ارشيف من :آراء وتحليلات

7 دقائق ونصف... النهاية التي اقتربت - محمد حرب

 7 دقائق ونصف... النهاية التي اقتربت - محمد حرب

 7 دقائق ونصف... النهاية التي اقتربت - محمد حرب


محمد حرب
باحث فلسطيني/ غزة

تهديدات ايران على لسان احد قادتها العسكريين للكيان الصهيوني أثارت عاصفة من الردود ما بين متندِّر ومندهش ومصدق. فهذا الكيان الذي أذاق المنطقة شراً لا نهاية لأمده ولا حدَّ لعدده، هل هو حقاً بهذه الهشاشة؟! وهل سبع دقائق كافية لتدمير عاصمته ومينائه وإعادته للوراء عقودًا من الزمن أو حتى شطبه من خلال توابع هذا التدمير من فرار جماعي للأكثرية؟! وهل هذه الأمة التي ما وطأت واستقرت في فلسطين إلا سكنا في "ارض الرب المختارة لشعبه المختار" ستتنازل عن وعدها الالهي بعد ان نال إعترافاً وشرعية من بعض أصحاب الحق الأصليين ؟!
هذا الكيان الصهيوني اذا ما أبصرناه منفصلاً عن النظام الاستكباري العالمي الذي أمدّه بأسباب البقاء والتمدد فانه لم يكن بامكانه ان يطول عمره فضلاً عن وجوده في هذا البحر المائج والهائج من الأعداء الكارهين فكيف به وقد حظي بالسيادة والريادة والتصدر بمعية الحامية الغربية والحلفاء والأتباع من العرب والعجم.
نعم فهذا الكيان في حقيقته لا يمثل سوى جسم غريب في بدن الأمة ستتدافعه الخلايا وستلفظه ولن تحتمل وجوده وخاصة لسميته وعظيم ضرره.
ولكن قبل ان يتم زراعة هذا الكيان في خاصرة الامة من اعداء البشرية والحياة، كانت الامة ممدة على منضدة التشريح والبتر من قِبل القوى الغربية المنتصرة في الحروب العالمية البشعة والتي اعتبرت منطقتنا جائزتها المحظية فأعملت فيها مشارط التقسيم وحقنتها بـ"امبولات" من ثقافة التبعية والتغريب حتى تتمكن من تتميم الضرر بزرع هذا الوجود البغيض للصهاينة كورم خبيث يمزق نسيجنا ووحدتنا الجغرافية والديمغرافية والقومية والانسانية والدينية. فالصهيونية ليست دينًا ولا قومية ولا تنتمي وجوداً وفكراً الا للشيطان الذي سوّل لهم بهذا المخطط الاجرامي من إحلال الشاذ مكان الاصيل وشرعنة المَحق والسفك وبناء منظومة عالمية اعلاها سافلها ورائدها اشرها.
الكيان الصهيوني في اصل وجوده هش وضعيف وطارئ، واحتمال بقائه معدوم ولكن مفردات التبعية والتغريب وإعادة انتاج وتوزيع مضامين تراثية فاسدة وإقامة حواجز وموانع الوحدة وتصعيد زعامات ومدعيي معرفة قبلوا بالشراكة والمحاصصة مع القوي لانه قوي فقط، والصهيونية العنصرية تجيد البطش والعربدة والارهاب بما تمثله من عدائية للانسانية ككل وبما تقوم به من اداء وظيفي كنصل حاد للاستكبار العالمي، والواقعية الخانعة التي تبناها كثر في محيطنا جندتهم تدريجيا ليكونوا عبيداً لارادة عدونا ومخططاته، وحتى تلك التفلتات التي سعى فيها بعض المتمردين شكلا على افرازات ومخرجات هذا الواقع الساقط فانها بقيت محكومة ومضبوطة وفق مقررات الاستكبار وصولا الى خلط جعل من الاعداء القدامى حلفاء جددًا او تم وضعهم في حكم العداء المؤجل غير النافذ في ظل وجود اعداء جدد مختلفين عنا في القومية (فرس) وفي المذهب (شيعة) وأن الآوان لمحاربة الأعداء الجدد الذين يسعون لاحتلالنا عبر شعوب المنطقة نفسها والهيمنة على قرارنا المستقل بدعم حركات تحررنا من الهيمنة التي ألفناها !!
الكيان الصهيوني رأس حربة النظام العالمي الاستكباري، لذا فانه لا يستقيم تصوراً التعاطي معه ككيان منفصل يمكن شطبه من الوجود من دون امتلاك اقتدار مجابهة الشر العالمي الممثل بأميركا وبريطانيا وتوابعهم وهذا ما يؤخر معركة التحرير الشاملة لفلسطين من قِبل محور المقاومة وعلى رأسه الجمهورية الاسلامية والذي قابل تجنح الصهاينة وتوعدهم بتهديد مناسب وصادق وسيأتي يوم تحقيقه بعد تطهير المنطقة من ادوات امريكيا واسقاط هيمنتها باسقاط انظمة التبعية وتحصين المنطقة من الشر الاميركي .
شاهد في حرب 1973 تعرض الصهاينة لضربة لجيشهم فزودتهم اميركا بجسر جوي عوضت خسائرهم واعادت لهم القدرة على قلب نتيجة المعركة لصالحهم.
الكيان الصهيوني قاعدة متقدمة للمشروع الاستكباري في منطقتنا فلا تفصلوا بين النصل الحاد المغروس في خاصرتنا والذراع الذي يدفع به ممزقا لحمنا الحي .

 7 دقائق ونصف... النهاية التي اقتربت - محمد حرب


الكيان الصهيوني يحيا زمان أفوله بوجود الند الحضاري، القادر والصلب وبوجود عمق مقاوم موحد منتمي للامة ويحمل ايمانًا ووعيًا يجعل منه قوة لا تقف في وجهها قوة والامر بات الان في عهدة الاقدار التي ستتكفل في الاخراج النهائي للمعركة القادمة مع الصهاينة والتي ستتناقص فيها حدود هذا الكيان البشع وتتضاءل شروره حتى يصل للعدم الذي تولد منه وما ذلك ببعيد فالدقائق السبع بداية النهاية لهذا الوجود العنكبوتي الذي لا يُبقيه في حكم الموجود الا زوايا مظلمة بعيدة عن حركة الحياة ونور النهار ونسمات الحرية.

 

2017-03-14