ارشيف من :خاص
كميل عباس الموسوي يكتب الى والده: ستبقى المقاومة في أعيننا
بقلم: كميل عباس الموسوي
(نجل سيد شهداء المقاومة الاسلامية الشهيد السيد عباس الموسوي (رض))
أنتم يا رجال الله، ولدتم من نوره ليحيا بكم دين محمد (ص) وآله (ع)، رفعتم راية الحسين شامخة ليعمّ نورها أرجاء الأرض وسماءها، فكنتم المشعل لأمة لطالما أكلها وباء الخمول حتى اغتصبت أرضها من اليهود الذين أفسدوا تاريخها وتآمروا على شعوبها ونهبوا خيراتها.
هنيئا لكم قادتي الشهداء بما اجتهدتم من العلم حتى علمّتم الأجيال الوفاء والجهاد، وصنعتم من عمائمكم شموخ أمة معطاءة، لا يجفّ دمها، وها هم القادة يلحقون بركبكم.. ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
هنيئا لك والدي وسيدي الحبيب أبا ياسر ووالدتي الحبيبة شريكة العلم والجهاد، هنيئا لكما بما فزتما وقدمتما وبما واسيتما الزهراء (ع) بطفل الامام الحسين (ع) الرضيع، بتقديمكما أخي الشهيد حسيناً، فكرمتما من الله واخترتما لخير أمة عاهدت أبا عبدالله (ع) وحملت لواء العباس وارتوت من حب علي(ع) علماً ومعرفة وولاء وطاعة وتضحية.
لقد أردت يا سيدي لهذه الأمة أن تسلك طريقها الصحيح وأن تكون أمة مقتدرة، أمة راقية، أمة متحضرة تستطيع بناء مجدها ومستقبلها ومستقبل أجيالها بذاتها، أمة تجاهد على كل المستويات، كما تقف وتجاهد ضد الاحتلال الصهيوني وعملائه.. أيضا تقف في مواجهة الحرمان والفساد.
نذكر جيداً يا والدي أبا ياسر وجودك المباشر بجانب المستضعفين والمحرومين الفقراء والأيتام مواسياً ومبلسماً جراحاتهم لتطلق لواء رفع الحرمان عن المستضعفين "سنخدمكم بأشفار عيوننا" وأبيت أن لا تعيش الا مع الفقراء لتكون أنيسا لهم في مرارة العيش فذابت نفسك في خدمة الله ومحبيه وشرعت قلبك قبل بابك لاستقبالهم.
أيضا كنا الشهود يا سيدي.. على جهودك لتوحيد صفوف الأمة، تلاحق الفتنة لتخمد نارها حيث تندلع، كنت صاحب اللسان الصادق مع جميع أبناء وطنك، من الشمال الى الجنوب الى الجبل وبيروت والضاحية والبقاع وكل الوطن.
وتبقى المقاومة هي عيني أبي ياسر، تتصدر أول اهتماماته.. المقاومة التي أسس ركائزها الأولى مع المجاهدين الأبطال.. وعينه ما غفت عنها، مواكباً لكل خطواتها وتفاصيل عملها ومراحلها ساعياً لتطوير أدائها العسكري والأمني لتحقيق إنجازات قل نظيرها في عالمنا العربي، لينعكس ذلك معنوياً على شعب المقاومة وكل التواقين الى الحرية.. "لأن هذا العصر هو عصر الشعوب المستضعفة وليس عصر الدول".
وتبقى كربلاء الامام الحسين (ع) هي المحطة الروحية التي منها كان يستلهم السيد عباس فكره وإليها انتسبت روحه.. وعلى طريقه يسير المجاهدون الذين أحبوا الله بصدق.. "كبر الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم".. لذلك فان "إسرائيل" وأمريكا صغيرتان في أعيننا.
إنها مدرسة كربلاء.. مدرسة الحسينيين، على طريقها سرنا نقدم التضحيات.. ومن بركات هذه التضحيات يأتي النصر دائماً.
"إن الامة التي تنسى شهداءها هي أمة ميتة".. هذا ما علمنا اياه السيد عباس.. فنحن أمة كما تحفظ دماء شهدائها تحفظ العهد لهم.. وسنبقى نحفظ الوصية الخالدة "المقاومة بأعيننا".