ارشيف من :نقاط على الحروف
هذا هو سبب الأزمة في العلاقات التونسية الجزائرية!
تأزمت العلاقات التونسية الجزائرية في الآونة الأخيرة وهي التي كانت على الدوام مضرباً للأمثال عربيا بسبب الود الذي عرف تاريخيا بين الشعبين اللذين لديهما إيمان راسخ بوحدة الدم والمصير، الأمر الذي تجسد في الكفاح المشترك ضد الإستعمار الفرنسي وفي التعاون في بناء دولتي الإستقلال. و لدى الشعبين شعور بأن ما يفرقهما هو مجرد حدود وهمية برزت في العهد العثماني ورسخها الإستعمار الفرنسي الذي تلاعب بخرائط المنطقة.
وزير البيئة والجماعات المحلية التونسي رياض المؤخر
لقد تأزمت العلاقة بسبب تصريحات نسبت لوزير البيئة والجماعات المحلية التونسي رياض المؤخر أطلقها في العاصمة الإيطالية روما قال فيها بأنه حين كان يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية ويسألونه أين تقع تونس كان يفضل أن يجيب بأنها تقع جنوب إيطاليا. وبحسب المصدر فإن الوزير التونسي كان يتجنب القول أن تونس تقع بين الجزائر "الشيوعية" وليبيا البلد الذي يعيش الفوضى. وجاءت هذه التصريحات المنسوبة للوزير ردا على ما قاله وزير إيطالي بأنه من سكان الجنوب الإيطالي ويرى تونس بالعين المجردة حين يكون جالسا في بيته بسبب القرب الجغرافي.
استدعاء السفير
وقد عبرت الجزائر الرسمية على انزعاجها من هذه التصريحات المنسوبة للمؤخر من خلال استدعاء خارجيتها للسفير التونسي يوم الأحد الماضي للإستفسار حول هذه التصريحات. كما تتداول وسائل الإعلام الجزائرية هذا الأمر بكثافة وتعطيه حيزاً هاماً من اهتمامها الأمر الذي ساهم في تأليب الرأي العام الجزائري خاصة وأن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي كان قد أطلق في وقت سابق تصريحات معادية للجزائر من تونس ولم يجد من مضيفه محسن مرزوق الأمين العام لحركة مشروع تونس الذي كان يومها أمينا عاما للنداء الرد الحاسم و الرادع.
لقد اعتبر ساركوزي يومها أن تونس غير محظوظة لأنها تقع بين ليبيا والجزائر، وهو الذي عرف بعدائه لبلد المليون شهيد مذ أن كان في الحكم وحتى قبل ذلك. كما اعتبر أن مستقبل الجزائر يجب أن يناقش في الإتحاد من أجل المتوسط الذي لا وجود له إلا في خيال ساركوزي.
العلاقات التونسية الجزائرية كانت على الدوام مضرباً للأمثال عربيا
أخرجت عن سياقها
يرى الوزير التونسي أن تصريحاته تم إخراجها عن سياقها وأسيء فهمها لأنه من المستحيل أن يتهجم وزير تونسي على الجزائر بالنظر إلى العلاقات المتميزة بين البلدين والود الذي يجمع بين الشعبين. وكل ما في الأمر أنه عندما كان طالبا في أمريكا، كان يضطر للقول بأن تونس تقع تحت إيطاليا لأن الأمريكيين يعتقدون أن الجزائر بلد شيوعي ولا يعرفون ليبيا إلا عبر القذافي، وحين كان يقول لهم أن تونس تقع في إفريقيا يسألونه لماذا لون بشرته ليس أسمرا مثل الأفارقة جنوب الصحراء.
ورغم هذه التبريرات يتعرض رياض الموخر إلى حملة شرسة من التونسيين أنفسهم الذين تبرأ بعضهم من الوزير وتصريحاته وطالبه البعض الآخر بالإستقالة الفورية. و رأت أطراف أن تصريحات وزير البيئة طبيعية ومتوقعة وأن حزب آفاق الذي ينتمي إليه الوزير هو حزب فرنسا.