ارشيف من :نقاط على الحروف
17 أيار: نقطة الانتقال من النكبة إلى كل الانتصارات الآتية
في تواريخ الشعوب دائماً هناك نقاط مظلمة، تسجل خيبات وانكسارات، لكن الشعوب الحية، تستبدل هذه النقاط بنقاط قوة تحركها نحو التحرر من الاستضعاف والاستعباد، إلى مواجهة الاستكبار بكل تجلياته وهزيمته رغم فارق القوة.
لا يخرج الشعب العربي المسلم عن هذه القاعدة، وتحديداً في ملف الصراع مع العدو الصهيوني. يسجل التاريخ محطات بين نكبة ونكسة، اظلمت الدنيا بهما في وجه الشعب الفلسطيني، فاختار الاعتماد على نفسه.
لم تنكسر بندقيته، يمم شطر الجوار، فكان لبنان محطته الأقرب.. ولخصوصيته في لبنان، ومنه كان انطلاق العمل الفدائي، من اللحظات الاولى للنكبة.
لكن لبنان الصغير كما كان يوصف كان قدره ـ كما أرادت قوى الاستكبار العالمي ـ تحويلها لمحطة إقامة دائمة للاجئين الفلسطينيين، لكن لبنان صنع المعجزة في 17 أيار/ مايو 1983.
لبنان الذي أراد له المحتل الصهيوني في اجتياح حزيران/يونيو 1982 أن يتحول إلى حليف للكيان الغاصب، رد بدم الشهيد محمد نجدي واعتصام تجمع العلماء المسلمين في مسجد بئر العبد في مسجد الإمام الرضا(ع) ولاحقاً في التجمع أمامه، ورسم خطاً مواجهاً لهذه الإرادة فكان له ما أراد.
17 أيار/ مايو 1983 الذي كان المطلوب منه أن يصبح محطة تاريخية تستكمل محطة 15 أيار/ مايو 1948، قلب الطاولة التي وقعت عليها اتفاقية العار.
وتبدل دور هذه النقطة، فباتت نقطة الفصل بين ما قبلها والوصل بما بعدها.. مهدت للانتصارات التي تلاحقت من خروج المحتل الصهيوني من صيدا ولاحقا باتجاه الشريط الحدودي لتتوج بالعلامة الاولى المضيئة في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني، وبهزيمة مدوية وإندحار مذل دون أي تعهد أو التزام أو اتفاق..
17 ايار/ مايو 1983 وصل التاريخ مع 26 أيار/ مايو 2000.. ونقل التجربة إلى فلسطين البطولة لتسجل انتفاضته نقطة إضافية في المواجهة من الداخل..
من 17 أيار/ مايو 1983.. سجل التاريخ اندحار جيش الاحتلال من أول أرض عربية دون قيد أو شرط.. وانتصرت المقاومة في 2006 في لبنان وفي 2008 في غزة و2014 في غزة وها هي اليوم تنتصر في القدس بالعمليات التي ينفذها أبناء وبنات الأرضي المحتلة، بالسكين بمواجهة أعتى غطرسة تعتد بالحديد والنار..
مواجهة وجها لوجه..
في 17 أيار/ مايو قالت المقاومة أسقطت اتفاقية الذل..ومعها "إسرائيل سقطت"..
نستذكر التاريخ لنصنع الحاضر والمستقبل..
بكم نمضي إلى النصر الحاسم والذي لن يتأخر..
17 أيار/ مايو حيث لم يتوقف الزمن ليسلم البندقية للمحتل، ولم يرض بترتيبات امنية..