ارشيف من :آراء وتحليلات
نتائج الانتخابات الجزائرية هل تفتح طريق أويحي الى المرادية؟
اتفق أغلب الخبراء والمحللين على أن لا شيء سيتغير في المشهد السياسي الجزائري بعد الإعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات النيابية الأخيرة. فحزب جبهة التحرير الوطني الذي قاد البلاد إلى الاستقلال وبنى الدولة الحديثة واصل تصدره للانتخابات رغم خسارته لثلاثة مقاعد.
ولعل ما يدعم هذا الرأي هو حصول حزب التجمع الوطني الديمقراطي (الآرندي) شريك حزب جبهة التحرير الوطني، والذي يرأسه رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحي، على المركز الثاني في الانتخابات، وذلك بعد الإعلان عن النتائج رسميا وبعد النظر في الطعون. ويعتبر أويحي اليوم أحد أعضاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في قصر المرادية ويحظى بثقة الرئيس، ناهيك أنه رئيس ديوانه برتبة وزير دولة.
أحمد أويحي
أحد المرشحين الى المرادية
كما أن أويحي من الأسماء المرشحة إلى جانب آخرين للوصول إلى عرش المرادية بعد الرئيس بوتفليقة بالنظر إلى الخبرة السياسية التي اكتسبها طيلة السنوات الماضية. فقد تقلد، وهو رئيس حزب الآرندي الشريك المقرب في الحكم، منصب وزير العدل وترأس الحكومة ثلاث مرات ليتم إلحاقه بمؤسسة الرئاسة في منصب على درجة كبيرة من الأهمية يجعله مطلعا على خبايا وكواليس الحكم في الجزائر.
ولا يعتقد أن بوتفليقة سيمنح كل هذه الثقة التي يحظى بها أحمد أويحي دون تزكية من المؤسسة العسكرية التي يعلم القاصي والداني نفوذها القوي في بلد المليون شهيد. ويعتبر دعم المؤسسة العسكرية من شروط نجاح أي مرشح للوصول إلى عرش المرادية الذي بات محفوفا بالمخاطر والعراقيل إضافة إلى وجود منافسين كثر لكل حظوظه التي لا تقل عن الآخر.
البرهومي: الانتخابات الجزائرية الأخيرة حافظت على الاستقرار في الجزائر
رسالة طمأنة
ويعتبر ماجد البرهومي رئيس المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق في حديثه لــ"موقع العهد الإخباري" أن الانتخابات الجزائرية الأخيرة حافظت على الاستقرار في الجزائر وأكدت على أن أحمد أويحي هو شريك لا غنى عنه بالنسبة للآفلان (حزب جبهة التحرير الوطني) وفي معادلة الحكم في الجزائر". ويؤكد البرهومي على ان "الحلف القوي بين الآفلان والآرندي سيدعم استقرار الجزائر وسيجعلها تذهب إلى الانتخابات الرئاسية بكثير من الهدوء والسكينة خاصة وأن الإسلاميين ذوي المرجعية الإخوانية سينالون نصيبا من كعكة الحكم على ما يبدو خاصة بعد حصول حركة مجتمع السلم (حمس) على 34 مقعدا".
ويؤكد الناشط السياسي والحقوقي التونسي على أن "النظام الجزائري كان أكثر حكمة من نظيره التونسي زمن بن علي. ففي حين أقصى الأخير حركة النهضة دون أن يخلق البديل، فسح النظام الجزائري المجال لأحزاب إسلامية "معتدلة" ترضى بالقليل من كعكة الحكم مقابل إقصاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ (الفيس) وهو ما خلق حالة من الهدوء في الشارع "الإسلامي" الجزائري".
ويختم البرهومي حديثه بالقول: "استقرار الجزائر مهم في الوقت الراهن لأن المنطقة المغربية ليست في وضع طبيعي وأي اضطرابات تحصل في هذا البلد لا قدر الله ستكون تأثيراتها سيئة وسلبية على كامل المنطقة المغربية. لقد بعثت النتائج الأخيرة للانتخابات الجزائرية برسالة طمأنة إلى دول الجوار في انتظار الانتخابات الرئاسية التي يبدو أنه تم الإعداد لها في بلد رصين سياسيا يعمل أصحاب القرار فيه بصمت وبعيدا عن الأضواء وفي دوائر مغلقة".