ارشيف من :آراء وتحليلات

غاز لبنان بين قانون النسبية وسلاح حزب الله

 غاز لبنان بين قانون النسبية وسلاح حزب الله

ان يستفيد الشعب العربي من ثروات وطنه ويسعى للتقدم التقني والاقتصادي والعلمي فهذا أمر ممنوع وسرعان ما تُستنفر الأمم المتحدة لانها تُعتبر الغطاء الدولي الشرعي والقانوني الطيّع لتنفيذ رغبات السطوة الامريكية الاسرائيلية التي تتحكم بقرارات المحافل الدولية.

 غاز لبنان بين قانون النسبية وسلاح حزب الله


تُفرض علينا نحن العرب العقوبات بتهم متعددة ومعدة سلفاً، يُستحضر ملف احترام حقوق الانسان وملف ممارسة الديمقراطية وملف معاداة السامية وتثار الشبهات والشائعات بالاكاذيب والاضاليل المفبركة عبر وسائل اعلام مشبوهة تمهيداً للعامل النفسي والمعنوي لبناء مسرح النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية بهدف تهديم تراثنا وحضارتنا وطمس ثقافتنا ودفعنا لسلوك درب الفوضى والتخلف لجعلنا ضعفاء غير قادرين حتى في الدفاع عن ثروات بلادنا والوقوف بموقف العاجز امام مشهد نهب ثرواتنا من قبل العدو الاسرائيلي فيما جيوشنا تحارب إرهابًا مستوردًا وتخوض حروبًا فرضها علينا العدو الاسرائيلي وأميركا وحلفاؤهما، إضافة الى لملمة ما بقي لنا من وطن وشعب عربي شُرّد نصف اهله أو بقي حائراً عاجزاً عن رسم مصيره واتخاذ اي قرار.
ويستمر العرض المتواصل ومن خلاله تُشن علينا نحن العرب تلك الحروب التي غالباً ما تكون أهدافها المعلنة عبارة عن مظلّة مفبركة لكن غالباً ما تُخفي في باطنها السبب الرئيسي المؤدي الى احتلال ارضنا ونهب ثرواتنا بمساعدة اميركا و"اسرائيل" من خلال عملاء الداخل الذين لم يدخروا جهداً في سبيل التأمر والتخريب على الوطن والامة خدمة للعدو الاسرائيلي واميركا.
في وطني لبنان وعلى الرغم مما تشهده الساحة الداخلية من انقسامات حادة وفساد مستشري في مؤسسات الدولة واختلاف حاد حول اعادة بناء السلطة التشريعية من خلال اقرار قانون انتخابي باعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة على مبدأ النسبية يؤمن التمثيل الصحي والوطني وبين جهات ترفض مبدأ النسبية متحججة بوجود سلاح حزب الله مؤيدة لاقرار قانون انتخابي يؤمن بقاء الزعامات المناطقية الطائفية والمذهبية بمعزل عن باقي الوطن بشكل يكاد يهدد صيغة لبنان في العيش المشترك كما يهدد بنية الدولة الآخذة في التآكل وابتعاد مكونات الوطن واطيافه بعضها عن بعض وازدياد انكماش وانغلاق الطوائف والمذاهب على نفسها دون المشاركة الوطنية في الهم والمخاطر والربح والخسارة مع باقي مكونات المناطق الاخرى التي تحوي مكونات شريكة في الوطن لكنها مختلفة سياسياً وطائفياً ومذهبياً
وفي ظل هذا الوضع شرعت الحكومة اللبنانية في اتخاذ الخطوات المطلوبة الآيلة للبدء في استدراج عروض من الشركات المختصة في مجال التنقيب عن النفط واستخراج الغاز من المياه الاقليمية اللبنانية وخاصة تلك الحقول المتاخمة لحدود مياه فلسطين المحتلة خصوصاً بعد ورود انباء استخباراتية عن نية "اسرائيل" مد انابيب جوفية في قعر البحر مهمتها سرقة مخزون الغاز للحقول المتاخمة للحدود اللبنانية.
"اسرائيل" باشرت الضغط على الامم المتحدة من اجل استصدار قرار يجبر الدولة اللبنانية على الخضوع للتحكيم الدولي بهدف الاستيلاء على 850 كيلومترا مربعًا من حق لبنان في المياه الاقليمية والتي تتضمن اضخم مخزون للغاز على الشواطئ اللبنانية وليس هذا فقط انما العدو الاسرائيلي يستعمل امريكا والامم المتحدة للضغط على الشركات لمنعها من استكمال الاستعدادات للبدء في عملية التنقيب واستخراج الغاز والبترول من المياه الاقليمية اللبنانية  بعد ان ابدت استعداداً للولوج في اتفاقات مع لبنان من اجل التنقيب.

 غاز لبنان بين قانون النسبية وسلاح حزب الله

 

لبنان يصر على استكمال الاجراءات في ملف التنقيب وتلزيمه للشركات التي تتوافر لديها شروط التلزيم، اما "اسرائيل" فهي تقوم بشتى انواع الترهيب والتهديد بعناوين مختلفة على الشركات الراغبة في ابرام عقود التنقيب مع لبنان مثل فرض عقوبات عليها او وضعها على اللائحة السوداء لمنعها من المضي في ابرام العقود اللازمة مع الدولة اللبنانية للاستمرار بعملية التلزيم.
العدو الاسرائيلي ليس طامعاً في احتلال الارض العربية فقط  فيما ثبت ان العدو يسعى لاحتلال ارضنا وسرقة مياهنا وثرواتنا ونفطنا وغازنا وتراثنا وطمس تاريخنا وحضارتنا وهويتنا العربية وتهديم اثارنا وحتى واماكن تعبّدنا
وهنا يبرز السؤال ماذا لو اندلعت حرب الغاز بين لبنان وبين "اسرائيل"؟
عل سيقف اهل جنوب لبنان لوحدهم في مواجهة العدو الاسرائيلي دفاعاً عن غاز جنوب لبنان ام ان لبنان كله بجيشه ومقاومته وأبنائه من الشمال والبقاع وبيروت سيهبون للدفاع عن ثروة الغاز في ابار الجنوب كما في الشمال والوسط واعتبار ان الثروة تخصهم كما تخص الوطن باسره، دون اي تفرقه.
وحدها الوحدة الوطنية المتمثلة في اقرار قانون انتخابي باعتماد لبنان دائرة واحدة على مبدأ النسبية لانه يؤمن الشعور الحقيقي بالمواطنة بين كل اطياف الوطن اللبناني وعلى مختلف طوائفهم ومذاهبهم ويعتبر الرافد الاساس لجعل اللبنانيين ـ كل اللبنانيين ـ يهبون هبة واحدة للدفاع عن سيادة كل بقعة وكل حبة تراب وكل موجة من موجات بحر لبنان وكل ليتر غاز او بترول يستخرج من جغرافيا لبنان في بره او بحره.
لكل من يمتنع عن القبول بقانون الدائرة الواحدة مع النسبية متحججاً شاكياً من وجود سلاح حزب الله الذي وُجد للدفاع عن الوطن لبنان ولمواجهة العدو الاسرائيلي واطماعه نقول:
ان المستقبل المنظور وربما القريب سواء كنتم تؤيدون تكامل الجيش والمقاومة أو انكم تعارضونه وسواء كنتم تؤيدون سلاح المقاومة او تعارضونه فانكم وفي وقت ليس ببعيد ستكتشفون نعمة تكامل الجيش والمقاومة وستشكرون الله على نعمة سلاح المقاومة الذي سيكون الضامن والحافظ والمدافع عن لبنان الوطن كل لبنان في مواجهة العدو الاسرائيلي وفي الدفاع عن حقوق لبنان كل لبنان وحفظ ثرواته من اطماع العدو الاسرائيلي.

  (*)مستشار وباحث في الشؤون الاقليمية

 

2017-03-23