى انه "الذي وضع شروط حماس الصعبة من أجل إتمام صفقة تبادل أسرى أخيرة"..فهي بيعة للعدو على حساب الأسرى في سجون الاحتلال، وبث للفتنة في الداخل الفلسطيني المقاوم، والحركة الأسيرة من أجل زرع الشقاق.
هي الصلافة التي ما بعدها صلافة.. لكن نعود ونقول: من قتل أطفال اليمن، ودمر مدارسهم، وأحرق حقولهم.. ومن يعمل لتدمير سوريا ومسحها عن الخارطة، كرمى لعيون "الكيان الصهيوني"، لا يُستغرب منه الإيغال في الدم الفلسطيني، وجرحه النازف من بوابة سجون الاحتلال..
"الحمق" نفسه من البيت الأسود في واشنطن، مروراً بـ"الكنيست" وصولاً إلى عرش "مملكة الرمال"، يثبت مجدداً أن حلف العدوان على الأمة يتشكل من هذا الثالوث.. وأن محور المقاومة هو الوحيد الذي يحمل همّ فلسطين... وأسرى فلسطين.