ارشيف من :نقاط على الحروف
سأحدثكم عن قائدي
سأحدثكم عن قائدي، هو واحدٌ من أسراري الدفينة التي ما غلبني الشوق يوماً إليها إلا وعاد بي حرص المحب على الحبيب إلى مراتع البدايات عند "الصنوبرة"، والملعب الأحمر الذي شكّل في وعينا "المعسكرات".. من اول دورة رياضية على اسم الله وباسم الشهداء.. وحي ماضي و"الثكنة"، ومتفجرة بئر العبد والتحقيق الذي كشف هول ما كان يرتكب من جرائم بصيغة "6 و6 مكرر" لإشعال الفتنة الطائفية في بلدي..
يومها أقسم كما علي(ع) أن لا ينام إلا بعد كشف مرتكبيها، واحداً واحداً..
سأحدثكم عن قائدي الذي اكتشفنا بعد الشهادة، انه ترك لنا عشرات الآلاف من الأخوة والاخوات على امتداد العالم الإسلامي، تهفو قلوبهم مثلي.. مثلنا.. مثلكم لشوق اللقاء..
القائد الحرّ المتمرد منذ "الطلقات الأولى".. ونعومة الاظافر على الرتابة اليومية.
من مخيمات الثورة الفلسطينية، ومعسكرات عدلون الجنوبية وتلالها.. ولا عجب في المرور على مقام نبيها "ساري"، هنيهة للاستراحة وإفراغ بعض الشوق.. والذكريات.
صانع أمجاد الوطن والامة، والقادة المجاهدين المدافعين عن القيم قبل الحدود وعن "الولاية" قبل الدول..
الزاهد في كل الاشياء إلا في الأجيال المنتظرة لدولة العدل القادم..الباذل أغلى ما يملك ليكونوا على قدر المسؤولية والواجبات..
المجاهد الذي ما انفك يبحر يماً وغماماً، ذوداّ عن حياض الأمة.. وفلسطين شريكتنا في كل شيء.
العارف بتفاصيل شوارع غزتها، والمطمئن بعد صلاة الليل على شبكات اتصالاتها، وتصحيح الخلل حتى لو كان قبيل صلاة الصبح.. كيف لا وهو الحالم بالعودة إلى أقصاها لصلاة بإمامة قائمنا شاهراً بندقيته..
ربيب الخميني العظيم، منذ أول مشوار إلى طهران، واعتلاء المنبر في يوم المستضعفين..
الثائر الذي ذاب في الثورة الإسلامية حتى باتت بريقاً يلمع في عينيه مع كل مشهد من مشاهد العزة يخرج منها.. من نور روح الله إلى ضوء الشمس الخامنائي المفدى..
عن القارىء المتدبّر للقرآن الكريم، عن العارف في صلاة العجلة.. والزاهد في الملبس والمتواضع في المشية .. هوناً وسلاماً.
عن الفنان الذي يسكنه التزام المبحر بأشرعة الضوء واللحن والكلمات.. عن المسؤول القدوة، الملتزم الضوابط التي يضعها حتى لو كان المعني بتطبيقها بعمر صغيره يومها..
وشهيده جهاد، يجلس بجنبه، يؤنسه في عرزال الحراسة على تخوم أحد الثغور بانتظار من يمنحه إذن العبور..
عن الحريص على مشهدية مبهرة لمحمولات المقاومة في احد الاناشيد غير غافلٍ عن أبسط التفاصيل، من "حدادة وبويا" ونظافة تظهر هويتنا الحقيقية..
أما الدندنات فلعارفيه حكايات وحكايات معه لن تتوقف على طريق "المقام" و"المقاومة" وحفظ الذاكرة.. وقصص "أبو الحنّ" على سواتر صافي .
سامحوني أطلت عليكم لكنني كما أنتم أشتاق إلى حديثه، وحديثنا عنه ولو.. بعد شهادة.