ارشيف من :ترجمات ودراسات

’يديعوت’: الأنفاق هاجس الجيش الاسرائيلي

’يديعوت’: الأنفاق هاجس الجيش الاسرائيلي

رأى المعلّق الأمني في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان في مقال له أن "الاستعداد العالي جدًا في الجيش الاسرائيلي يتركز الآن على اقتحام القوات الخاصة لحركة "حماس" (قوات النخبة) للأنفاق، مذكّرًا بأن "رئيس الأركان غادي آيزنكوت قدّم في نهاية عام 2016 للجيش عددًا من "العوامل الحاسمة الاستراتيجية" التي تفترض اتجاهات بناء القوة، وعلى رأس القائمة يجب أن يكون تهديد الانفاق".

فيشمان كشف أن "آيزنكوت أوضح خلال اجتماع مغلق عقده الأربعاء الماضي مع جنرالات متقاعدين أن الجيش
الاسرائيلي لن يحظى بوقت كبير للتحذير  أو ما يمكّنه من تقليص الفجوات واستكمال التدريب وما شابه".

وعليه استنتج فيشمان أن "التغيير في طابع التهديد ألغى عمليًا مفهوم "التحذير طويل المدى"، ولذلك أمر رئيس الأركان الضباط بالاستعداد الآن لحدث متدحرج في كل جبهة من الجبهات، مع التشديد على قطاع غزة الأكثر قابلية للاشتعال".

ويقول فيشمان إن "المقصود هنا هو استعداد القوات والقدرة على تحريكها خلال وقت قصير وبمستوى لم يسبق للجيش أن عرفه من قبل"، ويضيف إن "آيزنكوت يطلب مرة كل أسبوعين التقارير الخاصة بتقدم مشروع التحصين وجاهزية القوات تجاه قطاع غزة.. قيادة المنطقة الجنوبية هي أول من نفّذ تدريبًا في كانون الثاني الماضي لقياس مستوى الجاهزية في حال حصول هجوم مفاجئ لحماس مع التركيز على اقتحام مقاتلي النخبة عبر الأنفاق".

 

 

’يديعوت’: الأنفاق هاجس الجيش الاسرائيلي

"يديعوت": الأنفاق هاجس الجيش الاسرائيلي

 

وبحسب فيشمان، فمن اجل تعزيز الرد الهجومي أمام قطاع غزة نفذ الجيش عددًا من التغييرات البنيوية. ففي كانون الثاني 2016 تمّ نقل الفرقة النظامية 162 من القيادة الوسطى الى القيادة الجنوبية، وهذه الفرقة تحوّلت الى مركز المعرفة بخصوص خطة الهجوم من أجل السيطرة على أجزاء واسعة في القطاع. وفرقة غزة هي المسؤولة عن وضع خطة للدفاع. وخلافًا للسابق يمكن أن تشمل خطة الدفاع فصلًا يتحدث عن تدمير الأنفاق، ومن وراء هذا البند هناك قدرة حقيقية في البر والجو، بُنيت منذ عملية "الجرف الصلب".

فيشمان يلفت الى أن "هناك تهديدًا آخر يحاول سلاح الجو الإجابة عنه هو الطائرات بدون طيار"، ويردف "بالنسبة لـ"حماس" فإن عددًا من هذه الطائرات يفترض أن يكون بمثابة قنابل دقيقة تسقط على مواقع استراتيجية واماكن سكنية في الكيان. الطائرة بدون طيار هي أداة لا يمكن للطائرات الكبيرة والسريعة مواجهتها، ويقوم سلاح الجو بتطوير تقنية لمحاربتها".

ويتابع "التحليلات التي تمت في هيئة الاركان وقيادة المنطقة الجنوبية بعد عملية "الجرف الصلب" أدت الى الاستنتاج بأن المواجهات مع "حماس" أوجدت الردع لكن لزمن محدود. والمعركة تميّزت بفترة زمنية أطول من المخطط له واستخدام القوة الزائدة. وما بدا للجمهور كمناورة برية هجومية في القطاع كان عمليًا خطوة دفاعية. إضافة الى ذلك، فإن طريقة العمل التي اختارها الجيش الاسرائيلي تسببت بوقوع "ضحايا" في الذراع العسكري لـ"حماس"، لكن الإطار العسكري للمنظمة لم يتفكّك واستمر بالقتال، والوقت الذي مرّ من أجل إعادة النهوض كان سريعًا. قسم كبير من قيادة الوسط وما دونها لـ"حماس" اختفى اثناء القتال الاستخباري. وفي المواجهة القادمة لن يتم تجاهل هذه الأنفاق، حيث أن وحدات "حماس" التي تختفي تحت الارض وتظهر بشكل مفاجئ أمام قوات الجيش الاسرائيلي تترمكز فيها.. الخطة العسكرية التي وضعت في قيادة الجنوب يفترض أن تصل الى هؤلاء الأشخاص في أماكن اختبائهم".

ويقول المعلّق الأمني في "يديعوت" في الختام إن ""اسرائيل" تستثمر الآن نحو 3 مليارات شيكل في مشروع محاربة الأنفاق، الذي يشمل بناء عائق حول قطاع غزة.. الخطط موجودة والجهود ظاهرة للعيان، لكن السؤال هو ما الذي سيحدث في الامتحان الحقيقي القادم للجيش؟".

 

2017-03-03