ارشيف من :خاص
في ذكرى عيد المقاومة والتحرير الفنانون السوريون يستحضرون عطر المناسبة
محمد عيد
لا تكاد تسأل الفنان السوري عن ذكريات تحرير الجنوب اللبناني حتى يطفح وجهه بالبِشر وتسافر ذاكرته إلى الزمن الجميل حين بدَت فلسطين في أيار من العام ألفين دانية القطاف أكثر من اي وقت مضى قبل أن تتغير بوصلة البعض من فلسطين إلى نحور اخوته العرب والمسلمين.
زهير رمضان: مقاومون أخذوا ألوان جباههم من لون الأرض وعمّدوا التراب بدمائهم الطاهرة
التقيناه عندما كان يجهز نفسه ونقابته لاستقبال ضيوف دمشق من كبار نجوم الدراما المصرية ومخرجيها ومنتجيها فضلا عن زوار عرب كبار من فناني لبنان والعراق ... لم يتردد الفنان زهير رمضان نقيب الفنانين السوريين رغم مشاغله الكثيرة في قبول دعوة "موقع العهد" لإجراء حوار معه حول ذكرى المقاومة والتحرير...
"بوصلتنا هي فلسطين هكذا ربينا في سوريا"، يؤكد رمضان لموقع العهد مشيدا بـ"رجال المقاومة اللبنانية الذين أخذوا ألوان جباههم من لون الأرض وخرجوا من ظلال شتلة التنباك ليحرروا الوطن ويصونوا العرض معمدين تراب الجنوب بدمائهم الطاهرة وليبرهنوا للعالم اجمع بانهم شعب مقاوم يعشق الأنفة وعزة النفس".
مراسل موقع "العهد" الإخباري يحاور الفنان زهير رمضان
رمضان استحضر ذكريات ما بعد التحرير فلم يفارقه الشعور بالإطراء حين كان ضيف فضائيات وصحف مقاومة ليتحدث عن الفخر الذي عاشه كعربي وكسوري ناله من فضل الانتصار. كيف لا وهو ابن الدولة التي ما فتئت تقدم الدعم لرجال الله في الميدان حتى تحقق التحرير. يذهب رمضان بعدها للقول بـ"إن الحساب مع المقاومة ومن خلفها سوريا قد فتح فجاءت حرب تموز التي سقطت من خلالها الاقنعة وبشكل نهائي عن وجه النظام الرسمي العربي الذي لم يغفر للرئيس الاسد وصفه لزعماء الرجعية العربية بأنصاف الرجال فأعدّوا العدّة لتدمير سوريا وبشكل نهائي منذ ذلك الحين".
نقيب الفنانين السوريين وربطا بعملية تحرير الجنوب وانتصار تموز يزدهيه الفخار وهو يقص علينا قصة الأعلام الصفراء للمقاومة التي خفقت أمام وجه سماحة السيد حسن نصر الله اثناء خطاب النصر الشهير في بنت جبيل، ينسحب الأمر على القبعات الحمراء التي ارتداها الحضور وكتب عليها – صدق وعد الله – يفخر رمضان بمساعيه الناجحة آنذاك لتوفير تلك الرايات والاعلام التي صنعتها معامل حلب وقدمتها لجمهور المقاومة في ذلك الوقت عربون محبة وفخار، كلنا لله وكلنا للوطن والوطن.
يقول رمضان:" بالنسبة لي، كل مكان فيه رجال احرار هم أهلي والمقاومة في العام 2000 أذاقت العدو مرارة الهزيمة بعدما اعتقد أننا مستعربون ونسي اننا العرب العاربة الذين نأبى الضيم، ولأننا كذلك فقد استهدف يمننا العزيز أصل العرب بالفكر الصهيوني التلمودي واستهدفت بقية أقطارنا بالربيع العبري الذي يريد ان يفتت المفتت، ولكننا نقول وفي ذكرى التحرير بأن هذا الدم الذي سفح على أرض الجنوب حيث المقاومة لن يزهر إلا رجالا تهتز الأرض من تحت أقدامهم وتعبق رائحة البخور من أنفاسهم ..عاشت المقاومة وعاش رجال الله".
الفنان زهير رمضان
وائل رمضان: نصر لا لبس فيه لأننا رأيناه بأمّ العين ولم نقرأه من كتب التاريخ
النجم السوري وائل رمضان هزّ رأسه مبتسماً حين سألناه عن ذكرى التحرير فكان جوابه إيجاز الأديب حين ينطق عما قل ودل. يقول الفنان رمضان لموقع العهد: "نحن نعتز يوميا بهذا التحرير وليس فقط حين تهل مناسبته، وبرأيي الشخصي فإننا للمرة الأولى نخوض حربا ونشهد الانتصار فيها بأعيننا من دون الحاجة لأن نقرأ ذلك في كتب التاريخ، فالتاريخ بالنسبة لي مرجعية ثقافية، ولكن الحقيقة هي ما أراه بعيني المقاومة هي الحصن الحصين للأمة".
أحمد رافع: المقاومة باتت الرقم الصعب
أحمد رافع فنان فلسطيني سوري ارتقى ولده الفنان محمد رافع شهيدا على الأرض السورية بداية الأزمة بعدما استدرجه الإرهابيون إلى كمين غدر على خلفية مواقفه الوطنية الداعمة لسوريا حكومة وشعبا.
يغتنم الفنان احمد رافع مناسبة سؤالنا له عن معاني تحرير الجنوب ليترحم على شهداء المقاومة والجيش السوري وولده الفنان محمد، يؤكد رافع لموقع العهد أن "المقاومة باتت الرقم الصعب بعدما استعصت على كل ألوان الطغيان، وحزب الله هو الحصن الحصين للأمة، والكيان الغاصب يخشاه ويخشى أن يتدحرج أي اشتباك معه إلى حرب شاملة لا يأمن الكيان الصهيوني عواقبها، فهو يلاقي رجالا مؤمنين بقضيتهم وبقائدهم وقد راكموا من الروح المعنوية العالية الكثير بعدما خرج الصهاينة من أرضهم مدحورين وفي جنح الظلام ما يجعل المرء ينحني امام كل الذين ارتقوا دفاعا عن ثرى الجنوب، فلهم ولسماحة السيد كل التحية والإجلال، ونحن جميعنا ننحني امام تضحياتهم في لبنان وسوريا ولأجل فلسطين".
الفنان أحمد رافع
ميلاد يوسف: تحضرني ذاكرة المكان
الفنان السوري ميلاد يوسف أكد لموقع العهد ان تحرير الجنوب كان البداية التي ستنتهي بتحرير كل أراضينا المحتلة.
يقول يوسف: "بالنسبة لي ثمة علاقة تربطني بالمكان والزمان وحتى الحدث وذلك عندما قمت بتصوير فيلم – نقطة فداء – في بنت جبيل – صحيح أن قصة الفيلم تتحدث عن حرب تموز، ولكن انتصار تموز ما كان له ان يتحقق لولا تحرير الجنوب فالمكان يحمل عبق المقاومة وعبق أرواح الشهداء ويرتبط ارتباطاً كبيراً بوجدان ميلاد يوسف".
الفنان ميلاد يوسف
بسام دكاك: أتمنى لو كنت مقاتلاً في حزب الله
الفنان بسام دكاك رأى أن "للمقاومة مواقف مشرفة ليس مع سوريا فقط بل مع كل العرب رغم ان ادبيات الحزب تمارس أروع حالات التواضع لله ولعباده". وفي حديثه لموقع العهد تمنى دكاك أن يكون مقاتلا في صفوف المقاومة وينعم بشرف الشهادة دفاعاً عن قضية نبيلة كما يفعل حزب الله اليوم في سوريا.
الفنان بسام دكاك
ويخاطب دكاك جمهور المقاومة بالقول: "أنتم أخوتي ونور عيني وأنتم من أعطانا ولا يزال الأمل والدافع لكي نستمر بقوة وإرادة وإصرار حين أثبتم بقتالكم النبيل أنكم موجودون ومتشبثون بأرضكم الباقية، وأن الاحتلال إلى زوال بدون أدنى شك".