ارشيف من :ترجمات ودراسات
هآرتس : الإنفجار القادم
في آخر الاسبوع الماضي، اكتشفت" اسرائيل" الضفة الغربية "الاخرى". بتزامن مريب اقدمت كل وسائل الاعلام الاسرائيلية تقريبا على التركيز الموسع على قضية تحسن ظروف حياة الفلسطينيين في الضفة والتسهيلات المرورية من قبل اسرائيل والقانون والنظام اللذان عادا الى المدن الفلسطينية والنهضة العمرانية والتنموية: المجمعات التجارية الجديدة، العروض الفنية، المقاهي.
ليس من اللطيف الاعتراف، الى ان السلطة الفلسطينية خلافا لاسرائيل تلتزم بمتطلبات خريطة الطريق وتتحرك ضد "البنية التحتية للارهاب". في الماضي كانت مقابلة صحفي في المناطق لمسلح من اسهل المهمات. اما اليوم فلم يعد من الممكن ايجادهم في مدن الضفة. حكومة سلام فياض قامت بحل كتائب شهداء الاقصى التابعة لفتح، والاجهزة الخاضعة لرئيس السلطة محمود عباس تخوض صراع لا هوادة فيه ضد مسلحي حماس والجهاد الاسلامي.
حقا ان الضفة لم تكن هادئة على هذا النحو منذ زمن. ولكن من المحظور ان نقع في الخطأ، الواقع يبقى هشا. حسب رأي الكثيرين من قادة فتح، الطريق المسدود الذي وصلت اليه الاتصالات السياسية، يجعل الانفجار القادم بين اسرائيل والفلسطينيين مسألة وقت ليس الا.
السلطة نجحت في تحسين جودة الحياة في الضفة فعلا، الا ان الفلسطينيين ما زالوا يعيشون تحت الاحتلال. رغم ان حواجز كثيرة قد رفعت الا ان هناك حواجز فجائية كثيرة وعوائق مرورية تلحق الضرر بحرية الحركة. الجيش الاسرائيلي يقلل من تحركاته في المدن الفلسطيني ولكنه يفعل ذلك بين الحين والاخر، وفوق كل ذلك - السلطة الفلسطينية وفتح يضطرون لنفي صورة العملاء التي لصقت بهم من دون مقابل سياسي من الجانب الاسرائيلي.
في هذه المرة لن تكون المسألة موجة شعبية على شاكلة الانتفاضة. يبدو ان الجمهور الفلسطيني قد تعب جدا للقيام بمثل هذا الامر. ولكن من داخل فتح تحديدا تتزايد الاصوات المتمردة الداعية لاستخدام السلاح ضد المستوطنين والجيش الاسرائيلي.
النشطاء الذين كانوا في محور الانتفاضة الاخيرة وتم تهميشهم في الساحة السياسية، يحذرون من ان تحويل السلطة الفلسطينية الى "سلطة دايتون" (المنسق الامني الامريكي الجنرال كيت دايتون الذي يساعد باعادة بناء الاجهزة الامنية الفلسطينية) لن يساعد فتح في تحسين مكانتها في الشارع. في اخر المطاف هم يدعون، ستقود الازمة السياسية مع اسرائيل الى استئناف العمليات في الضفة وتشكيل خلايا مسلحة تعمل في السر.
توقعات احد قادة التنظيم ومن الشخصيات البارزة في المجابهة الاخيرة، حسام خضر، اكثر تشاؤما. على حد قول خضر الجمود السياسي سيؤدي الى تهميش القيادة الفلسطينية في الضفة وتعزيز مكانة المتشددين الاسلاميين واندلاع مجابهة عنيفة خلال عام. "المواطنون سيقذفوا السلطة بالاحذية. وسيأتي يوم ويعتبرونهم جيش لحد (قائد جيش لبنان الجنوبي) هو يقول. "من المحتمل اننا نسير نحو وضع يكون فيه كيانان فلسطينيان منفصلان في الضفة وغزة، الا ان على اسرائيل ان تساعد حتى تبرهن على ان الوضع في الضفة افضل".
مثل هذه الادعاءات تتردد بازدياد على خلفية مؤتمر فتح السادس في بيت لحم، الذي سينتخب قيادة التنظيم لاول مرة منذ عشرين عاما. المرشحون يعرفون ان احدى السبل الاكيدة للفوز بثقة نواب المؤتمر هي طرح خط متشدد ضد اسرائيل ورفع راية الكفاح المسلح والتأكيد على الادعاءات بقيام الجيش الاسرائيلي باغتيال ياسر عرفات. ان واصلت حكومة اسرائيل التمترس حول موقفها بعدم وجود شريك فلسطيني وان هذا ليس وقت التحدث حول اتفاق السلام، فمن المحتمل جدا ان تتحقق توقعات اندلاع العنف مجددا بالفعل.
بقلم: آفي يسسخروف