ارشيف من :آراء وتحليلات
ليبيا: تفاهمات حفتر ـ السراج منقوصة
حظيت التفاهمات الأخيرة التي حصلت بين خليفة حفتر وفائز السراج بمباركة أطراف إقليمية ودولية عديدة اعتبرت الخطوة هامة في سبيل بناء ليبيا جديدة ومستقرة. كما أن جهات عديدة في الداخل تدعم هذا الإتفاق رغم أنه بنظر عديد الخبراء والمحللين يبدو منقوصا ولا يمكن ان ينجح في ظل غياب التنظيمات الإخوانية في الغرب الليبي والأطراف الإقليمية الداعمة لها.
فاللقاءات الأخيرة والتفاهمات التي تحصل بين السراج وحفتر يرى فيها عديد الخبراء والمحللين إقصاء وقطعا للطريق على مبادرة دول الجوار التي أطلقها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مدعوما من الجزائر. فيما لا يبدو الدور المصري مفهوما فالقاهرة موجودة من جهة في تفاهمات السراج حفتر المدعومة من الإمارات والأردن وغيرها من الدول الداعمة لحفتر، بل أن مصر نفسها هي أشد الداعمين لحفتر، وهي موجودة من جهة أخرى في مبادرة دول الجوار، هذه المبادرة التي يعتبرها حفتر داعمة للإخوان باعتباره رفض أو تجاهل زيارة تونس التي تحسب مواقفها على الطرف الإخواني الليبي.
أوراق عديدة
و يرى جل الخبراء والمحللين بأن تونس والجزائر اللتين تم تجاهلهما في التفاهمات الأخيرة التي حصلت بين حفتر و السراج مازالتا على تمتلكان أوراقا عديدة في الملف الليبي. و بالتالي لا يمكن أن ينجح أي اتفاق يغيب هاتين الدولتين الجارتين وخصوصا تونس التي يتداخل نسيجها الإجتماعي مع الليبيين بشكل لافت وقد كانت على الدوام ملجأ الشعب الليبي منذ الإستعمار الإيطالي الغاشم لبلد عمر المختار.
و لعل أهم الأوراق التي يمكن أن تبقي الطرفين في المسرح الليبي هي السيطرة الميدانية للتنظيمات الإخوانية على العاصمة طرابلس ومساحات شاسعة في ليبيا. كما أن هناك جهات خليجية وإسلامية مازالت تدعم الطرف الإخواني لا يبدو أن لها النية في التخلي عنه في الوقت الراهن بعد أن أنفقت الكثير لتسليحه ومساعدته على السيطرة على العاصمة لما لها من رمزية باعتبارها مركز السيادة.
ليس نهاية المطاف
لذلك فإن تفاهمات السراح ـ حفتر لن تكون نهاية المطاف في الأزمة الليبية باعتبار أن هذه التفاهمات شأنها شأن اتفاق الصخيرات منقوصة ولا تضم كل شرائح و فئات الشعب الليبي. إذ يغيب عنها الطرف الإخواني وكذا الموالون للنظام السابق الذين لا يمكن الإستهانة بحجمهم وبالمناطق التي يسيطرون عليها والذين عادوا للظهور وسمعت أصواتهم هنا وهناك.
لكن أطرافا عديدة تؤكد بالمقابل بأن السراج يمثل الطرف الإخواني في هذه التفاهمات باعتبارها الواجهة المقبولة داخليا ودوليا وإقليميا لهذه الجماعات التي توفر له الحماية في العاصمة طرابلس. و يرى كثير من الخبراء والمحللين بأن الجزائر بخلاف تونس لا توالي الإخوان وإنما تلتزم بالحياد بين الطرفين وهي المؤهلة للوساطة في الملف الليبي أكثر من غيرها.