ارشيف من :ترجمات ودراسات

الانقلاب الفوقي الأميركي

 الانقلاب الفوقي الأميركي

تقديم وترجمة: جورج حداد

في الولايات المتحدة الاميركية خطان فاصلان رئيسيان يميزان الحياة السياسية فيها:
الاول ـ خط آلية الحزبين الرئيسيين الحاكمين اللذين يبدوان كتوأمين، تذوب فيهما فكرة الموالاة والمعارضة، وفكرة السلطة والنظام، وفكرة التغيير الاجتماعي، وفكرة الثورة... الخ
والثاني ـ وجود تيارين سياسيين اميركيين، يتجاوزان آلية نظام الحزبين، وهما: التيار الانعزالي الذي يطالب بحصر اهتمامات اميركا بشؤونها الداخلية والقارية (الاهتمام بالسيطرة على اميركا الجنوبية/اللاتينية)؛ والتيار الكوسموبوليتي (العالمي) الذي يطالب باهتمام اميركا بجميع الشؤون العالمية، وبالسيطرة الأميركية على الكرة الأرضية.  
ولا شك أن في أميركا انقسامات عديدة أخرى نشير إلى أهمها: التمييز العنصري ضدَّ السود، الانقسام بين اليهود والبروتستانت (من جهة) والكاثوليك (من جهة ثانية)، اليانكي (البيض من اصول أوروبية الناطقين باللغة الانجليزية) والهسبانو (السمر من أصول اميركية لاتينية الناطقين باللغة الاسبانية)، بين "الاميركيين" واللاجئين الشرعيين وغير الشرعيين، الازمة المالية والدين العام الذي لا يجعل اميركا أغنى دولة في العالم فحسب، بل واكبر دولة مدينة في العالم (كمبلغ إجمالي يتجاوز عشرين تريليون دولار، وعلى اساس الفرد من السكان) بين العاطلين عن العمل والفقراء والمشردين وذوي العاهات الدائمة نتيجة الحروب الدائمة التي تخوضها اميركا.. الخ.
 ولكن جميع الانقسامات الاخرى "تذوب" في الخطين الفاصلين الاوليين اللذين ذكرناهما وهما: آلية الحزبين الكبيرين وآلية الشوفينية والكوسموبوليتية، ما يجعل اميركا اشبه شيء ببرميل بارود يحتاج الى شرارة واحدة كي ينفجر.
وجاء انتخاب دونالد ترامب من خارج الخطين الفاصلين الاوليين في اميركا ليكشف الغطاء تماما عن برميل البارود الاميركي. اي ليكشف جميع التناقضات الاميركية الداخلية وجميع تناقضاتها مع العالم.  
والان اكثر من اي وقت مضى، من الضروري ان نفهم طبيعة هذا الانقلاب الفوقي في اميركا، كشرط لنفهم طبيعة ما سيجري بعد الان في اميركا ومع اميركا.

 الانقلاب الفوقي الأميركي

 

وفيما يلي مقالة هامة نشرتها مجلة Dissent الاميركية اليسارية بالعنوان التالي:

حزب المحطـِّمين: كيف تغلَّبَ ديماغوجيو اقصى اليمين على آلية نظام الحزبين الكبيرين

كاتبة المقالة هي: اليزابيث تاندي*
(*أستاذة مساعدة في التاريخ في جامعة لويولا في شيكاغو. مؤلفة كتاب "حزام الرأسمالية: طائر الفينيق والتحول في السياسة الاميركية" (منشورات جامعة بنسلفانيا، 2015)، وهي تنجز حاليا كتابا حول تاريخ صناعة القروض الطلابية، تحت عنوان "الطلاب المقيَّدون".

دونالد ترامب يأخذ المنصة في "مؤتمر العمل السياسي المحافظ"(24 شباط 2017)

إن ميكام (1924 ـ 2008) وترامب لديهما الكثير من القواسم المشتركة، أكثر من ازدراء الصحفيين والميل للخلط بين أعمالهما في "البيزنس" والسياسة.
" كل صحيفة يومية في الولاية أيدت مرشحا مختلفا الى جانبي. لقد احتاجوا لبعض الوقت كي يعتادوا على فكرة انني انا كنت خيار الشعب"؛ يمكن للمرء أن يتصور أن دونالد ترامب قال ذلك أثناء أحد خطاباته ضد الصحافة، أو حينما كان يؤكد انه اذا لم يدلُ "غير الشرعيين" بأصواتهم، فإنه سيكون كسب التصويت الشعبي.
 ولكن هذه الكلمات تعود فعلا إلى حاكم ولاية اريزونا السابق ايفان ميكام (1924 ـ 2008)  الذي خدم مدة خمسة عشر شهرا فقط قبل قيام مجلس الشيوخ في الولاية بإبعاده عن منصبه في عام 1988 بسبب الاستخدام المشكوك فيه لمساهمات الحملة، وتحويل الأموال العامة إلى تجارته في السيارات، وعرقلة العدالة.
ولدى ميكام وترامب الكثير من الصفات المشتركة على صعيد ازدراء الصحفيين والخلط بين البيزنس الخاص بهما والسياسة.
وقد حير الاثنان الناخبين، ووسائل الاعلام، والسياسيين السائدين حول مما اذا كانا حقا من المحافظين. ميكام وترامب، واتباعهما، كانوا ولا يزالون بشكل لا يقبل التأويل جزءا من اليمين الاميركي. ولكن بالرغم من ادعائهما بانهما من المحافظين ـ ميكام كان يردد ذلك باستمرار اما ترامب فمن حين الى حين ـ فإن هذه الدونكيخوتية والتفكير التآمري، وفي الاغلب الخطاب العنصري من قبلهما، كان في اكثر الاحيان يتعارض مع السياسة المحافظة، حتى وهو يثير قطاعا كبيرا من ناخبي الطبقة الوسطى البيض.
منذ اواسط القرن العشرين، فإن ممارسي المكر الترامبي من الجناح اليميني للشعبوية وضعوا الحزب الجمهوري امام معضلة خاصة.
ان القادة المحافظين يحتاجون الى اصوات انصارهم من اجل تقديم برامج محافظة. ولكن، خلافا للجناح اليميني الشعبوي، كان المحافظون الايديولوجيون اقل راحة في الادلاء بتصريحات صارخة، عنصرية، جنسية وعنفية من اجل كسب اصوات الناخبين.

الانقلاب الفوقي الاميركي

إن الخطاب الملتهب يبدو متعارضا مع الاسلوب الذي تستخدمه الحركة المحافظة الحديثة، والذي يبدو اكثر تهذيبا وذا لون مموه ظاهريا من اجل تقديم اجندتها.  
ان انتزاع الشعبويين لحقيبة المطالب (غالبا المتنافسة) وبالتالي لم تكن دائما قريبة من برنامج الحزب الجمهوري، الذي يميل لتفضيل رغبات قادة الحركة، وليس قاعدتهم البيضاء في الضواحي.
ومع انه من الصعب ان نفهم هل ان الجناح الايمن من الشعبويين أمثال ترامب وميكام هم جزء من الحركة المحافظة الأميركية الحديثة، كما لا يمكن وصفهم بأنهم محافظون تقليديون بوركينيون (نسبة الى المفكر الايرلندي المحافظ ادموند بوركي الذي عاش في القرن الثامن عشر). وفي نهاية المطاف فإن ادموند بوركي وتلامذته عارضوا التغيير السريع سواء عبر السوق او الجمهور.
ويعبر بوركي عن خشيته ان التصنيع يمكن ان يجعل الدولة "لا شيء اهم من عقد شراكة بين تجارة الفلفل والبن، قماش الكايكوت والتبغ، او اي شيء اخر اقل اهمية". ولكن ترامب، ابن البنّاء، يحتضن دعم الدولة للبيزنس، ويزدري ضبط النفس البراغماتي الذي يقيّمه بوركي.  
والرئيس ترامب بصعوبة يقيم الاعتبار للنظام الدستوري، الذي وضعه مؤسسو الجمهورية في مكانه من أجل الحماية من التغير الكيفي والحد من تسلط الاكثرية. ولا يزال النظام الحالي لاجراء الكشوفات والتوازنات يجعل إجراء أي تعديل دستوري أو حتى وضع قانون رئيسي عملية بطيئة ومؤلمة. ولكن وعود ترامب بإلغاء واستبدال "أوباماكير" (نظام الضمان الذي وضعه اوباما) فورا، وبناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك، وتقييد الهجرة بشكل دراماتيكي كبير يشير إلى أنه إما لا يعرف شيئا عن الفيدرالية أو حقا لا تهمه.  
لقد ابتدع المحافظون الأميركيون حركة كبيرة وقوية مبنية على التقديس لتلك الكشوفات والتوازنات، ولا سيما حقوق الولايات.
ومع ذلك، لم يكن بإمكانهم أن يفعلوا ذلك لو بقوا مخلصين للشك البوركوي بالبيزنس والنفور من الخطاب المناهض للمؤسسات. وقد شكل المعارضون بشدة للسياسة الجديدة تحالفا اعتبروه في نهاية المطاف تحالفا محافظا. وهذه المبادرة النخبوية الحاسمة رفضت الليبرالية، بدعمها للسلطة الاتحادية، والنقابات، وبرامج الاستحقاق، والمزيد من مشاركة المواطنين في الحكومة. ولكن المحافظين بالكاد يمكن اعتبارهم معادين بخفة للاحصاءات. ففي حين أنها قد عارضت الحكومة الكبيرة خطابيا، فقد أخفت الرغبة في إعادة توجيه سلطة الدولة لخدمة 1 في المئة، بدلا من إلغائها تماما. على سبيل المثال، فإن باري غولدووتر، وهو بطل اليمين كسيناتور من ولاية أريزونا ومن ثم مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 1964، اعلن أنه يؤيد تحرير الأسواق لرفع الانظمة المرهقة وإنهاء التهديدات للحرية الفردية. لكن تعريفه للمؤسسة الحرة تضمن دعما كبيرا من الدولة للبحبوحة الصناعية (وليس الاجتماعية) من خلال عقود فدرالية سخية، وتقييد سلطة النقابات، وتخفيض الضرائب على الصناعة، والتعويض عنها برفع الضرائب على أصحاب العقارات والمستهلكين.
ان غولدووتر، ريغان، وغيرهما من السياسيين المحافظين كانوا يعرفون أنهم بحاجة إلى دعم من قبل الجناح اليميني للشعبويين، الذين لم يكونوا يرتاحون اليهم ابدا. وخلال الخمسينيات من القرن الماضي، فإن عددا من الشخصيات اليمينية البارزة اختلفوا حول ما يجب فعله مع جمعية جون بيرش، التي اسسها صانع الحلوى المتقاعد روبرت دبليو. ويلش الابن، لفضح والإطاحة بـ "زمرة من الدوليين واصحاب البنوك الجشعين والسياسيين الفاسدين" الذين كانوا حريصين على "خيانة سيادة البلاد وتسليمها الى الامم المتحدة من اجل اقامة نظام عالمى جماعي جديد". وقد استطاعت جمعية بيرتش ان تجمع كيفما كان ما بين 60 ألفا الى 100 ألف عضو في ذروتها في الستينيات من القرن العشرين، واتخذت لنفسها صفة "الجمعية المحافظة"، فقط من اجل أن يشرف عليها  ويليام ف. باكلي الابن، محرر مجلة "ناشيونال ريفيو"، ويسخرهم كمتطرفين في مؤامرة دونكيخوتية بنظريات سخيفة مثل نظريات ترامب. ومع ذلك، فإن غالبية نشطاء جمعية بيرش عملوا بجد من أجل ترشيح غولدووتر. اما هو فدافع ضمنا عن الجمعية في خطاب قبوله، عندما قال جملته الشهيرة "التطرف في الدفاع عن الحرية ليس عيبا".
ربما كان الجناح اليميني للشعبويين يشكل جزءا رئيسيا من قاعدة الحزب الجمهوري بعد سنة 1964 ولكن سياستهم كانت تميل لان تكون عنيدة ونزوية مثل ترامب. ان الصحفي اندرو كوبكيند، مع عدد قليل من المعلقين السياسيين في ذلك الوقت، وصف الشعبويين اليمينيين بأنهم "فرانكشتاين الذي لم يعد يزايد عليهم" في الحركة المحافظة. وقد حققوا نجاحا كبيرا عندما حولوا الحركة الى حركة الحكومة من دون حكومة، ووجهوا عبارات السوق الحرة ضد قيادتهم. ولقد انقض المتمردون على الديمقراطيينن الليبراليين بقدر ما انقضوا على قادة الحزب  الجمهوري، الذين اعتبرهم المرتدون اليمينيون انهم خانوا نواة القيم الاساسية للحركة، وهي القيم المتمثلة في الحرية والديمقراطية والمشاريع الحرة. وعلى الصعيد المحلي وعلى مستوى الولايات، اقترع جمهور المتمردين لصالح مشاريع البنية التحتية، والتخفيضات الضريبية للشركات، وتشريعات الحقوق المدنية، مهما كانت عديمة الفائدة. كما ازدحم المتمردون في قاعة  الاجتماعات في المدينة للمطالبة بخفض المساعدات الاجتماعية، وإلغاء ضريبة الأملاك لأصحاب المنازل، واصدار قوانين ضد الفحش، ولحماية الحرية الدينية.

 الانقلاب الفوقي الأميركي
 

 

الانقلاب الفوقي الاميركي

عندما كانوا يهرولون نحو العمل، مثل ترامب في عام 2016، كانوا يصدمون النقاد ومستطلعي الرأي من خلال الأداء الجيد، وفي بعض الأحيان الفوز في كلتي الانتخابات التمهيدية ضمن التيار الجمهوري والانتخابات العامة.
وكان ايفان ميكام أنجح الشخصيات في هذه الفئة. وكان من ابرز الشخصيات في الجيل الذي ايد غولدووتر من الجمهورين عام 1962، ولكن المراتب الحزبية العليا اختارت الموالي ريتشارد نيكسون ليشغل المقعد الثاني للولاية في مجلس الشيوخ.
واعتبر ميكام نفسه انه لا يقف "بين الجمهوريين والديموقراطيين" الذين كان يرى انهم يملكون برامج قلما تختلف فيما بينها، بل يقف "بين الذين يحثون عن تحقيق مزيد من التقدم نحو الاشتراكية، والذين يؤمنون بالحفاظ الابداعي على الدستور الاميركي" الذي يرتكز على "كرامة المواطن الفرد". وهو بالتأكيد بدا كمحافظ حينما دعا "الى خروج الحكومة من البيزنيس، ووقف المساعدات للدول الشيوعية وتخفيض الضرائب".
ومع ذلك، كان ميكام يهدف في الواقع الى تحقيق نوع من العقود الاتحادية، والتخفيضات الضريبية على البيزنس، والإلغاء المنظم الذي كان المحافظون يريدون استخدامه لدعم بحبوحة الشركات على حساب "دافعي الضرائب". ونادى ان البيزنس هو الاول في اجندة الاشتراكية، تماما كما ينادي برنامج الدمقراطيين. كما استهدف قيادة كل من الحزبين، مما أثار البيض، والضواحي والناخبين الاوليين، ولكنه أغضب قادة الحزب الجمهوري، الذين رفضوا مساعدته على الفوز في الانتخابات العامة. وقد خسر بهامش ضيق امام كارل هايدن، الديمقراطي الحالي الذي يشغل مقعدا في الكونغرس منذ عام 1912 حتى الان. وبعد أربعة وعشرين عاما، صدم ميكام كلا من السياسيين واستطلاعات الرأي عندما فاز بمنصب حاكم اريزونا في عام 1986 لأنه، مثل ترامب، قد ناشد الأريزونيين  الذين يعتقدون أن الأحزاب الكبرى قد خانتهم.
وفي المرحلة نفسهان استغل مشاعر مماثلة اثنان من مرشحي الرئاسة من المتمردين. ونذكر هنا السياسي الديمقراطي جورج والاس (1919 ـ 1998) حاكم ولاية ألاباما اربع مرات. فقد فشل والاس ثلاث مرات في الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي. ولكن هذا لم يمنعه ان يخوض الانتخابات الرئاسية ثلاث مرات كمستقل منذ 1968 وكان خطابه السياسي يمثل مزيجا من التعصب الاميركي وتمجيد العمل لكل انسان يعمل بجد. وقد شجب الليبراليين الذين كانوا يهزأون بالجموع الشعبية،  ودعا الى ان يقود الأمة من يخافون الله، وطالب بالتحرر من تدخل الحكومة في البيزنس والمبادرة الفردية ودعا الى تطبيق صارم للقانون والنظام. وكان والاس، مثل ميكام حينذاك وترامب الآن، يناشد الاميركيين الذين يشتركون في الاعتقاد بأنه "ليس هناك اي فرق" بين الحزبين الكبيرين اللذين هما مثل توأمين. وقد صوت حوالى 10 ملايين امريكى لصالح والاس فى عام 1968 او 13.5 فى المائة من الناخبين بما كان يكفى لتأمين اربعة وستين صوتا انتخابيا من خمس ولايات فى عمق الجنوب الاميركي مما كان كافيا لاستبعاد نجاح ريتشارد نيكسون حينذاك.
وفي عام 1992، لم يفز روس بيرو بأغلبية في أية ولاية، على الرغم من أنه حصل على 19 في المئة من مجموع الأصوات في البلاد. لكن هذا الملياردير من تكساس الذي كان يجيد الحديث المباشر كان رائدا في استخدامه لقناة التلفزيون لبث افكاره، وهو ما يذكرنا إلى حد ما كيف استخدم ترامب تويتر في العام الماضي. وقد استخدم بيرو بشكل خاص CNN التي كانت تبث الاخبار 24/24 ساعة. وكانت اجندته مزيجا من السياسة اليمينية واليسارية. وكان من الصعب التنبؤ ماذا ستكون عليه رئاسة بيرو، تماما مثل ترامب، وكان ينبغي متابعة اقوالهما، في حين كان يعتمد على دعم بعض القيادات من الحزبين الكبيرين وفي الوقت ذاته يستفيد من "اتيكيت" صفة "المحافظ".
ان هيمنة الجناح اليميني للشعبويين في الحزب الجمهوري وافشال المرشح الدمقراطي غير الكفؤ هو جزء من التقليد الطويل لليمين الاميركي. ولكن ما يميز ترامب، خلافا لميكام وامثاله، انه قد نجح دون ان يضطر ان يعلن نفسه دائما انه محافظ. وحينما كان يفعل ذلك كان يثير القادة الدمقراطيين ويزعج القادة الجمهوريين، الا انه لا يلقى اي اهتمام لدى قاعدة الحزب الجمهوري والناخبين المستقلين. وقد نجح ترامب ان يظهر كمحافظ عقائديا في ثياب شعبوية.
كما نجح ترامب في ان يبدو كديماغوجي يدافع عن مصالح البيض من خلال الاضطرابات السلطوية. والقادة الجمهوريون لن يقفوا بوجهه الان. فقط الاستياء الشعبي المنظم في اميركا هو الذي اسقط المستبدين في الماضي. وفقط النشاط التقدمي الثابت هو الذي سينجح في فعل ذلك في المستقبل.

 

2017-06-01