ارشيف من :آراء وتحليلات

اتفاق القاهرة الليبي بين حفتر والسراج: صفعة ثلاثية؟

 اتفاق القاهرة الليبي بين حفتر والسراج: صفعة ثلاثية؟

رأى جل الخبراء والمحللين بأن اتفاق الفرقاء الليبيين في القاهرة الذي تم بين اللواء خليفة حفتر وبين رئيس حكومة الوفاق فائز السراج هو صفعة للمبادرة الثلاثية التي من المفترض أن تتقدم بها دول تونس ومصر والجزائر. فقد تفاجأ الرأي العام في تونس والجزائر بهذا اللقاء الذي تم في القاهرة دون سابق إعلام وقبل الزيارة التي كان من المتوقع أن يؤديها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تونس.
ويبدو أن إقحام رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي في الجهود الديبلوماسية للحل في ليبيا من قبل تونس والجزائر قد جاء بخلاف إرادة الطرف المصري. وقد عبر خليفة حفتر، حليف القاهرة، عن ذلك ضمنياً حين شكك في إمكانية نجاح جهود الطرفين التونسي والجزائري للحل في ليبيا من خلال تصريحات لقيت استهجان كثير من الأطراف التونسية.

دعم أطلسي

ويعتبر اتفاق القاهرة بنظر البعض قبولاً إيطالياً بالدور المتعاظم للواء خليفة حفتر في المعادلة الليبية باعتبار أن فائز السراج رئيس حكومة الوفاق (الطرف الثاني في إتفاق القاهرة) مدعوم من الإيطاليين وكلاء واشنطن. وبالتالي لا يتوقع أن يكون السراج قد ذهب إلى القاهرة وإلتقى حفتر دون موافقة الإيطاليين أو بدفع منهم.
وللإشارة فإن حفتر كان يحظى بدعم فرنسي غير معلن من خلال الدعم التشادي الذي يلقاه "رجل ليبيا القوي". فتشاد هي الوكيل الفرنسي في منطقة الساحل والصحراء ولا يتصور عاقل أن يدعم إدريس دبي جهة ما دون دفع من فرنسا التي خاض معها معارك في مالي وإفريقيا الوسطى وغيرهما معرضاً جنوده للخطر خدمة لمصالحها.

غياب الإخوان

 ولعل اللافت في اجتماعات القاهرة هو الحضور الكثيف لممثلي القبائل الليبية وهو ما غاب عن اتفاق الصخيرات باعتبار أن لكثير من ممثلي هذه القبائل ارتباطات سابقة بنظام القذافي. وحضر أيضاً المجتمع المدني بقوة في مسعى لجلب أكبر قدر ممكن من الأطراف الفاعلة في المشهد الليبي لإنجاح أي اتفاق سيتم إبرامه بين الفرقاء.
والغائب الأبرز هو الطرف الإخواني ممثلا بجماعة فجر ليبيا وأيضاً جماعة مسراطة، وهي أطراف لا يقبل المصريون التعامل معها ويصنفونها في خانة الجماعات الإرهابية ويتفق معهم حفتر في هذا الإطار. وبالتالي كيف سينفذ هذا الاتفاق دون إشراك هؤلاء الذين يسيطرون على الغرب الليبي ويفرضون أنفسهم على كل من تونس والجزائر من خلال سيطرتهم على المعابر الحدودية مع الدولتين؟
ما من شك أن خليفة حفتر بات أقوى من ذي قبل من خلال الدعم الروسي لكن في الميدان لا شيء تغير ومازال الإخوان يبسطون نفوذهم على العاصمة وبالتالي لا يمكن تجاوزهم.

 

2017-02-17