ارشيف من :آراء وتحليلات

أين تكمن أهمية وصول الحشد الشعبي الى الحدود العراقية - السورية؟

أين تكمن أهمية وصول الحشد الشعبي الى الحدود العراقية - السورية؟

قد يكون للحراك الميداني والعسكري الذي يجري الان في شمال غرب العراق، ما بين شمال غرب نينوى حتى الحدود مع سوريا حيث تخسر داعش سيطرتها تدريجيا لصالح الحشد الشعبي العراقي، وما بين مدينة سنجار التي تمثل النقطة الاقوى لتمركز وانتشار البشمركة في تلك المنطقة الاستراتيجية بين الشمالين السوري والعراقي، التأثير الأكبر في الحرب التي يخوضها الجميع (مبدئيا) ضد داعش، ونقول "الجميع مبدئيا" اذا ما حسبنا ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية صادق في ذلك، وهذا يحتاج الى الكثير من التدقيق والمتابعة للتأكد .

أين تكمن أهمية وصول الحشد الشعبي الى الحدود العراقية - السورية؟


لا شك ان ما حققه الحشد الشعبي العراقي مؤخرا في تحريره ناحية القيروان وامتدادا الى الخط الشمالي لنينوى كاملا حتى بلدة "ام جريص" على الحدود العراقية السورية، يتجاوز فعلياً ما يمثله للوهلة الاولى هذا الانجاز، في السيطرة على مواقع داعش في تلك المنطقة، وفي الوصول الى الحدود العراقية السورية على امتداد ريفي الحسكة والشدادة في سوريا، حيث السيطرة تقريبا هي لقوات سوريا الديمقراطية. ويمكن تلخيص الاهمية الكبرى لسيطرة الحشد الشعبي الاخيرة بالتالي :
ميدانياً
- تؤمن التفافاً ميدانيا من الشمال والشمال الغربي على ما تبقى من مواقع لداعش في شمال نينوى، وتضيق الخناق على تلك المواقع في البعاج والبادي.
- تؤمن قاعدة انطلاق عسكرية وميدانية تؤسس لمناورة الفصل الكامل بين مواقع داعش في كل من سوريا والعراق، انطلاقا من ام جريص وباتجاه الجنوب على امتداد الحدود حتى آخر نقطة لغرب الانبار في مدينة القائم على الفرات.
- تُقفل نهائيا - وبعد اكتمال سيطرة الوحدات العراقية في الموصل ومحيطها - الارتباط والتواصل الميداني لداعش بين نقاطه الحيوية في ارياف الرقة ودير الزور مع وسط وشمال نينوى، وامتدادا الى تلعفر والموصل والحويجة جنوب كركوك، والذي كان يعتبر ارتباطا استراتيجيا لداعش، يتجاوز عبره غرب ووسط الانبار ومحاور محيطي نهر الفرات ونهر دجلة البعيدة جغرافيا والصعبة ميدانيا وعسكريا.
- تساهم مع اية مناورة مرتقبة للجيش العراقي من وسط الانبار انطلاقا من حديثة غرب الرمادي، في تحقيق الالتفاف والضغط على وحدات التنظيم، واكمال فكي الكماشة عند مهاجمته النهائية قرب مدينة القائم ومحيطها.

استراتيجيا
- تؤمن اختراقا حساسا في عمق انتشار داعش بين العراق وسوريا، وبالتالي تشكل النقطة الاستراتيجية الرابحة في المعركة الواسعة ضد التنظيم، حيث كان دائما يستفيد الاخير من التواصل والارتباط بين البلدين.
-  تفتح مجالا واسعا للتنسيق المباشرمع الجيش العربي السوري:
أولا: من الناحية الميدانية في تضييق المسافة الجغرافية الفاصلة بين الجيش العراقي والحشد الشعبي من جهة وبين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة اخرى.
وثانيا: من الناحية العسكرية في خلق امكانية اوسع للاستفادة المتبادلة من الدعم والمساندة الجوية ومن الدعم المدفعي والصاروخي، وحتى من الدعم المتبادل بالوحدات الخاصة المجوقلة او المُنزلة من الطوافات .
ـ تزيد من الضغط العسكري الكبير على وحدات داعش، حيث عليه مواجهة التقدم الصاعق للحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية في نفس الوقت مع مواجهاته المفتوحة والواسعة والمتزامنة مع بعضها حاليا، في كل من الموصل وعمق نينوى والانبار في العراق من جهة، ودير الزور وشرق تدمر وشرق حمص وجنوب شرق حلب في مسكنة في سوريا من جهة اخرى.

أين تكمن أهمية وصول الحشد الشعبي الى الحدود العراقية - السورية؟


ـ  تؤمن فصلا كاملا بين ما تبقى من اماكن انتشار داعش في نينوى والانبار وبين اماكن سيطرة البشمركة شمال العراق، وحيث كانت الاخيرة تشكل ثغرة غامضة ونقطة مشبوهة في حصول داعش عبرها على دعم لوجستي في الاسلحة والعتاد، وايضا في مرور مقاتليه الى سوريا او الى اوروبا عبر تركيا، دخولا أو خروجاً.
واخيرا، قد تكون النقطة الأكثر استراتيجية والتي حققها الحشد الشعبي العراقي في سيطرته الاخيرة شمال غرب نينوى ووصوله الى الحدود العراقية - السورية، انها تنزع من الاميركيين اية امكانية لعرقلة اكمال الارتباط الميداني والعسكري بين العراق وسوريا، وذلك في اختيار مناورة مهاجمة مواقع تسيطر عليها داعش بالكامل، وحيث لا وجود لاية مجموعات اخرى لها صفة معارضة سورية من التي تحظى بدعم اميركي لاستغلالها، كما حصل في اعاقة وصول الجيش العربي السوري وحلفائه (حتى الان) الى معبر التنف على الحدود مع العراق، تبقى الخشية دائما من المناورات الاميركية الخفية والتي ربما ستعرقل تحرير الحدود العراقية - السورية من داعش الان، طبعا بانتظار مخطط آخر من ضمن مخططاتها الجهنمية.

 

2017-05-31