ارشيف من :ترجمات ودراسات
ما سر الصمت الصهيوني حيال صفقة الأسلحة بين واشنطن والرياض؟
قال معلق الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان "على مدى عشرات السنين أثارت "إسرائيل" ضجيجاً عالمياً كي تمنع الولايات المتحدة من بيع السلاح المتطور الى السعودية، حيث أطلق قادة الكيان معارضتهم، وجندت "اسرائيل" مجموعة الضغط المؤيدة لها "ايباك" كي تعمل في الكونغرس، كما استخدمت أوراق تأثير أخرى على الادارة، عبر محاولتها تجنيد الصحافة الاميركية والدولية والرأي العام"، واستغربت الصحيفة صمت حكومة "اسرائيل" اليوم على صفقة السلاح الأكبر في العالم بين الولايات المتحدة والسعودية التي اتفق عليها أثناء زيارة الرئيس دونالد ترامب الى الرياض"، واصفةً إياه (الصمت) بالصاخب، إذ لم يتجرأ سوى وزير واحد فقط (يوفال شتاينتس) على الاعراب عن قلقه من الصفقة المتبلورة" حسب تعبير الكاتب.
معاريف
ورأى الكاتب أنّ "الصمت ينبع من اعتبارين أساسيين: الأول هو أنّ للسعودية اليوم مصالح مشتركة مع الكيان في الصراع ضد ايران"، مضيفاً "انه ووفقاً لمعلومات أجنبية، يوجد بين الطرفين تنسيق سياسي وتعاون استخباراتي أمني، غايته منع ايران من الوصول الى هيمنة اقليمية وتطوير خطة صواريخ ومشروع نووي تهدد "الدولتين" على حد تعبير الكاتب الذي يضيف " سبب آخر، ولا يقل أهمية للصمت من جهة "اسرائيل" يتمثل بأن زعماءها ولا سيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يريدون إثارة غضب غير متوقع، فمن يدري كيف سيرد ترامب على الانتقاد ضده، ناهيك عن أنهم حتى لو غضبوا في "اسرائيل"، وانتقدوا وانزعجوا فإن احتمال منع الصفقة يقترب من الصفر. فالصفقة ستسمح لترامب بأن يقول لناخبيه: وعدتكم باماكن عمل وأنا أفي بوعدي".
وبحسب ميلمان، فإنّ" حجم الصفقة لا مثيل له سابقاً، فهي ستبلغ على مدى السنوات العشر التالية أكثر من 300 مليار دولار، أي عشرة اضعاف ما تتلقاه "اسرائيل" من مساعدات أميركية في الفترة نفسها، ومع ذلك، يمكن ان نقول بعد فحص اكثر عمقا فإن الصفقة لا ينبغي لها ان تخيف "اسرائيل"، بعضها سبق وأن اتفق عليه قبل دخول ترامب الى البيت الابيض. الصفقة في جوهرها تتضمن منظومات سلاح لن تؤثر على التفوق النوعي للكيان على كل دول المنطقة، وذلك طالما لم تثر أية حاجة لمهاجمة السعودية، حيث يدور الحديث اساسا عن سلاح دفاعي او عن سلاح هجومي تكتيكي" حسب قول الكاتب.
وتابع ميلمان "إنّ العنصر الوحيد في صفقة السلاح الذي ينبغي ان يقلق "اسرائيل" قليلا هو الرغبة الاميركية في تحسين قدرات "السايبر" السعودية. فاذا كان في "اسرائيل" من تخيلوا أن تستعين السعودية بهم، بصفتها قوة عظمى في مجال قتال "السايبر"، لغرض بناء قدراتها، فإن خيبة أمل تنتظرهم".
ويخلص يوسي ميلمان الى القول "انه ومع ذلك لا يمكن الاستخفاف بهذه الصفقة على المدى البعيد. فاذا ما حل يوم انهار فيه النظام السعودي (حتى الان التوقعات عن موته القريب كانت مبكرة جدا)، فإن كل مخزونات السلاح الهائلة هذه قد تقع في ايدي "متطرفين"، من أمثال اسامة بن لادن وعصابة "القاعدة"، أو أسوأ من ذلك - احفاد ابو بكر البغدادي أي "داعش"" وفق قول الكاتب.