ارشيف من :آراء وتحليلات

معارك ’تحسين شروط التفاوض’ بدأت في ليبيا

معارك ’تحسين شروط التفاوض’ بدأت في ليبيا

 

معارك ’تحسين شروط التفاوض’ بدأت في ليبيا

عادت الأعمال القتالية لتطغى على المشهد الليبي بعد أن تم إفساح المجال للجهود الديبلوماسية خلال الأيام الماضية. فقد كان فرقاء الصراع منشغلين بالمبادرة التونسية المصرية الجزائرية وأدى بعضهم زيارات إلى هذه البلدان أملاً في إيجاد الحل من خلال مبادرة عبّرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن دعم ومساندة بلادها لها خلال زيارتها الأخيرة إلى تونس.
ويبدو الشرق الليبي الذي يسيطر اللواء خليفة حفتر على أجزاء هامة منه الأكثر اشتعالا في الوقت الحاضر مقارنة بباقي نواحي ليبيا التي تسودها حالة من الهدوء الذي يسبق العاصفة برأي أغلب المحللين. حيث عاد الإقتتال إلى محيط مدينة درنة بين الجيش الليبي الذي يتولى مقاليده حفتر، وما يسمى "مجلس شورى مجاهدي درنة" المدعوم من أنصار الشريعة وهي جماعات تكفيرية هدفها السيطرة على أجزاء من ليبيا وإعلانها "إمارة إسلامية" لتأسيس ما يسمى "دولة الخلافة" في مرحلة لاحقة.

إنهاك حفتر

وتعلن هذه الأطراف التكفيرية عن رغبتها في تحرير المنشآت النفطية التي يسيطر عليها حفتر والقيام بحراستها تحت إمرة حكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج، وتتحجج بأنها قدمت طلبًا لوزير الدفاع في حكومة الوفاق التي لم يعترف بها البرلمان. في حين يعتبر حفتر هذه الجماعات إرهابية وجب قتالها في إطار حرب على الإرهاب ما يعيد لليبيا استقرارها.
ويؤكد جُلّ الخبراء والمحللين على أن الهدف من هذه المعركة هو إضعاف حفتر في الميدان من أجل تحسين شروط التفاوض للفرقاء في طرابلس الذين يحركون هذه الجماعات التكفيرية بمعية الأطراف الخارجية التي يدينون لها بالولاء. فاللواء المتقاعد من الجيش الليبي سابقا بات أكثر قوة بعد سيطرته على المنشآت النفطية وبعد الدعم الروسي الذي بات واقعاً، إضافة إلى دعم الإمارات ومصر وحتى فرنسا من خلال تشاد إدريس ديبي.

معارك ’تحسين شروط التفاوض’ بدأت في ليبيا

 

المعركة المؤجلة

ولعل "أم المعارك" في ليبيا هي معركة طرابلس الحقيقية المنتظرة بين المساندين للسراج والمساندين للغويل. وهي معركة بدأت بعد بعض المناوشات التي تمهد لها خاصة وأن الغويل يبدو الخاسر الأكبر من أية مفاوضات سلام تهم ليبيا. فهو غائب تماما عن المبادرة التونسية المصرية الجزائرية، حيث تتم دعوة السراج وأطراف إخوانية على غرار الصلابي بالإضافة إلى موالين لحفتر وعقيلة صالح في الشرق في حين يتم تجاهل الغويل الذي فقد نفوذه بعد حلول السراج بطرابلس رغم أنه لم يقم بحل حكومته.
فليبيا المترامية هي ساحة لمعارك متعددة الاهداف ومن ضمن هذه الاهداف تصفية الحسابات الإقليمية والدولية، وبات الليبيون بمختلف أطيافهم السياسية مجرد موالين لهذه الأطراف الخارجية المتصارعة على أرضهم. حيث بات القرار الليبي يصنع في واشنطن وباريس وروما ولندن وأنقرة وفي بعض العواصم العربية بعد أن كان إلى وقت غير بعيد يصنع في طرابلس الغرب.

 

2017-03-06