ارشيف من :آراء وتحليلات

شكراً إيران

شكراً إيران

شكراً إيران

في الوقت الذي انكشف هدف بعض العرب وصار متطابقاً مع هدف العدو الاسرائيلي في تصفية القضية الفلسطنية وبات العدو الاسرائيلي يجاهر بتحالفه العريض مع بعض العرب المتآمرين على كل من يحمل لواء القضية الفلسطينية.
في الوقت الذي أُسقطت فيه الأقنعة عن بعض العرب المدعومين من الإدارة الأميركية مطالبين بتعاون استراتيجي وإنشاء أحلاف جديدة مع العدو الاسرائيلي تشبه الى حد بعيد حلف بغداد الشهير ضد رافضي كل اشكال التسويات المذّلة مع العدو الاسرائيلي.
في الوقت الذي انشغل فيه العرب عن صد مؤمرات أميركا و"اسرائيل" الهادفة الى تفتيت مجتمعنا العربي وتحويل منطقتنا ودولنا العربية الى دويلات مذهبية وطائفية تتقاتل فيما بينها لعقود قادمة بهدف طمس القضية الفلسطينية وتأمين الأمن والاستقرار للعدو الغاصب لفلسطين والجولان ومزارع شبعا اللبنانيه.

في الوقت الذي ضرب فيه الصم والبكم والعمى معظم الدول العربية والمؤسسات العربية من جامعة عربية وهيئة القدس المنبثقة عن قمة الرباط وهيئة العلماء المسلمين المنبثقة عن اتفاق مكة المكرمة الى منظمة المؤتمر الاسلامي.. فجميعهم صموا آذانهم وغضّوا الطرف وتحكّم بهم الصمت المطبق عن ممارسات العدو الاسرائيلي الذي قضم وصادر الاراضي الفلسطينية إضافة الى هدم بيوت الفلسطينيين وتشريدهم لإسكان المستعمرين الجدد وبناء حائط الفصل العنصري وممارسة التنكيل والقتل المتعمد والإعدامات الميدانية التي يقوم بها العدو الاسرائيلي ضد الفلسطينيين الأبرياء أصحاب الارض الأصليين، إضافة إلى المحاولات الحثيثة لتهويد مدينة القدس.

في الوقت الذي وقف فيه رئيس وزراء العدو الاسرائيلي الى جانب الرئيس الاميركي دونالد ترامب معلناً رفضه حل الدولتين وعدم الاعتراف بما يسمى الدولة الفلسطينية موجها الضربة القاضية لما يسمى المبادرة العربية التي انبثقت عن قمة بيروت عام 2002 ومؤكداً إيمانه بما يسمى "الدولة اليهودية" مستمداً التأييد الكامل من رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ومطمئناً الى الموقف العربي الغائب والساكت والمتخاذل الى حد التآمر مستحصلاً على "الكارت الأبيض" للمضي بعملية بناء المستوطنات على الاراضي الفلسطينية مقابل عدم بروز أي موقف عربي شاجب أو مستنكر أو حتى دعوة المجالس العربية للضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ قرار ملزم بوقف خطوات العدو الاسرائيلية.
وفي الوقت الذي صار فيه المستوطن الاسرائيلي يتجرأ على الفلسطيني مستهزئًا به، قائلاً له: أين هم العرب .. لقد تركوكم وتخلوا عنكم لأن العرب صاروا معنا وإلى صفنا ضدكم.

وفي الوقت الذي يتم فيه تسريب معلومات عن انعقاد قمة إسرائيلية مصرية أردنية أميركية بمباركة من بعض دول الخليج العربي في خليج العقبة تمهد لتظهير الاتصالات العربية الاسرائيلية تتضمن اتفاقاً مذلاً ينحو باتجاه التفريط بفلسطين والقضاء على الحلم الفلسطيني بالعودة الى ديارهم وبقائهم في الشتات أو تحت سلطة العدو الاسرائيلي.
وفي الوقت الذي وقف وزير خارجية المملكة العربية السعودية في ميونخ وعلى منصة مؤتمر الأمن الدولي يكيل الاتهامات للجمهورية الاسلامية الإيرانية ويصفها بأنها راعية الإرهاب في المنطقة واللافت ان الكلام نفسه الذي صدر عن وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير أطلق ممثل الكيان الصهيوني أفيغدور ليبيرمان نسخة تكاد تكون متطابقة من الاتهامات إلى إيران وبالاسم مرات عدة في محاولة فاضحة وتدل على تنسيق المواقف الى حد التطابق بين حكومة السعودية وحكومة العدو الصهيوني.
وبما ان الممارسة السياسية والمراقبة والبحث والتمحيص أمور علمتنا أن لا وجود للصدف في عالم السياسة، وهذا يعتبر دليلًا واضحًا على سقوط قناع التحالف المستتر بين بعض العرب وبين "اسرائيل"، فاننا نستنتج أن التخاذل الى حدّ التآمر لمعظم العرب على فلسطين بات علنياً ولا خجل بذلك بما أن بعض العرب صار يفضل التحالف مع "اسرائيل" ضد كل عربي ومسلم يتمسك بفلسطين وبالتالي ضد سوريا وإيران على وجه الخصوص.

شكراً إيران

 

في الوقت الذي وصل فيه الانحدار العربي إلى كل هذا المستوى غير المسبوق، وقفت الجمهورية الاسلامية الايرانية لتقول ها هي فلسطين موجودة هنا في الضمير وفي الواجب الإنساني والديني، حاضرة فينا وكي لا تنسى وتضيع منا فلسطين وكي تبقى الذاكرة في الأجيال القادمة حاضرة في سبيل مقاومة العدو الإسرائيلي بهدف تحريرها ..حتى لو بعد حين.
ها هي إيران تستضيف أكبر مؤتمر داعم للقضية الفلسطينية من خلال أكبر حشد من الشخصيات العربية وغير العربية، رسمية وحزبية وحركية، دعماً لفلسطين وللانتفاضة بوجه العدو الاسرائيلي.. ولتأكيد على أن مدى فلسطين من البحر الى النهر، من خلال خارطة فلسطين التي تتصدر قاعة الموتمر في إشارة واضحة الى قوة الايمان بتحرير كل فلسطين.

ان الجمهورية الاسلامية في ايران قدمت صورة مشرفة في الدفاع عن المقدسات الاسلامية وفي مقدمها قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين، القدس الشريف، كما أثبتت أنها مع الشعب الفلسطيني المظلوم حتى تحرير كامل ترابه من دنس الاحتلال الاسرائيلي.
في هذا الوقت بالذات الذي تقف فيه إيران لتحافظ على الثوابت في وجه مخططات "اسرائيل" التوسعية مدافعة عن القضية الفلسطينية وعن الشعب الفلسطيني، ومساندة وداعمة وبقوة لكل أشكال المقاومة ضد العدو الصهيوني.. لا بد لنا .. بل واجب علينا ان نقول: شكراً ايران.

(*) مستشار وباحث في الشؤون الاقليمية

 

2017-02-22