ارشيف من :آراء وتحليلات

استقالة فلين من إدارة ترامب: للسلطة حدود!

استقالة فلين من إدارة ترامب: للسلطة حدود!

استقالة فلين من إدارة ترامب: للسلطة حدود!

"استقالة" مستشار الامن القومي الاميركي الجنرال مايكل فلين من منصبه حدثٌ مهم في بدايات عهد الرئيس دونالد ترامب، وهي تؤشر الى مجموعة حقائق:
-    هناك حدود للسلطة يضعها الفريق الجمهوري التقليدي أمام الرئيس الجديد. فترامب ليس "الوحش القوي" الذي يمكنه قلب قواعد اللعبة كما يشتهي، وقد تأكد ذلك بعد وقف القضاء العمل بقرار منع دخول مهاجرين إلى الاراضي الأميركية. وهذا الإجراء ليس قضائياً بحتاً، بل هو إجراء سياسي أيضاً تسانده طبقة "الدولة العميقة" في المؤسسات الاميركية التي ترفض إجراء اي تغيير على النظام الأميركي من دون الوقوف على خاطرها.  
-    إن كل ما قيل عن نية ترامب لإحداث تقارب مع روسيا يصطدم بموقف الفريق التقليدي الجمهوري الذي يعرف كيف يقطع الطريق أمام هذا التوجه. وهو إذ يطيح بمهندس تطبيع العلاقات مع روسيا، يتحين كل فرصة لفرض أجندته الداخلية والخارجية على الرئيس.
-    هناك تضارب وتنافس واختلاف في المشارب والأمزجة والأهواء والانتماءات السياسية داخل فريق ترامب، الذي جمع كل هؤلاء في فريقه لكنّه لا يستطيع إدارة خلافاتهم، والصحافة الاميركية التي تتصيّد مشاكل الادارة "الترامبية" تحفل بالعديد من الوقائع التي تشير الى منازعات بين أركان هذا الفريق غير المتجانس.
-    لم يمر شهر واحد بعد على تسلم ترامب مقاليد الحكم، ومع ذلك يقدّم الدليل تلو الدليل على أنه رجل انفعالي يميل الى إملاء قراراته بطريقة غير مدروسة. واذا استمر "الشيخ السبعيني" على هذا النحو من المراهقة السياسية، لا يبعد ان يجد نفسه في العراء وحده في نهاية المطاف. وقد بدأت إثارة الشكوك حول أهليته للحكم، انطلاقاً من تضارب المصالح العامة والخاصة لديه، وصولاً الى سلامته العقلية.  
وفي الحصيلة، لن يخسر الفريق الجمهوري من هذه المواجهة الداخلية، بل هو تمكن من توظيف صعود ترامب خارج المؤسسة الحزبية لكي يعود الى البيت الأبيض مجدداً، ولدى الحزب نائب رئيس (مايك بنس) جاهز ومنضبط ضمن اللعبة الحزبية، وباستطاعته الإعتماد عليه لإكمال العهد الرئاسي في حال تبين أن ترامب أصبح في دائرة الخطر ولن يكمل عهده.
بهذا المعنى، يكون الحزب الجمهوري قد إستطاع إحتواء عهد ترامب من البداية، وقد يتحقق السيناريو الذي أشرنا اليه في مقالة سابقة والذي يقول ان الحزب الجمهوري الذي عجز عن رفض ترشيح ترامب للرئاسة، خطَّط لاستبداله بمجرد الوصول الى السلطة التنفيذية في حال ظهر أن هذا "الحصان الرابح" غير مؤهل للعمل وفق أجندة الحزب وضمن آليات عمله التقليدية.    

 

 

2017-02-15