ارشيف من :ترجمات ودراسات
محللون يحذرون من هدية جديدة لـ "إسرائيل" في خطة أوباما
ذكر محللون وخبراء سياسيون مصريون أن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسلام لن تتخلى عن المطالب الأمريكية للبلاد العربية بالاعتراف ب "إسرائيل" والتطبيع معها مقابل دعوة الدخول في مفاوضات مع السلطة. فيما حذر هؤلاء من خطورة الاندفاع نحو التطبيع كون ذلك قد يقضي على ما تبقى من القضية الفلسطينية.
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق الدكتور عبد الله الأشعل ل "الخليج" إنه بالرغم من أن المعلن بشأن الخطة الأمريكية أنها تأتي في إطار متوازن يجمع بين المبادرة العربية ورغبات "إسرائيل" بشأن عملية التسوية إلا أن الواقع يشير إلى أن المبادرة سيتم التعامل معها "كهرم مقلوب" في خطة أوباما ولن تخرج حسب الأشعل عن الدعوة إلى الاعتراف أولاً ب "إسرائيل" والتطبيع معها، بهدف تشجيعها على وقف الاستيطان والدخول في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية حول حدود الدولة الفلسطينية، وهو ما يمكن اعتباره تصفية للقضية الفلسطينية .
وانتقد الأشعل تصريحات المبعوث الأمريكي للمنطقة جورج ميتشل واتهامه بعض الزعماء العرب بأنهم يتكلمون في العلن بعكس ما يقولونه في الاجتماعات المغلقة، وقال إن مثل تلك التصريحات ستؤثر في مستقبل أي خطط للسلام في المنطقة، ومن شأنها إثارة الرأي العام العربي ضد بعض الزعماء العرب.
ومن جانبه قال الخبير بالشؤون الأمريكية الدكتور عبد المنعم المشاط ل "الخليج" إن خطة أوباما المرتقبة للسلام تأتي بعد أن أعلنت "إسرائيل" عن خطتها التي تمسكت بالحفاظ على يهودية الدولة وطرد 3.1 مليون فلسطيني من فلسطينيي ال ،48 الأمر الذي يمثل جريمة تطهير عرقي، موضحا أن الخطة ستأتي استكمالا لمطالب وزيرة الخارجية الأمريكية مع "إسرائيل"، كما أنها تطرح كذلك في ظل إصرار "إسرائيل" على استمرار التوسع الاستيطاني، وإصرارها كذلك على أن تكون القدس عاصمة موحدة لها، ما يطرح سؤالا عما يتبقى لأي خطة سلام.
وأضاف أن قضية تجميد الاستيطان ليست كافية خاصة أن الولايات المتحدة لم تلمح من قريب أو بعيد إلى عدم قانونية الاستيطان طبقا للقانون الدولي، ما يفرغ خطة أوباما مسبقا من أي مضمون أو تأثير.
ورأى المشاط أن ما يتبقى من خطة أمام أوباما هو حث الحكام العرب على التطبيع مع "إسرائيل" بما يمكن أن يطلق عليه "هدية" أمريكية ل "إسرائيل". ووصف خطة أوباما بالهزيلة، مشددا على أن هناك مسؤولية تاريخية على الحكام العرب الآن وعليهم التقدم بمبادرة جديدة تقوم على الحفاظ على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، محذرا من الاندفاع والإقدام بأي درجة من الدرجات نحو "التطبيع"، والعمل على مواجهة خطة "إسرائيل" الهادفة لطرد الفلسطينيين.
وقال الخبير بمركز دراسات الأهرام د. عماد جاد ل "الخليج" إن خطة أوباما قد تتجاوز المبادرة العربية وستركز على بدء مفاوضات المسار الفلسطيني ما بين العام ونصف العام إلى العامين يتم خلالهما تحديد الدولة الفلسطينية على قاعدة مبادلة الأراضي التي توسعت فيها "إسرائيل" في الضفة بأراض بديلة في النقب.
وأضاف أن الخطة استوعبت ضمنيا المبادرة العربية من زاوية فرض السلام الشامل مقابل التطبيع الشامل واستبدالها بالتطبيع التدريجي الذي يوازي أي تقدم من جانب "إسرائيل" تجاه القضية الفلسطينية. ولفت جاد إلى أن المرحلة الأولى ستتركز على الشأن الفلسطيني وقد تجري اتصالات ومشاورات مع سوريا بشأن إحلال السلام مع "إسرائيل" وفق أسس قد تطرح في مرحلة ثانية.
المحرر الإقليمي + وكالات