ارشيف من :آراء وتحليلات

سفير جديد لايران في العراق.. وتوجهات لعلاقات افضل

سفير جديد لايران في العراق.. وتوجهات لعلاقات افضل

في الاسبوع الماضي، باشر السفير الايراني الجديد في العراق ايرج مسجدي (65 عاما)، مهام عمله في بغداد خلفا للسفير حسن دانائي فر.
يعتبر مسجدي، ثالث سفير لايران في العراق، منذ عام 2003 وحتى الان، فبعد سقوط نظام صدام، انتدبت طهران حسن كاظمي قمي ليكون سفيرا لها في العراق، في مرحلة حرجة ومعقدة وشائكة للغاية، حيث الوجود العسكري الاميركي، وهيمنة واشنطن على مختلف المفاصل السياسية والامنية والعسكرية، من خلال حاكمها المدني، جاي غارنر أولا، ومن ثم بول بريمر ثانيا، وحساسية واشنطن من أي حضور ايراني في العراق، وكذلك حساسيتها من كل القوى والشخصيات السياسية والدينية التي تمتلك علاقات طيبة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ مرحلة المعارضة، حينما احتضنت اعداداً كبيرة من العراقييين، وسمحت لهم بممارسة العمل السياسي والعسكري المعارض لنظام صدام.

سفير جديد لايران في العراق.. وتوجهات لعلاقات افضل
السفير مسجدي يسلم اوراق اعتماده للرئيس معصوم


استمر كاظمي قمي في منصبه سبعة اعوام، أي حتى عام 2010، ليخلفه السفير حسن دانائي فر، لمدة سبعة اعوام ايضا، وخلال هذه الفترة شهدت العلاقات العراقية-الايرانية تطورات كبيرة ومهمة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، في الوقت الذي بقيت علاقات العراق مع محيطه العربي، يسودها الكثير من التوتر والتأزم، لا سيما مع دول بعينها، مثل السعودية وقطر، وبدرجة اقل الامارات العربية المتحدة والبحرين والكويت.
لم يكن سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية الجديد في بغداد بعيدا عن العراق، فهو بحكم طبيعة عمله ومسؤولياته، تشكلت له علاقات واسعة مع مختلف القوى والفصائل والشخصيات السياسية العراقية في مرحلة المعارضة، اكسبته خبرة ومعرفة بتفاصيل وجزئيات الواقع العراقي وطبيعة تعقيداته واشكالياته، فضلاً عن القدرة على التواصل مع مختلف الاطراف، كذلك فان الرجل لعب دورا مهما في الحرب ضد تنظيم داعش في العراق، باعتباره مستشارا للجنرال قاسم سليماني.
وفي اول تصريح له بعد تسليم اوراق اعتماده للرئيس العراقي فؤاد معصوم، اكد السفير مسجدي "ان إيران ستبقى إلى جانب العراق في كل ظرف وكما في السابق، وانهما بلدان صديقان وشقيقان ويتعين العمل لترقية مستوى العلاقات بين البلدين في كل المستويات والمجالات".

سفير جديد لايران في العراق.. وتوجهات لعلاقات افضل
مسجدي خلال لقاء العبادي


وتتوقع اوساط ومحافل سياسية مختلفة ان يكون لايرج مسجدي دور غير قليل في حلحلة بعض الخلافات والتقاطعات بين الفرقاء السياسيين العراقيين، لا سيما الاكراد بحكم طبيعة علاقاته معهم.
في ذات الوقت، فإن ملف الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي سيحتل اولوية متقدمة في اهتمامات السفير الجديد، خصوصا وانه ذو خلفية عسكرية، وكذلك حضوره وتواصله مع قيادات الحشد الشعبي، في مجال تقديم المشورة.
وصرح رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشار الامن الوطني فالح الفياض، قائلا "لدينا ذكريات جيدة جداً تجاه العميد إيرج مسجدي الذي ساهم في دعم الحشد الشعبي والقوات العراقية بعد سيطرة تنظيم داعش ودخوله إلى العراق".
الى جانب ذلك، فان مسجدي سيعمل على مواصلة تعزيز نهج الانفتاح وتقوية وتعزيز العلاقات بين بغداد وطهران في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، مثلما يشير رئيس جمعية الصداقة العراقية –الايرانية والنائب في مجلس النواب العراقي عباس البياتي، والذي يؤكد على ان "ايران كانت اسرع استجابة لنداء العراق واستغاثته ومساعدته عندما اجتاحت عصابات داعش الاجرامية عددا من المحافظات العراقية".      
وقد اثار تنامي العلاقات العراقية -الايرانية خلال الاربعة عشر عاماً الماضية في شتى المجالات، حفيظة وحنق بعض الاطراف الاقليمية، كالمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين وتركيا.

سفير جديد لايران في العراق.. وتوجهات لعلاقات افضل
ايرانيون في العراق للمشاركة في أربعين الامام الحسين (ع)


وخلال تلك الاعوام، زار مسؤولون ايرانيون كبار العراق، مثل رئيس مجلس خبراء القيادة اية الله احمد جنتي، والرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد، والرئيس الاسبق الراحل حجة الاسلام الشيخ علي اكبر هاشمي رفسنجاني، ومستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي، ووزير الخارجية الحالي محمد جواد ظريف، واخرين. في مقابل ذلك زار كبار الساسة العراقيين الجمهورية الاسلامية الايرانية، وفي مقدمتهم الرئيس السابق جلال الطالباني، والرئيس الحالي فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري.
ويبلغ حجم المبادلات التجارية السنوية بين البلدين -بحسب ما اعلن السفير الايراني السابق حسن دانائي فر، اواخر شهر اذار-مارس الماضي- حوالي ثمانية مليارات ونصف المليار دولار، وهناك مساعٍ وطموحات من كلا الطرفين لتوسيع افاق التعاون الاقتصادي في مجالات الصناعة والزراعة والاسكان، والسياحة الدينية.

 

2017-04-27