ارشيف من :نقاط على الحروف

موقع ’إيلاف’ والمحاولة الخائبة

موقع ’إيلاف’ والمحاولة الخائبة

 

تدفعك إطلالتك على بعض المواقع الإخبارية إلى الحيرة أو إلى الضحك، أو إلى الضحك المتحير، وتسأل نفسك: هل نشر هذا الموقع، وهو ما هو، ومعروف لمن هو، هذا الخبر فعلاً؟ تفرك عينيك ثانيتين وتعود لتقرأ، العنوان ما زال في مكانه، إذاً، فالموقع قد نشر الموضوع حقاً وصدقاً.
يحدث معي هذا كلما قرأت في موقع أو صحيفة موضوعاً أو خبراً فيه ولو شيء من المديح بما أسموه هم محور الممانعة، أو بعض أطراف هذا المحور، أو فيه ولو شيء من الدفاع عنه، أو فيه لو فيه حتى بعضُ الإنصاف.
من هذه المواقع المقصودة في كلامي موقع "إيلاف" السعودي الأصل والهوى والطاعة، الذي نشر يوم الجمعة الماضي مقالاً عنوانه مقسوم إلى عنوانين: عنوان صغير هو "على خلفية الانتماء إلى حركة "الصابرين" الإيرانية"، بخط صغير ثم عنوان بخط أكبر هو "شيعة غزة يتهمون حماس باضطهادهم"، للكاتب مروان شلالا.
بمراجعة موقع غوغل، يبدو أن السيد شلالا مختص بالمقالات ذات العناوين اللافتة، التي تدفع القراء أعداء المقاومة إلى قراءة ما يكتب، وبالتأكيد سيُفرحهم ما يكتب، ففي كلامه من البهارات ذات النكهات المتنوعة ما يدفع هواة النوع إلى استطابة كتاباته، دون أن يلتفتوا إلى أن هذه البهارات الغاية منها التغطية على فساد المادة، وعدم مصداقية الموضوع.
وأعترف أن بهارات عنوان الموضوع في إيلاف شدتني، ففيها من الأسماء ما أحب، ومن الجاذبية ما يُلفت، فلتقرأ هذه الموضوع يا رجل، لعل وعسى.
يقول الكاتب إن الموقع حصل على "شهادات شيعة فلسطينيين في غزة، تعرضوا للتعذيب من أجهزة حماس الأمنية بتهمة انتمائهم إلى حركة "الصابرين""، ويذكر الحروف الأولى لأسماء الذين قدموا شهاداتهم، مرفقاً المقال بصور تظهر آثار التعذيب على الظهر والرسغين، ذاكراً أن هؤلاء الأشخاص تعرضوا للتعذيب الشديد، وفق إفاداتهم، وأنهم خلال التحقيق معهم كانت توجَّه لهم الشتائم والاتهامات بالتعامل مع إيران. وكان مما سئل عنه أحدهم مكان الحسينية التي يصلي فيها أيام الجمعة.
أما عن طريقة وصول أمن حماس إلى أسماء هؤلاء الأشخاص، فيذكر الكاتب أن أسماءهم وصلت إلى حماس من أجهزة استخبارات عربية قبضت على شبكات تجسس ايرانية في بلادها، وقادت التحقيقات إلى كشف أسماء المتورطين في هذا التنظيم، "الذي تموله إيران، بحسب مصدر كبير في حماس في غزة".
ويختم الكاتب متحدثاً عن وجود "بضع مئات من سكان غزة أعلنوا تشيّعهم خلال السنوات الاخيرة، وأقاموا لهم حسينية في جباليا شمال قطاع غزة، يعلقون صور آية الله الخامنئي، المرشد السابق (نعم، الكاتب يقول السابق، يا للمصداقية) لإيران، وحسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني، في بيوتهم ويقولون إنهم امتداد طبيعي للجمهورية الاسلامية، ويأملون في أن يحرر حزب الله فلسطين فيكون للشيعة شأن في حكمها. كما يقولون إنهم مع حماس في خندق واحد في مواجهة إسرائيل".
لقد حاول الكاتب، دون توفيق، أن يضرب عصافير عدة بموضوع واحد، فهو عمل على إثارة النقمة المتبادلة بين إيران وحماس، فـ"إيران هي المتهمة بتمويل حركة الصابرين"، بينما كان عناصر حماس يسبون المعتقلين ويصفونهم بالروافض الكفار، شاتمين ولاية الفقيه وإيران".
كما عمل الكاتب على إثارة الفتنة بين حماس وحركة الصابرين، بذكره أن حركة الصابرين حركة شيعية وهي "امتداد طبيعي للجمهورية الإسلامية" كما يقول، مصوراً أنواع التعذيب التي تعرض لها المعتقلون.
لكن محاولات الكاتب في الفتنة لم تفلح، وها هو مصدر قيادي في حركة الصابرين، يخبرنا أن الكثير مما ورد في تقرير الموقع "لم حصل وسردها يفضحها فالأجهزة الأمنية لا تقوم بالتعذيب والاعتقال داخل بيوت المطلوبين كما أورد التقرير ولا توجد حسينيات في غزة ولا إعلان من أي طرف أو جماعة فلسطينية عن كونها شيعية، وحركة الصابرين حركة مقاومة ولم تعلن عن أي مضمون مذهبي على امتداد عمرها الصغير، وصفحتها وحسابها قدمت فيهما رؤية فكرية وطنية، وكل التضخيم الاعلامي بدا من مواقع صهيونية كموقع المصدر".

 

2017-03-08