ارشيف من :ترجمات ودراسات
قلق ’إسرائيلي’ من احتمال حصول مواجهة مع ’حماس’ في الصيف بسبب قطر
حذرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية من أن تشكل الأزمة الكبيرة بين السعودية وقطر تداعيات على ساحة أخرى، أقرب لـكيان العدو "الإسرائيلي"، من جانب قطاع غزة المحاصر.
وتابعت الصحيفة أنه "في السنوات الأخيرة شكّلت قطر إحدى الدعامات الأخيرة لـ"حماس" في قطاع غزة، فالعلاقات بين "حماس" ومصر تعطلت بعد الانقلاب العسكري في صيف 2013، والذي أعاد الجنرالات إلى السلطة في القاهرة، وإيران قلّصت الدعم المالي لحماس (والذي تجدد قليلاً في الآونة الأخيرة)، بسبب الخلافات حول الحرب الأهلية في سوريا، وتقلّص الاهتمام التركي بغزة في أعقاب اتفاق المصالحة مع "إسرائيل" وفي ضوء المشاكل الأخيرة التي تواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في البيت ومن الخارج". بحسب الصحيفة.
وقدَّرت الصحيفة أن "مبعوث قطر الذي يمثل ظاهرًا شؤون بلاده في الضفة الغربية، كان أيضًا وسيطًا غير رسمي بين كيان العدو "الإسرائيلي" وسلطة "حماس" في جملة من القضايا، من الترتيبات غير المباشرة لإعمار القطاع بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وحتى تلمس صفقات بشأن الأسرى والمفقودين"، وأضافت:"ان قطر استضافت ليس فقط رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس"، خالد مشعل، وإنما أيضًا، المسؤول الكبير في الجناح العسكري للحركة صلاح عاروري".
وأشارت "هآرتس" إلى أن "الغضب على قطر يرتبط بمغازلتها المتواصلة للمعسكرات المعادية للسعودية، ومن بينها حركة الإخوان المسلمين، وإلى حد ما إيران. بالنسبة لمصر والسعودية، يشكل الإخوان المسلمين بؤرة خطر حقيقية. والعداء الذي تكنه مصر لـ"حماس" ينبع، أيضًا، من كونها حركة تابعة للإخوان المسلمين".
الصحيفة رأت أنه "على ضوء المشاكل التي تواجهها "حماس"، فإنَّ قرار السعي لتصعيد الأوضاع بوجه "إسرائيل" سيكون حماقةً تامة، لكن السؤال هو ما إذا كان زعيم الحركة يحيى السنوار، الرجل القوي في القطاع اليوم، وشريكه في الجناح العسكري محمد ضيف، يفكران، بالضرورة، بمصطلحات مشابهة لما يفكر فيه الجانب الإسرائيلي"، وتابعت الصحيفة بالقول إن "مفاهيم السنوار تبلورت خلال أكثر من عشرين سنة قضاها في السجون "الإسرائيلية". معرفته بالمجتمع الإسرائيلي واسعة وعميقة، لكن هذه المعرفة يرافقها العداء الإيديولوجي العميق والإيمان بقوة الكفاح المسلح"، بحسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن "تفاقم الضائقة في قطاع غزة يقلق القيادة الأمنية "الإسرائيلية"، وقد قادها خلال الأسابيع الأخيرة إلى الانشغال بإمكانية اندلاع جولة حرب أخرى في الصيف المقبل"، وتابعت "بعد ثلاث سنوات من عملية "الجرف الصامد" وفي ظروف مشابهة جدًا. لا يزال من الممكن منع المواجهة، لكن حماس بدأت باللعب بالنار: خلال الأسبوعين الأخيرين تشجع حماس التظاهرات، وبعضها عنيفة، قرب السياج الحدودي مع "إسرائيل"، بعد ان منعت خلال أشهر طويلة وبقوة كل نشاط كهذا. ويوم امس قتل شاب بنيران الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة، بعد قيام عشرات الشبان بإشعال اطارات بالقرب من السياج الحدود"،ختمت الصحيفة.