ارشيف من :آراء وتحليلات

بعد تونس..الجزائر و المغرب محايدان في أزمة الخليج

بعد تونس..الجزائر و المغرب محايدان في أزمة الخليج

على غرار جيرانهم التونسيين التزم الجزائريون الحياد في الأزمة الخليجية الحالية و لم يصطفوا مع طرف على حساب طرف على غرار مصر والأردن وليبيا طبرق، و ذلك بالرغم من التعاطف المعلن والخفي لإخوان الجزائر مع قطر. والحقيقة أن هذا الموقف للديبلوماسية الجزائرية متوقع و لم يفاجئ المراقبين والمختصين في الشؤون المغاربية.

بعد تونس..الجزائر و المغرب محايدان في أزمة الخليج


فما عرف عن الديبلوماسية الجزائرية منذ استقلال بلد المليون شهيد هو الجنوح إلى السلم و تغليب الحوار وعدم الإنخراط في الصراعات الإقليمية و الدولية. كما لعبت الجزائر دور الوسيط المحايد في كثير من الأزمات ونجحت في تطويقها ونالت ثقة الأطراف المتصارعة والأمثلة عديدة في هذا الإطار خصوصا زمن الراحل هواري بومدين ووزير خارجيته عبد العزيز بوتفليقة وحتى لاحقا مع الشاذلي بن جديد.


تنسيق مستمر
و قد لا يستغرب المتابع للشؤون المغاربية من التطابق في الموقفين التونسي و الجزائري باعتبار التنسيق المستمر بين الطرفين في السياسات الخارجية و فيما يتعلق أيضا بما يسمى "الحرب على الإرهاب". و قد كان البلدان يشكلان في السابق مع ليبيا قبل دخولها مرحلة الفوضى "الخلاقة" محورا ثلاثيا مغاربيا حقيقيا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والتنسيق الأمني.
ويفسر مراقبون هذه الرغبة الجزائرية في التنسيق المستمر مع جارتيها الشرقيتين ديبلومسيا وأمنيا، إلى الشعور بوحدة المصير و بالإنتماء إلى ذات الفضاء الجغرافي المترابط أمنيا وأيضا قبليا وعرقيا إلى حد يصعب معه تمييز ساكنة هذا القطر عن ذاك خصوصا في المناطق الحدودية. كما تفسر هذه الرغبة الجزائرية في التقرب من الجارتين من خلال الديبلوماسية الناعمة بالرغبة في ممارسة الضغوط على المغرب في ملف الصحراء الغربية من خلال عزله عن محيطه الإقليمي المغاربي بكسب التونسيين والليبيين على حد سواء.

بعد تونس..الجزائر و المغرب محايدان في أزمة الخليج
موقف الجزائر هو تغليب الحوار وعدم الإنخراط في الصراعات الإقليمية و الدولية


مفاجأة مغربية
لقد فاجأ المغرب المراقبين بالتزام الحياد أيضا في هذه الأزمة الخليجية على غرار تونس والجزائر وأعلن عن استعداده للوساطة لحل الخلاف. فقد عرف عن المغرب تماهيه مع السياسات السعودية وتغريده في أغلب الأحيان خارج السرب المغاربي في أغلب القضايا العربية وهو ما جلب له دعما سعوديا منقطع النظير في قضية الصحراء الغربية.
ويفسر البعض هذا الموقف المغربي بوجود جاليات مغربية لدى طرفي الصراع اقتضى وجودها أن يفكر المخزن (المؤسسة الملكية) في مصالحها وعدم التهور بالتخندق مع طرف على حساب طرف. كما يفسر البعض هذا الموقف المغربي بوجود استثمارات ضخمة سعودية وإماراتية و قطرية في المغرب  تجعل من الحياد أفضل السبل للإبقاء عليها و عدم تحويل وجهتها إلى بلدان أخرى منافسة للرباط على مستوى استقطاب الإستثمارات الخارجية.

 

2017-06-12