ارشيف من :نقاط على الحروف
خان شيخون والعائشون على المجازر
يستغل العدوانيون المجازر، أو يصنعونها، لتحقيق أهدافهم العدوانية. سُنّة جرت عليها دول الاستكبار العالمي والدول التابعة لها، بين شرق وغرب، منذ مائة عام على أقل تقدير.
صنعت الولايات المتحدة الأميركية أكبر مجزرة في تاريخ البشرية يوم قتلت ملايين الهنود الحمر، سكان أميركا الأصليين، ثم صنعت مجزرتي ناكازاكي وهيروشيما، وتوالت بعد ذلك مجازرها من كوريا إلى فييتنام فأفغانستان والعراق وغيرها من دول، وقلما وجدت من يقول لها: لماذا؟ وانتقلت عدواها إلى الربيبة "إسرائيل"، فطردت الفلسطينيين من أراضيهم، وبدأت مجازرها تتوالى، من دير ياسين في فلسطين إلى حولا في لبنان إلى بحر البقر في مصر..، دون أن تنتهي مجازرها عند قانا الأولى والثانية وجنين وغيرها وغيرها من قرى عربية. ويغمض "العالم الحر" عينيه عند كل مجزرة إسرائيلية، إن لم يفتحهما على وسعهما فرحاً بالإنجازات الإرهابية.
هوس العدوان والإجرام هذا، نجده أيضاً لدى الوهابيين، من بدايات انتشار عقيدتهم في الجزيرة العربية، منذ استيلائهم على المدينة المنورة وعدوانهم على مكة مروراً بانتهاك حرمة كربلاء المقدسة، وصولاً إلى مجازرهم اليومية في اليمن، بدعم وتسليح غربيَّين دون حدود.
والعدوانيون إن لم يصنعوا المجزرة استغلوا حدوثها، وقد يصنعونها لتكون مقدمة لعدوان لهم أو تحقيق مصلحة سياسية أو عسكرية أو اقتصادية. والسنوات الماضية شاهدة على بعض هذه الوقائع.
وهكذا، صنع حلفاء الولايات المتحدة من الإرهابيين مجزرة السلاح الكيميائي في خان شيخون السورية، لتُلصق التهمة بالنظام السوري بالوقوف خلفها، مع أن منطق الأمور يبدد فكرة أن يكون الجيش السوري خلف المجزرة، فلا هو في ضيق عسكري أو سياسي ليخفف عنه بعض الضغط، ولا هو بحاجة لإثارة العالم ضده وقد حقق ما حقق من انتصارات وإنجازات عسكرية على الأرض يحتاج إلى الحفاظ عليها لمواصلة تحرير أرضه من الإرهابيين.
نسيَ البكّاؤون مجرزة خان شيخون السورية، ومشاهد الأطفال الذين ناحوا عليهم لأيام قليلة، ومسحوا دموع الحزن ساكبين دموع الفرح بالعدوان الأميركي على سوريا. وطارت أهزوجة الفرح في سماء دول "الاعتلال" لا "الاعتدال" العربي، وصولاً إلى أطياف "المعارضات" السورية، ومجموعات الإرهاب متعدد الجنسيات.
أما أطفالنا ونساؤنا وشيوخنا، ضحايا المجازر الإرهابية، فنحن أهلهم الحقيقيون، نحن الذين بكيناهم ونبكيهم كل يوم، لنصنع من دمائهم دافعاً لنا للمضيّ قدماً في سبيل الدفاع عن الأمة ضد كل إرهاب وعدوان وسلطان جائر.