ارشيف من :نقاط على الحروف
الصواريخ الأميركية وعينا العم سام
وفق التقارير التي أوردت قناة الميادين بعضاً منها، فإن صواريخ توماهوك الأميركية التي ضربت قاعدة الشعيرات السورية مرت فوق الأراضي اللبنانية على ارتفاع منخفض. ولذلك ربما لم تتصدَّ لها الأسلحة الروسية أو السورية المناسبة، خوفاً من سقوط بعضها على الأراضي اللبنانية.
انتهاك الأراضي والمياه والسماء اللبنانية قديم، وشبه يومي من قبَل جيش العدو "الإسرائيلي". وربما ملّ مجلس الأمن الدولي من الشكاوى والتنديدات اللبنانية بهذه الخروقات، أو لعل مجلس الأمن يعرف عجزه عن مواجهة العدو الإسرائيلي ولو بالعتب الرقيق، أو "رشق العدو بوردة" لا بكلمة.
المهم في الموضوع أن الدولة اللبنانية كانت تقوم بأقل الواجب، رفْع الأمر إلى الجهة الدولية المعنية.
حتى يوم أمس الاثنين لم يندد بمرور الصواريخ الأميركية فوق الأراضي اللبنانية سوى الشيخ نبيل قاووق، عضو المجلس المركزي في حزب الله. لم نقرأ أو نسمع تنديداً من أي مسؤول رسمي أو غير رسمي سواه. وكأن الموضوع لا يعني الدولة اللبنانية، وكأن هذه الدولة مستباحة كما هو مستباح البحر الأبيض المتوسط.
هل أخبر الأميركيون المسؤولين اللبنانيين مسبقاً بأنهم سيقصفون سوريا مروراً بالأجواء اللبنانية؟ لا أعتقد. لن يفعلوا لأسباب عديدة عسكرية وغيرها. هل يوجد اتفاق مسبق لبناني أميركي يسمح بمثل هذه الخروقات؟ لا أعتقد. إلا إذا وُجد اتفاق سري من اتفاقات العهود السابقة، يوم كان لبنان أميركي الوجه كتائبيّ الحكم واللسان.
لقد مضى الزمن الذي كان للأميركيين فيه اليد الطولى في لبنان. أم لعلي أتوهم؟ يا سيدي حتى ولو ما زالت لهم يد في لبنان طالت ام قصرت، قطعها الله، فلمَ الرضا والصمت مع أن أقل الواجب العتب؟ أين من يقول لترامب: "ما أجمل الكحل في عينك"؟ أين من يعلن أن انتهاك أي دولة للأجواء اللبنانية غير مسموح لا اليوم ولا غداً؟