ارشيف من :آراء وتحليلات
البيت الابيض يتبنى توجهات الصقور: عرض العضلات الاميركي نحو السقوط
أظهرت الأسابيع الاخيرة أن مراهنات بعض من في مواقع القرار العربي والدولي على حصول تبدُل ولو طفيف في سياسة إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخارجية، بما في ذلك على مستوى الشرق الاوسط، كانت رهانات خاطئة، بل تبين أن هذه الادارة تنعطف باستمرار نحو مزيد من التطرف ومحاولة توسيع الهيمنة الاميركية في العالم، اسوأ بكثير مما كانت عليه الادارة السابقة.
فالمعلومات التي حصلت عليها مصادر دبلوماسية من جهات اقليمية ودولية مطلعة، تشير إما الى تراجع نفوذ ترامب والمحيطين به لمصلحة المحافظين والصقور، واما ان ترامب بدأ يظهر وجهه الحقيقي بعكس بعض الشعارات التي كان اعلنها خلال حملته الرئاسية. ولهذا تلاحظ المصادر جملة متغيرات في العديد من المواقع الرئيسية ما ادى الى هيمنة المحافظين على القرار الاميركي، خاصة تلك المتصلة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة:
1 _ ان ترامب تراجع عن كل ما كان اعلنه في خطاباته بدءاً من طبيعة النظرة للعلاقة مع روسيا في محاربة الارهاب.
2_ان ما كان يعلنه من انتقادات لانظمة الخليج بدءاً من النظام السعودي عاد وتراجع عنها، وساهم في هذا التراجع استنفار المؤسسات الاميركية من البنتاغون الى الكونغرس لمصلحة انظمة الخليج، بهدف تأكيد التحالف الاستراتيجي معها.
3 _لقد خضع ترامب لضغوطات المحافظين في حزبه وال "سي اي ايه" ووسائل الاعلام، وهذا ظهر في تغيير العديد من المسؤولين الذين كان إختارهم لعدد من المواقع الاساسية، وذلك بحجة تواصلهم مع مسؤولين روس.
4 _ لقد تمكن فريق الصقور بدءاً من نائب الرئيس الاميركي، الى وزير الدفاع ورئيس الاركان ورئيس مجلس الامن القومي والمندوبة الاميركية في مجلس الامن الدولي من إعادة نظرية "استخدام القوة" التي كانت استعملت في عهدي الرئيسين الاميركيين جورج بوش (الاب _والابن)، حتى ان هؤلاء تمكنوا من استقطاب وزير الخارجية الى نظريتهم.
وانطلاقا من عودة هذه السياسة الى البيت الابيض حاولت ادارة ترامب ترجمة ذلك مؤخراً في اكثر من منطقة في العالم:
اولاً: محاولة هز العصا بوجه روسيا، من الشرق الاوسط (العدوان على مطار الشعيرات في سوريا) الى جنوب اسيا وصولا الى بحر الصين، في محاولة لفرض موازين دولية جديدة.
ثانياً: محاولة الضغط على الجمهورية الاسلامية في ايران انطلاقاً من الاتفاق النووي الذي كان جرى التوقيع عليه مع مجموعة الدول الكبرى، لكن القرار الايراني كان حاسماً تجاه الابتزاز الاميركي من خلال رفض اي محاولة لتعديل الاتفاق او التهويل عليها بالعدوان.
تثبيت التحالف الاستراتيجي مع النظام السعودي ودعم عدوانه على اليمن
ثالثاً: اعادة تثبيت التحالف الاستراتيجي مع النظام السعودي ودعم عدوانه على اليمن، ولو أن أحد جوانب ذلك يراد منه استنزاف النظام السعودي مالياً عبر إبرام اتفاقات عسكرية بعشرات مليارات الدولارات لشراء اسلحة اميركية.
رابعاً: العمل لاعادة تسليح المجموعات المسلحة في سوريا بكل تلاوينها بما في ذلك، الجماعات الارهابية، وكذلك السعي لانشاء مجموعات جديدة في الاردن بهدف اشعال الجبهة الجنوبية في سوريا.
خامساً:تأكيد الادارة الاميركية على الدعم غير المحدود لكيان العدو الاسرائيلي ومدّه بكل ما يحتاجه من سلاح ودعم مالي، بل ان المصادر تتحدث عن ان ترامب سيعلن خلال زيارتة لفلسطين المحتلة منتصف شهر أيار الحالي عن نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة.
سادساً: التراجع عن شعارات مكافحة الارهاب والاستعداد للتعاون مع روسيا لذلك، بل ان ترامب وادارته اظهروا الاستمرار في الاستثمار على الارهاب، وهذا يبدو واضحا في حصر "التعاون" مع قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة "داعش" . وتقول المصادر ان البيت الابيض يتعاطى من الارهاب في سوريا والعراق بما ينسجم مع المصالح الاميركية ولذلك فالكلام الاميركي عن ضرب "داعش" وغيرها من التنظيمات الارهابية هو كلام للاستهلاك ولا يعبر عن حقيقة الفعل الاميركي على الارض.
في كل الاحوال، تؤكد المصادر ان "حلف المقاومة بالتنسيق مع الجانب الروسي لن يخضع للابتزاز الاميركي، بل ان هذا الحلف مصمم على مواجهة المشروع الاميركي _ الاسرائيلي بدءاً من الحرب الاميركية على سوريا مباشرة وعبر المجموعات الارهابية".