ارشيف من :نقاط على الحروف
باسل الاعرج.. استرح فالتراب مغموس بدمائنا ..
ارتقى باسل الأعرج ..
هكذا في صمت وبلا ضجة، فعلى الرغم من أن ارتقاءه كان حلقة جديدة فى مسلسل تواطؤ السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الصهيوني، الا ان أعين "السوشال ميديا" والأعلام المماثل لها لم تعر للأمر اهتماماً، في سياسة صارت معلنة من فرط تكرارها.
الشهيد في سطور وان لم تفِه حقَّه
درس في الجامعة المصرية تخصص الصيدلة، وعمل في مجاله قرب القدس المحتلة، كان همُّه وطنه وقضيته التحررية، فأخذ على عاتقه مقاومة الكيان الصهيوني عبر نشر وقيادة التوعية بسلاح المقاطعة الاقتصادية، تعرض لملاحقة السلطة الفلسطينية وأصيب على يديها في 2012، على خلفية الاحتجاجات ضد زيارة وزير دفاع جيش الاحتلال السابق "شاؤول موفاز" ورغم ذلك أكمل البطل طريق المقاومة ..
واشتهر الأعرج بمقالاته العميقة الداعمة للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي والداعية لمقاطعة جميع أشكال الحياة معه في فلسطين وخارجها.
وعمل الأعرج في مشروع لتوثيق أهم مراحل الثورة الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي ضد الاحتلال البريطاني، وصولا للاحتلال الإسرائيلي وذلك من خلال تنظيم رحلات ميدانية لمجموعات شبابية متنوعة للتعريف بها على أرض الواقع.
ومن أهم التدوينات المسجلة للأعرج حديثه عن حرب العصابات بوصفها "قاطع طرق بمشروع سياسي، إضافة للمراحل التي مرت بها ثورة 1936، وفي كتيبة الجيش العراقي التي قاتلت في فلسطين عام 1948، ونموذج ريف مدينة جنين في المقاومة قديما وحديثا، وأهم عمليات المقاومة الحديثة عام 2002 في واد النصارى بمدينة الخليل..
اختفى باسل ومجموعة من رفاقه لبعض الوقت في آذار/مارس الماضي، حتى اعتقلتهم السلطة الفلسطينية متهمة إياهم بتدبير عمليات فدائية ضد الكيان الصهيوني، وعقب إضراب عن الطعام نفذه الشباب المعتقلون احتجاجا على اعتقالهم دون تهمة، قررت محكمة فلسطينية إطلاق سراحهم في التاسع من أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، حيث قامت قوات الاحتلال باعتقال الشبان تباعا باستثناء البطل المقاوم الذي بقي متواريا عن الأنظار..
قامت عصابات الاحتلال الصهيوني بالكثير من عمليات المداهمة لمنزله ومنازل أقربائه بغرض اعتقاله، كما لجأت الى استدعاء والدته وأعمامه للضغط عليه ليسلم نفسه، ورغم كل الضغوطات ظل باسل متواريًا عن الأنظار في أطار الاستعداد لعملية فدائية وطنية ضد الاحتلال الصهيوني كما نقل أصدقاؤه بعد ارتقائه ..
بمعاونة السلطة الفلسطينية وعصابات المستعربين تمكن الاحتلال من تحديد مكان البطل المقاوم فجر اليوم الاثنين في مدينة البيرة، وحينما تيقن باسل من حصار العدو له رفض أن يبيع نفسه رخيصًا ويستسلم للمحتل، فحمل سلاحه وقاوم مقاومة الأبطال حتى أصيب ونفذت ذخيرته، ليقتحم الاحتلال المنزل ويعدمه ميدانيًا في مخالفة لكل الاعراف المنظمة لقواعد الاشتباك، ويختطف جثمانه ويقتاده الى منطقة مجهولة..
نعم... ارتقى باسل الأعرج ولكن الكفاح ضد الاحتلال الصهيوني لأرضنا العربية لم ولن ينتهي، وكلما ارتقى بطل عربى سيولد غيره مئات لن يتركوا البندقية حتى ينالوا النصر او الارتقاء، استرح رفيقي المناضل فقد حفرت اسمك وسط ملايين غيرك في سجل المقاومة العربية، وتأكد أن دمك كما دماء رفاقك ستظل لعنة تطارد الاحتلال وعملاءه.
(*) كاتب مصري