ارشيف من :نقاط على الحروف
راشد فايد ’يحلل’ أحداث إيران!!
لو كنت – لا سمح الله وبعيد الشر وأعوذ بربي تعالى - عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" – أي مستقبل؟ - الكاتب في جريدة "النهار" – هل ما زالت نهاراً؟ - راشد فايد، لكنتُ شغّلت دماغي كثيراً قبل أن أصرّح لأحد المواقع اللبنانية بما صرّحت به حول الأحداث التي حصلت صباح أمس في العاصمة الإيرانية طهران، والتي تبنى تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عنها. هذا في حال جرى تشغيل الدماغ كما يقتضي المنطق والتحليل السليم للأمور والأحداث، خالياً من تدخل العواطف أو المصالح أو الأوامر التي تفرض على صاحب الدماغ أن يتخلى عن منطقه وينصاع لما تمليه عليه جهة ممولة أو سيد مطاع، والتي تجعله وتجعل تصريحاته مضحَكة للقرّاء ويكون وإياها موضع انتقاداتهم بل وسخريتهم.
أجزم وأؤكد وأقسم اليمين أيضاً أن هذا الرجل صاحب السيرة الذاتية الحافلة التي نقرؤها في موقعه على الإنترنت، يعلم أن ما صرح به اليوم يجانب الصواب والمنطق والعقل السليم، لكن قاتل الله الضرورة ولعن الله الحاجة.
الاعتداء الإرهابي أمس على مقام الإمام الخميني قرب طهران يدفع راشد فايد للقول إنه "لم يعد للخميني من قدسية لدى الشعب الإيراني". كيف ولماذا؟ لستُ أدري. مع العلم أن الاعتداء على شخص أو مكان يزيد تعاطف محبيه له، لما في الاعتداء من مظلومية وإرهاب، فكيف لو كان المعتدى عليه مكان ضريح رجل عظيم مثل الإمام الخميني؟ ثم هل كان فايد سيقول الكلام نفسه، أو يفكر فيه دون أن يتلفظ به حتى، لو وقع اعتداء مشابه على شخص أو مكان في المملكة الوهابية أو في دولة أخرى من الدول التي تنال حبه؟
ويستبعد صاحب السيرة الصحفية العطرة أن "تكون هذه عملية إرهابية، لأن داخل إيران هناك مشاكل طائفية". بغض النظر عن فكرة أنه لو كان سبب التفجير أمراً طائفياً داخلياً فلا يشكل عملاً إرهابياً وفق منطق الاستاذ فايد، فكيف توصل لاستنتاجه المبكر سابقاً كل الأجهزة الأمنية الإيرانية المعنية، ليخرج بهذا الاستنتاج الدالّ على ذكاء فائق وبراعة في التحليل والاستنتاج؟
وزيادةً في التحليل، وبما أن الفرصة مؤاتية، وهي لا تتوفر في كل وقت، أحب فايد أن يضيف إلى تصريحه قوله: "إيران اليوم كما الاتحاد السوفياتي في السابق والستار الحديد، فليس هناك من حرية إعلامية باستثناء إعلام النظام وما يريده على غرار ديموقراطية العدو الإسرائيلي "داخل إسرائيل".. ولكن لا يحق للشعب الفلسطيني بنظرها أن يكون ديموقراطياً وحراً".
هل يتحدث راشد فايد هنا عن الجمهورية الإسلامية أو أن لا وعيه تدخل في كلامه واختلط الأمر في دماغه بين إيران ودولة أخرى؟ أغلب الظن أن هذا الذي حصل، ربما لإعجابه الشديد بالتجربة الإعلامية السعودية وحرية الإعلام وغيرها من الحريات في مملكة الرمال.
هذا بعض ما جاد به راشد فايد في تصريحه، نكتفي به لنسأله سؤالاً واحداً فقط، نتحداه أن يستعمل عقله منطقياً ليجيب عنه: ما رأيك يا صاحب السيرة الإعلامية العطرة، في كلام محمد بن سلمان من أن السعودية لن تنتظر "حتى تصبح المعركة في السعودية بل سنعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران وليس في السعودية"؟ ألا يستحق كلامه تحليلك وتفكيرك "المنطقي القعلائي"؟