ارشيف من :آراء وتحليلات

أميركا تشكل تهديدا للعالم وروسيا تشكل تهديدا لاميركا

أميركا تشكل تهديدا للعالم وروسيا تشكل تهديدا لاميركا

أميركا تشكل تهديدا للعالم وروسيا تشكل تهديدا لاميركا
ارهاب أميركي على امتداد العالم

كتب المعلق الاميركي دين كوفاليك مقالا في الجريدة الالكترونية الاميركية (الليبيرالية) The Huffington Post جاء فيه انه على امتداد القرن العشرين "كانت أميركا أكثر قسوة وتعطشا للدماء" من روسيا. وهي الآن تشكل تهديداً للعالم بأسره.

إرهاب الدولة "الأميركي"

وكتب كوفاليك انه في الفترة بين 1960 و1990، فإن تعداد المعتقلين والتعرض للتعذيب والاغتيالات في صفوف المعارضين للسياسة الأميركية في اميركا اللاتينية قد تضاعف بشكل غير مسبوق.
وانتهجت أميركا سياسة شيطنة روسيا. وكان ذلك مفيداً لها من أجل تبرير النفقات العسكرية الضخمة. ولكن الموقف الروسي المتعقل من هذه السياسة أذهل فعلاً كاتب المقال.

 

العقبة الأساس أمام الهيمنة الأميركية

ويفسر ألكسي فينينكو، الاستاذ في كلية السياسة الدولية التابعة لجامعة "لومونوسوف" في موسكو، الكلام الدائم عن التهديد الذي تشكله روسيا لأميركا، بأنها ببساطة تمثل العقبة أمام إقامة الهيمنة الدولية لأميركا.
وفي مقابلة مع الموقع الألكتروني الروسي (برافدا ـ رو) يدعم الاستاذ فينينكو رأيه بثلاثة معطيات:

اولا ـ ان روسيا في أيامنا الراهنة تمثل العقبة الواقعية الوحيدة في العالم أمام الاميركيين. فقط عندنا يوجد ترسانة عسكرية يمكن مقارنتها بالترسانة الأميركية، وهي قادرة على إنتاج جميع أنواع الأسلحة. وبهذا المعنى لا شيء قد تغير منذ الحرب الباردة. فلم تستطع الصين ولا اليابان الصعود الى مستوانا بسبب النقص في العلوم الأساسية والمعاهد الهندسية.

ثانيا ـ إن روسيا فقط تمتلك التكنولوجيا العسكرية التي تمكنها من القضاء على أميركا. 
والمعطى الثالث هو أن روسيا هي الوحيدة التي يمكنها أن تمنع قرارات الولايات المتحدة الاميركية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وهذا كله يجعل روسيا خصماً موضوعياً للولايات المتحدة الاميركية.

أميركا تشكل تهديدا للعالم وروسيا تشكل تهديدا لاميركا
هذا كله يجعل روسيا خصماً موضوعياً للولايات المتحدة الاميركية

روسيا تجبر أميركا على التخلي عن الهيمنة

وما يتحدث به الأميركيون عن خطر روسي، يعني التالي: لقد أنشأوا لأنفسهم نظاماً دولياً مفيداً لهم في مطلع السنوات 80 ـ 90 . والآن يعتقدون أن روسيا تريد إعادة النظر في هذا النظام. ان روسيا طلبت تصحيح مسألة زعامة أميركا، وهي تنفذ هذا الطلب ـ وبذلك فنحن نمثل عقبة واقعية امامهم.

 توازن الترسانات الحربية يخيف الاميركيين

وللاسف ان مواطني الولايات المتحدة الاميركية لا يستمعون الى Hufflington Post ـ وعبثا تقوم نخبتهم بإجراء الحسابات للترسانات الحربية. وأذكر أنه في مطلع عهد أوباما، أجرى بعض الصحفيين حسابات مشابهة. والنتيجة كانت صفرا.

روسيا لن تصبح شريكاً امبريالياً لأميركا

وأشك بقوة أنه خلف كل ذلك توجد حكاية سيئة: والآن يريدون مرة أخرى أن يجرونا الى نقاش حول موضوع اننا لسنا أعداء. وطالما اننا لسنا أعداء، فلماذا يريدون أن يغيّروا لنا الاتفاقية الأساسية بين روسيا والناتو. لنكن شركاء جدداً، تربطنا علاقات قوية، وهلّم جرا. ومن ثم فإننا لم نتلق بالمقابل أية وثيقة بدل الاتفاقية الأساسية المنتهية في شهر أيار.

استطلاع عالمي لمركز غالوب

هذا وكان مركز غالوب للاستطلاعات قد استطلع 70 الف شخص في 65 بلدا في العالم. وقال 24% من المستطلعين أن الولايات المتحدة الأميركية تمثل التهديد الأكبر للعالم اجمع.

 

أميركا تشكل تهديدا للعالم وروسيا تشكل تهديدا لاميركا
كم حرباً أشعلتها الولايات المتحدة الاميركية؟

أميركا مشعلة الحروب

ويعلق الاستاذ فينينكو على ذلك بالقول: إن سكان الكرة الارضية هم مصيبون. إن ايران وكوريا الشمالية تتهمان بالتحضير للحرب. ولكن انظروا الى الترسانة الحربية لكلا البلدين، والى الترسانة الحربية للولايات المتحدة الاميركية، وقارنوا. انني لا أرى أي حرب اشعلتها ايران او كوريا الشمالية في الـ25 سنة الماضية. ولكنني أرى كم حرباً أشعلتها الولايات المتحدة الاميركية. وتأكدوا أن النخبة الأميركية قلما تهتم بماذا يفكر حول ذلك سكان الباراغواي، أو سريلانكا أو حتى الهند. هذا برأيي هو آخر ما يهتمون له.

التخويف "بالتهديد الروسي" لتشغيل الآلة الخربية الاميركية

ويعلق على ذلك الناشط الاجتماعي والكاتب الروسي المعروف ايليا بيلووس بالقول ان موضوع "التهديد الروسي" هو الذي يوجد الشغل للآلة الحربية ولاجهزة المخابرات الاميركية. وقال:

"بالواقع انه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن الولايات المتحدة الاميركية أخذت عصا سباق البدل من هتلر، ومن الرايخ الثالث. انها تحاول ان تكون أمة مميزة، تدير العالم بمفردها ـ ولكن بطرق مختلفة قليلا عن الهتلرية، أقل دموية من الطرق التي استخدمها هتلر، بطرق أكثر تعقيدا، وأكثر دقة، خاصة بالحروب الهجينة. وبعد الحرب العالمية الثانية فإن لا أقل من 40 بلداً تعرضت لتدخل الولايات المتحدة الأميركية. وتم التدخل بواسطة "الثورات الملونة"، والغزو المباشر والاحتلال، وأشكال أخرى من الحروب الهجينة والحروب الاقتصادية. وقد جرت اكثر من 60 حربا من هذا القبيل بعد نهاية إتفاقية يالطا، وفي ظل وجود الامم المتحدة".

إن الحديث عن "التهديد الروسي" هو الذي يشغل الصناعة الحربية وأجهزة الاستخبارات في أميركا. فالمخابرات المركزية الاميركية، والبنتاغون، والعديد من الأجهزة العسكرية والتجسسية، التي تنفق  مليارات ومليارات الدولارات، يمكنها أن تبرر نشاطاتها فقط بحجة وجود "التهديد الروسي".  وعن طريق هذه الحجة فهي تدعم وجود مئات القواعد العسكرية الاميركية، وتوصي على أسلحة تكلف تريليونات الدولارات، ويجري تبرير ذلك كله بحجة وجود خطر صراع عسكري مع روسيا.

أميركا تشكل تهديدا للعالم وروسيا تشكل تهديدا لاميركا
الولايات المتحدة الاميركية أخذت عصا سباق البدل من هتلر

تذكروا!!!...

وفي هذه الحالة، يقول ايليا بيلووس: "من المفيد للخبراء الاميركيين ان يتذكروا ان بلادنا هي التي قضت على 80% من القوات النازية في الحرب العالمية الثانية. وهي التي قدمت أكثر ما يكون من التضحيات في تلك الحرب. وعقيدتنا العسكرية ليست عقيدة عدوانية، بل هي عقيدة لسحق العدوان وحفظ السلام. إن دولتنا هي دولة الدفاع ضد أي عدوان خارجي، وأي توسع، وضد إشعال أي حرب، وضد الارهاب الدولي".
وفي مقالته سالفة الذكر، فإن الصحفي الاميركي دين كوفاليك يذكر تدخل أميركا في افغانستان، العراق، ليبيا وسوريا، تحت شعارات الدمقراطية ونشر النظام، فإنها غزت هذه البلدان وقوضتها وأعادتها الى القرون الوسطى، ودمرتها.

اما التدخل الروسي في سوريا فكان أقل خسائر مادية وبشرية، وحقق نتائج إيجابية ضد الارهاب الدولي اسرع بكثير مما فعلته أميركا وحلفاؤها منذ بدء الأزمة الذين أدخلوا الفوضى والخراب الى البلاد، في حين ان روسيا فتحت الطريق لإيجاد حل سياسي في البلاد.

 

 

2017-02-23