ارشيف من :ترجمات ودراسات
’معاريف’: خشية ’إسرائيلية’ من تطور الأحداث في سوريا
كتب قائد سلاح البحرية الأسبق في جيش الاحتلال، أليعازر ماروم، مقالاً في صحيفة "معاريف"، أشار فيه الى التأثير الروسي على مجريات الأحداث في سوريا وتداعياته على كيان العدو في حال حصول مواجهة على الحدود الشمالية.
وقال ماروم إن أحداث الفترة الأخيرة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة "تزيد التوتر وتخلق وضعاً جديداً"، متوقعاً تدهور الوضع إلى "تبادل ضربات وربما إلى مواجهة لا يمكن التحكم بها بين "إسرائيل" ومحور "الشر" إيران، سوريا وحزب الله"، بحسب تعبيره.
وأضاف ماروم إن "الوضع في سوريا يتغيّر بإيقاع سريع وهو يتطلب من "إسرائيل" ملاءمة النشاطات وتأهبًا عملانيًا"، لافتاً الى أن "وجود الروس في سوريا أصبح واقعًا تامًا. الروس، الذين حضروا، إذا جاز التعبير، لوقت محدد، يثبتون سيطرتهم في سوريا للبقاء فيها وقتاً طويلاً. ومصلحتهم العليا هي جعل النظام في دمشق تابعًا بشكل كلي إلى موسكو، للتحكم بكل ما يحصل"، وفق زعمه.
الجولان السوري المحتل
في المقابل، أشار قائد سلاح البحرية الأسبق، الى أن "الروس يرغبون بتقليل تأثير إيران وحزب الله قدر المستطاع، لإبقائهم إلى جانب الأسد كقوة داعمة ومقاتلة".
وتابع ماروم قائلاً إن "الأحداث الأخيرة في سوريا تشير إلى خطوات منسّقة للروس، هدفها خدمة مصالحهم في سوريا"، زاعماً بأن "الهجوم الكيميائي في خان شيخون وإطلاق صاروخ مضاد للطائرات على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، الذي نفذ من دون أدنى شك بعلم الروس وعلى ما يبدو أيضًا بتشجيع منهم، هدفه تحسين سيطرة الروس على ما يحصل في سوريا".
وبحسب ماروم فإن، الروس، الذين يملكون حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن "هم حالياً المدافع الوحيد عن الأسد، واستمرار نظامه مرتبط ارتباطاً تاماً ببوتين"، وتابع إن ""إسرائيل "هاجمت شحنة سلاح من إيران إلى حزب الله. الروس، الذين يرغبون بزيادة السيطرة على الوضع، سمحوا للسوريين بإطلاق صاروخ SA-5 على طائرات الجيش الإسرائيلي التي كانت تبتعد عن المكان، قبل أن يتم اعتراضه عبر منظومة الدفاع الجوي، ما أجبر الجيش الإسرائيلي على الاعتراف بالهجوم"، وقال إن "الضبابية تتقوض وتخلق حساسية بين "إسرائيل" وروسيا. الروس يأبون "إسرائيل" ويطلقون كلمات متملقة للأسد وللإيرانيين ولحزب الله. بالمقابل، تجري اتصالات بين روسيا و"إسرائيل" من أجل تنسيق وثيق بين القوات. وبذلك يحقق الروس مكانة الحامي عن سوريا الأسد والسيطرة على مصادر القوة في المنطقة، بما في ذلك "إسرائيل""، وفق زعم الكاتب.
وأضاف "السيناريو المرسوم هنا يظهر كإجراء استراتيجي مخطط ومثالي للروس. الغاية تبرر الوسيلة، وبوتين حقق هدفه والروس موجودون في سوريا كي يبقوا فترة طويلة".
وخَلُص الكاتب إلى القول إن "الواقع الجديد الذي تكوّن على طول الحدود الشمالية لإسرائيل معقد وغير مستقر. القتال والأحداث المتكررة تخلق واقعاً متغيرًا وهي من المتوقع أن تؤدي إلى ردود غير متوقعة من أي جهة من اللاعبين. لدى "إسرائيل" مصلحة عليا هي عدم الانجرار إلى القتال في الساحة الشمالية جراء حادثة لا يمكن التحكم بها. هذه المصلحة تتفوق على بقية المصالح. مسألة إتخاذ قرارات بمهاجمة شحنات سلاح إلى حزب الله أو أهداف أخرى في سوريا، ومتى القيام بذلك، تلزم في كل مرة تقديرا للوضع السياسي والعسكري، وأيضًا تفكيرا أكثر"، حسب تعبيره.