في تطور جديد واستثنائي، يشير إلى المدى الذي باتت تتجرأ فيه إسرائيل، في ظل ابتعاد العرب وحكامهم عن قضية فلسطين، أكدت "تل أبيب" على لسان رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، أن لا حاجة بعد الآن لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الوكالة الأممية التي تذكر بقضية الفلسطينيين وشتاتهم ولجوئهم بعيدا عن أرضهم، هي الأخرى جهة تحريض ضد إسرائيل، كما يرى نتنياهو، وآن الأوان لتفكيكها وانهائها.

وأضاف نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، أنه "يجب على الأمم المتحدة أن تدرس جدوى استمرار بقاء وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا، وانا قلت للسفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، الأسبوع الماضي (خلال لقائه بها في إسرائيل) أنه حان الوقت لأن تدرس الأمم المتحدة جدوى بقاء هذه الوكالة".

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة

أما تفنيد الاسباب والدوافع، فقال نتنياهو أنه منذ الحرب العالمية الثانية، هناك عشرات الملايين من اللاجئين، الذين تهتم بهم الوكالات التابعة للأمم المتحدة حول العالم، بينما يوجد للفلسطينيين الذين تم توطين الأغلبية الساحقة منهم، مفوضية لاجئين خاصة بهم، وهي الأونروا التي يمارس في مؤسساتها تحريضًا واسع النطاق ضد الإسرائيليين.. هذه الوكالة تخلد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ولا تحلّها، لذا ينبغي تفكيكها ودمج أجزائها بالوكالات الأخرى، التابعة للأمم المتحدة".

وكانت بيان للأونروا أشار إلى أنها اكتشفت في الأسبوع الماضي، نفقا يمر أسفل مدرستين تابعتين لها في قطاع غزة، الأمر الذي استغله نتنياهو أمس السبت، ليحرّض على الفلسطينيين، وقال “حماس تستخدم أطفال المدارس كدروع بشرية. هذا العدو الذي نحاربه منذ سنوات يرتكب جريمة حرب مزدوجة: يهاجم عمدا مدنيين أبرياء، ويختبئ أيضا وراء الأطفال”.

رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو

من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الأونروا، كريستوفر غونيس، ردا على كلام نتنياهو، أنه لا يمكن تقرير مصير الوكالة بشكل أحادي الجانب، وأضاف أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت في كانون أول/يناير الماضي، تمديد تفويض الأونروا ثلاث سنوات إضافية، وهي وحدها التي تملك صلاحية اغلاق الوكالة".

وأضاف غونيس أن “وضع اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يتم حلّه في إطار حل سياسي للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. وحان الوقت لتحرك سياسي لحل هذه الأزمة، التي طال أمدها”.