ارشيف من :نقاط على الحروف

فيلم ’جدار الوهم’ يكشف: ’اسرائيل’ تحت عين المقاومة

فيلم ’جدار الوهم’ يكشف: ’اسرائيل’ تحت عين المقاومة


يعكس التقرير الذي تناولت فيه صحيفة معاريف فيلم "جدار الوهم" الذي عرضته قناة المنار، وقع "الفيلم" على الساحة الاسرائيلية. ويؤكد على حجم الرصد والمتابعة في تل ابيب لكل ما يعرض وينشر على قنوات ومواقع المقاومة. وبالتالي، تندرج التقارير المتبادلة في بيروت وتل ابيب في إطار المعركة الاعلامية والنفسية التي يخوضها الجانبان كجزء من معركة أوسع تطال كافة المستويات الامنية والعسكرية والسياسية..

فيلم ’جدار الوهم’ يكشف: ’اسرائيل’ تحت عين المقاومة


مع ذلك، فقد بدا في تل ابيب أنهم تلقفوا أكثر من رسالة انطوى عليها الفيلم، تتصل في جوهرها ببعدين معلوماتي وعملاني.
على المستوى المعلوماتي، رأوا في تل ابيب أن الفيلم تجاوز في رسائله البعد الاعلامي التقليدي. خاصة بعدما ورد فيه توثيق لجمع معلومات تتصل بحركة واجراءات جيش العدو على الحدود مع لبنان. وهو ما دفع صحيفة معاريف للقول إن هذا التحقيق يثبت أن "لدى حزب الله قدرات متطورة جدا لجمع المعلومات". مضيفة أن حزب الله كشف من خلال ما تم عرضه أنه "يرصد حركات الجيش الإسرائيلي والاعمال الهندسية التي تجري دائما على الحدود اللبنانية الاسرائيلية. .. وهو لا يخشى جمع المعلومات في وضح النهار، ولا يكتفي بنقطة واحدة ومعينة اثناء جمعه للمعلومات، انما يطمح الى الحصول على صورة كاملة حول القدرات الدفاعية للجيش الاسرائيلي على طول كل الحدود".
تأسيساً على ما ورد، يدرك الاسرائيلي أن ما تم نشره ليس سوى عيِّنة بسيطة على متابعة النشاطات الاسرائيلية على الحدود، من هنا كان منشأ التعليق على فيلم "جدار الوهم" بالقول إن الصور التي تم عرضها، "جُمعت من قبل المعلومات الاستخبارية للحزب والذي قام عناصره بتصوير مواقع الجيش الاسرائيلي في وضح النهار، اضافة الى تصوير وسائل جمع المعلومات العلنية والسرية واللواقط الهوائية واجهزة الرادار التابعة للجيش الإسرائيلي والادوات الهندسية التي تبني عوائق على الارض وتضع بلوكات اسمنتية وجدرانا من الجانب الاسرائيلي من الحدود".
وعلى المستوى العملاني، تأتي عمليات الحفر وبناء الجدر والشواهق – التي عرضها فيلم "جدار الوهم" - ضمن خطة شاملة أقرها وينفذها جيش العدو مقابل الحدود مع لبنان. ونتيجة تقدير تحوّل الى فرضية عمل شكلت أساسا لخطط واجراءات، وترى أن حزب الله قد يتخذ في أي لحظة مستقبلية، قرارا بالرد على عدوان اسرائيلي، بارسال مجموعات من قوات النخبة للتوغل في شمال "إسرائيل".

فيلم ’جدار الوهم’ يكشف: ’اسرائيل’ تحت عين المقاومة


على خط مواز، ينطوي هذا المسار العملاني على رسائل عميقة الدلالات، تقوم على أن "إسرائيل" التي بنت عقيدتها العسكرية منذ تأسيسها قبل نحو 70 عاما، على ازالة التهديدات الماثلة عبر تدمير قدرات العدو واحتلال ارضه، تراجعت خياراتها العملانية باتجاه تبني عقيدة تستند، من ضمن عناصر أخرى، الى وضع عراقيل طبيعية واصطناعية بهدف الحؤول دون توغل واقتحام مجموعات حزب الله حدودها الى الى الداخل الاسرائيلي.

فيلم ’جدار الوهم’ يكشف: ’اسرائيل’ تحت عين المقاومة


وينطوي هذا الخيار على رسالة هامة مفادها أن صنّاع القرار السياسي والامني في تل ابيب أقروا بفشل المبادئ التي اعتمدها الكيان الاسرائيلي، طوال العقود التي تلت انشاء الكيان عام 1948، في توفير الامن لـ"اسرائيل"، وتحديدا ما يتصل بعقيدتي الردع والحسم، التي لم يعد صناع القرار والجمهور على حد سواء، يثقون أنه يمكن من خلالها تجنيب "إسرائيل" هذا السيناريو المرعب.
في كل الاحوال، تختصر هذه الاجراءات التي يقوم بها جيش العدو، قصة التحول الاستراتيجي الذي استجد على معادلات الصراع. فـ"إسرائيل" التي حققت نصرا عسكريا استراتيجيا في حرب العام 1967 ضد ثلاث دول عربية، والتي وصلت ضرباتها الى تونس في العام 1985، حيث دمرت مقر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، والى العراق في العام 1981 عندما دمرت المفاعل النووي العراقي.. ووصلت الى بيروت في اجتياح العام 1982... "اسرائيل" هذه هي نفسها التي تقيم حواجز  طبيعية واصطناعية لمنع توغل قوات من حزب الله الى الداخل الاسرائيلي.

 

2017-04-06