ارشيف من :آراء وتحليلات

فيما لو وقعت الحرب... انتصارات جديدة لمحور المقاومة !

فيما لو وقعت الحرب... انتصارات جديدة لمحور المقاومة !

فيما لو وقعت الحرب... انتصارات جديدة لمحور المقاومة !
أسلحة جديدة وتكتيكات واستراتيجيات غير متوقعة من شأنها أن تحسم الحرب بسرعة مفاجئة

 

ما الذي يمكن أن يتبقى من الكيان الصهيوني والقواعد العسكرية الأميركية وغير الأميركية المنتشرة في المنطقة بعد الدقيقة الأولى من بدء الحرب التي يهددون بشنها على إيران ومحور المقاومة.
فمنذ أكثر من عشر سنوات، كان بإمكان محور المقاومة أن يطلق أكثر من عشرة آلاف صاروخ خلال تلك الدقيقة. والأكيد أن قدراته في هذا المجال قد ازدادت الآن، وأن هذه القدرة لم تعد مقتصرة على الصواريخ، لأن أسلحة جديدة وغير متوقعة ستكون في جملة المفاجآت المستجدة.
أسلحة جديدة وتكتيكات واستراتيجيات غير متوقعة من شأنها أن تحسم الحرب بسرعة مفاجئة. وليس هنا مجال استعراض تفاصيل الشؤون القتالية.
لكن تكفي الإشارة إلى نقاط ضعف العدو للتحقق من أن ما قبل الحرب لن يكون مشابهاً لما بعدها لجهة انبثاق منطقة شرق أوسطية بلا كيان صهيوني، وبلا وجود عسكري غربي، وبلا أنظمة من نوع نظام آل سعود ومشيخات النفط وبقية دويلات الأعراب المهترئة.
أبرز نقاط الضعف تلك هي ضيق الرقعة الجغرافية مضافاً إليها كثافة سكانية غير عادية في الأراضي المحتلة. وهذا الواقع الجغرافي والديموغرافي يجعل الكيان الصهيوني في مرمى ضربات يتمتع أدناها بقدر كبير من الفاعلية.
ثم إن في الأراضي المحتلة مواقع صناعية وخزانات لمواد كيميائة ونووية ستتحول، بحد ذاتها، إلى أسلحة في منتهى الخطورة. وقد رأينا مدى الارتباك الذي أصاب الكيان الصهيوني في قضية خزانات الأمونيا في حيفا، ناهيكم عن ذعره إزاء مجرد التهديد بقصف مفاعلات ديمونا النووية.
ويكفي هنا أن نشير إلى واحدة من نقاط الضعف الكبرى التي يعاني منها الكيان الصهيوني والمتمثلة بالهلع الذي بدأ يصيب الجنود والمستوطنين على السواء منذ اللحظة التي أصبحت فيها المقاومة قادرة على نقل المعركة، بشكل لا سابق له، إلى داخل الأراضي المحتلة، وإلى قلب التجمعات السكانية المدنية والعسكرية الإسرائيلية.
والأكيد أن الحلف الأميركي الصهيوني الأعرابي لا يجهل هذه الحقائق. لكن كل طرف يريد الحرب لكنه يريدها حرباً لصالحه يشنها الآخرون.
كلنا نذكر كيف أن الولايات المتحدة المتورطة في أفغانستان والعراق قد وضعت في الميزان كل أملها بالخروج من الورطة عن طريق حرب يشنها الإسرائيليون على لبنان ويكون القضاء على حزب الله فيها خطوة حاسمة نحو الشروع ببناء شرق أوسط جديد.
وكلنا يعرف نتيجة ما حصل: انكفاء إسرائيلي وخيبة أمل كبرى عند الأميركيين والأعراب الذين كانوا قد أبدوا ابتهاجهم لظنهم البائس بأن الجيش الإسرائيلي لن يتأخر في القضاء على حزب الله، قبل أن يسقط في أيديهم عندما رفض الكيان الصهيوني الاستجابة لتوسلاتهم بمواصلة الحرب حتى النهاية. أما الرفض فكان عائداً ليس فقط إلى العجز عن تحقيق أهداف العدوان، بل أيضاً إلى العجز عن منع ضربات حزب الله من الوصول إلى كل مكان في الأراضي المحتلة.

فيما لو وقعت الحرب... انتصارات جديدة لمحور المقاومة !
محور للمقاومة يقف منذ 35 عاماً، صامداً ومنتصراً


وإذا كانت واشنطن قد ورطت الكيان الصهيوني عندما شجعته على التصعيد في حربه على حزب الله  في صيف العام 2006، فإن بنيامين نتنياهو، ومن ورائه أعراب الخيانة، يأملون في أن تضع الولايات المتحدة قوتها العسكرية التي يظنون أنها لا تقهر، في خدمة آمالهم اليائسة بالقضاء على محور المقاومة. لكن يبدو أن الرئيس الأميركي الجديد هو أقل حمقاً من سلفه جورج بوش الابن الذي ظن يوماً أن بإمكان جيشه أن ينتصر في عدة حروب دفعة واحدة. إذ بدلاً من أن يندفع دونالد ترامب باتجاه الحرب، رد الكرة إلى الملعب الصهيو-أعرابي ناصحاً بتشكيل حلف عسكري عربي-إسرائيلي أو مدعوم إسرائيلياً ضد إيران ومحور المقاومة.
لكن الحمق الذي تجنبه في الحالة الأولى يأبى إلا أن يعود إلى الظهور مع النصيحة التي قدمها ترامب في الحالة الثانية. ما أركان هذا الحلف؟
- الكيان الصهيوني الذي رغم رغبته الشديدة في شفاء الغليل والثأر من حزب الله، لم يجرؤ يوماً على أية محاولة من هذا النوع خوفاً من نتائجها الكارثية عليه.
- مملكة عربية سعودية بعرش يهتز بفعل الهزائم في اليمن وسوريا والعراق والخلافات بين أمراء الأسرة الحاكمة، وبخزينة خاوية، وملك يجول لمدة شهر كامل على بلدان عربية وغير عربية لعله يجند جيشاً من المرتزقة لحماية عرشه من ضربات الحوثيين التي بدأت بالوصول إلى الرياض.
- مشيخات نفطية يمكنها أن تبني أبراجاً وأن تشتري فنادق ولاعبي كرة قدم وجياداً مطهمة في أوروبا وأميركا. أما الحروب فلا يمكنها أكثر من خوضها بجيوش من المرتزقة.
وفي الطرف المقابل، محور للمقاومة، يقف منذ 35 عاماً، صامداً ومنتصراً على حروب هي الأعتى في التاريخ، من حرب صدَّام الكونية على إيران، إلى حرب الأعراب الكونية على سوريا مروراً بالحرب الكونية على لبنان.
فهل يصعب التنبؤ بنتيجة حرب بين هذين المحورين؟

 

2017-02-27