ارشيف من :آراء وتحليلات

تونس تنتصر للحياد في الأزمة الخليجية

تونس تنتصر للحياد في الأزمة الخليجية

انقسم التونسيون في الأزمة الخليجية الراهنة، فمنهم من يناصر قطر ومنهم من تخندق مع السعودية والإمارات مقابل التزام أطياف عديدة بالحياد تجاه طرفي الصراع. و+ينتمي المناصرون لقطر إلى التيار الإخواني في أغلبهم بالإضافة إلى الرئيس المؤقت السابق المنصف المرزوقي، فيما تخندق مع السعودية والإمارات صنفان أحدهما هو الطرف المعارض لسياسات حركة النهضة المدعومة قطريا ومقربون من الإمارات ينتفعون منها ويتماهون مع سياساتها.

تونس تنتصر للحياد في الأزمة الخليجية

 


أما المحايدون فإنهم في عمومهم من أبناء التيار الدستوري الذي حكم البلاد طيلة عقود تلت استقلال البلاد، والمتأثر بثوابت الديبلوماسية التونسية التي أرسى دعائمها الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وتقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم القبول بالتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي التونسي. كما تقوم ثوابت الديبلوماسية التونسية قبل صعود حركة النهضة والمرزوقي إلى سدة الحكم قبل ست سنوات على عدم الاصطفاف مع اي طرف في صراعات المحاور الإقليمية والدولية مع السعي إلى فض النزاعات بالطرق السلمية.


الموقف الرسمي
وبخلاف مصر والأردن وفريق طبرق في ليبيا ودول أخرى، كان بيان الخارجية التونسية محايدا يدعو لتغليب منطق الحوار بين الأشقاء، منتصرا لثوابت الديبلوماسية التونسية قبل الثورة. إذ يبدو ان الخضراء لم ترضخ لضغوط الطرفين التي مورست عليها، و فكرت في المصلحة الوطنية بداية وهي وجود جاليات تونسية تعمل في هذه الأقطار الخليجية ومصالحها كانت فوق كل اعتبار.
ويرى محللون أن منح الدستور التونسي الجديد لصلاحية وضع الخطوط الكبرى للسياسة الخارجية لرئيس الجمهورية مكن الباجي قائد السبسي الذي كان وزير خارجية بورقيبة من الانتصار لخط دولة الاستقلال وذلك على حساب حلفائه في الحكم أي حركة النهضة المقربة من قطر. وبالتالي فإن هذا الموقف الرسمي التونسي لم يلق التأييد سواء من أنصار قطر أو من أنصار السعودية والإمارات في الداخل التونسي.


قرار سليم
وفي هذا الإطار يرى ماجد البرهومي رئيس المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق في حديثه للعهد الإخباري أن "الموقف الرسمي التونسي بشأن الخلاف الخليجي الخليجي والذي يلتزم الحياد هو موقف سليم مائة بالمائة لعدة أسباب منها أن لنا جاليات وعمالا في هذه الدول ووجب التفكير فيها جميعا وعدم الإضرار بأي منها إذا تم اتخاذ موقف مناصر لطرف على حساب طرف آخر. ومنها أيضا أن الفرقاء سيتصالحون إن عاجلا أم آجلا وهم أقرب لبعضهم البعض منا جميعا وسنكون في وضعية محرجة في حال الانتصار لطرف على حساب طرف".
ويختم الناشط الحقوقي والسياسي التونسي بالقول: "الأهم من كل هذا أننا انتصرنا لقناعاتنا السياسية ولثوابت ديبلوماسيتنا التي رسخ دعائمها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم القبول بالتدخل في شؤوننا. ولقد حدنا على هذه المبادئ فقط حين مسكت النهضة بزمام الامور مع المنصف المرزوقي حيث تم اقحامنا في لعبة المحاور والصراعات الاقليمية وفي معارك لا ناقة ولا جمل لنا فيها فخسرنا الأشقاء والأصدقاء".

 

2017-06-08