ارشيف من :ترجمات ودراسات

إعلام العدو: هكذا تستعد ’حماس’ للحرب المقبلة‎

إعلام العدو: هكذا تستعد ’حماس’ للحرب المقبلة‎

بعد أيام على قرار كيان العدو الصهيوني تخفيض ساعات التغذية الكهربائية في قطاع غزة ومع تفاقم أزمة الكهرباء في القطاع، توقعت جهات "إسرائيلية" حصول مواجهة عسكرية بين العدو وغزة، خاصة في ظل تعاظم قدرات المقاومة الفلسطينية.

وفي هذا السياق، كتب موقع "nrg" العبري، مقالاً تحدث فيه عن كيفية استعداد حركة "حماس" للحرب المقبلة.

وطرح تساؤلات أبرزها "هل أن حماس لا تزال تلملم جراحها بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة أو ما يُعرف بعملية "الجرف الصامد"، أو أنها حسّنت قوتها العسكرية في سنوات التهدئة؟".

إعلام العدو: هكذا تستعد ’حماس’ للحرب المقبلة‎

واضاف ان جنود الاحتلال يتحدثون بثقة كاملة عن "هدوء نسبي في المنطقة الجنوبية"، لكنهم يدركون أن هناك نشاطات متواصلة فوق وتحت سطح الأرض"، مشيرًا إلى أن "معظم الخبراء المختصين بالشؤون الأمنية يتفقون بأن قوة "حماس" تعاظمت، ونجحت ببناء صناعة عسكرية حقيقية تؤمن لها صواريخ أقوى وأدق وأفضل، تحضيرًا لجولة جديدة من القتال مع الجيش الإسرائيلي".

ولفت الموقع إلى أن "المؤسسة الأمنية تنظر إلى قطاع غزة باعتباره قابلاً للانفجار"، إذ تشير تقديرات "قيادة المنطقة الجنوبية وهيئة الأركان" إلى ان "حماس كونَّت عوامل ردع قوية منذ عملية "الجرف الصامد"، على الرغم من انخفاض عدد إطلاق الصواريخ أو العمليات على السياج قياساً بالسنوات الماضية".

وبحسب الموقع، فإن "محاولة تصنيع صواريخ خاصة لمديات قصيرة وخارج قدرة اعتراض منظومة "القبة الحديدية"، وحفر الأنفاق نحو الأراضي المحتلة هما الأمران اللذان ترتكز عليها "حماس"، إذ تنفذ تجارب يومية وتعمل لساعات طويلة تحت الأرض لتعزيز تحصيناتها هناك". ونقل الموقع عن مصادر أمنية ان "مبالغ مالية ضخمة وموارد مدنية تُستثمر للإرهاب في قطاع غزة"، على حد زعمه.

ورأى المحاضر في القسم الشؤون العربية في جامعة "بار إيلان" وعضو أبحاث في مركز بيغن-السادات للأبحاث الإستراتيجية الدكتور مردخاي كيدار، أن "حماس تركز في عملها على مجالين في قطاع غزة : الأول هو "التعاظم العسكري الذي يترافق مع اجراء أبحاث وتصنيع أسلحة متطورة، إذ دخلت حماس في مجال صناعة الطائرات بدون طيار وقامت بتصنيعها لجولة القتال المقبلة".

الجانب الثاني بحسب كيدار، هو "تطوير صواريخ دقيقة قادرة على حمل أكبر والتحليق لمسافات أطول. إضافة إلى ذلك، قامت "حماس" ببناء أنفاق عميقة جداً وباطون سميك كي تستطيع التعامل مع الأسلحة الجديدة الموجودة بحوزة الجيش الإسرائيلي". وقال:"حماس بنت قوتها العسكرية ولم تبق هادئة".

وتابع الموقع قائلاً إن:"منطقة غزة لها تعقيداتها الخاصة وهي مشحونة بالتهديدات الإرهابية، وعندما تعمل حماس على التقدم في بناء قوتها، فمن الواضح أنها تحتاج إلى يوم واحد لاستخدام هذه القوة".

من جهته، رأى الدكتور آيال زيسر، أن "حماس" تستغل الوقت لتجنيد عناصر وقوات أكثر لصالحها وتدريب هذه القوة بحسب قدرتها"، مضيفا أن "حماس أدركت بعد المواجهات في عملية "الجرف الصامد" أن عليها التدرب أكثر وزيادة قدراتها القتالية، لذلك انشغل عناصرها منذ ذلك الحين بتدريب المقاتلين في الميدان، وقاموا بتجنيد العناصر وأخضعوهم لتدريبات عسكرية كي يتمكنوا في المواجهة المقبلة من التعامل بشكل أفضل مع الجيش "الإسرائيلي".

وأضاف زيسر أنه "على الرغم من الصعوبات، فقد استوردت حماس كثيرًا من السلاح إلى القطاع. ونجحت بإدخال صواريخ وأسلحة أخرى. وحسّنت بشكل جوهري قدرتها المستقلة لتصنيع السلاح وذلك عبر بناء صناعة تشمل مختبرات أبحاث، مصانع لتصنيع ذاتي لسلاح جيد. وكان لدى حماس الوقت لفحص تطويراتها ونشر السلاح، معتبرًا أن "حماس استفادت من التهدئة كما عملت "إسرائيل"".
واشار الموقع إلى ان جيش الاحتلال حاول تحسين قدراته الجوية لمواجهة الأنفاق، إذ تم كشف عدة أنفاق "إرهابية" بفضل نشاطات مبادرة والمعلومات، وفي هذه الأسابيع تعمل عشرات الآليات الهندسية على السياج في بناء عائق ضد الأنفاق".
وزعم رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي السابق في شعبة التخطيط "الإسرائيلية" العميد احتياط شلومو باروم، أن "حماس لم تنجح باسترجاع القوة التي كانت لديها قبل المواجهات في عملية "الجرف الصامد"، لكنها حسّنت قدرة التصنيع الذاتي". واضاف ان"حماس تواجه اليوم مشكلة إمداد صعبة. المصريون يعملون بقوة على حدود القطاع ويمنعونها من إمكانية التجهز من الخارج بأسلحة نوعية كما كان الوضع عليه قبل عملية "الجرف الصامد". مع ذلك، وبسبب الوضع استثمرت "حماس" كثيراً في الأبحاث وتصنيع ذاتي للسلاح، لذلك تستطيع لوحدها صناعة صواريخ أقوى وأدق".
وأضاف باروم أنه "بشكل مشابه حسّنت "حماس" قدراتها الدفاعية وقامت ببناء شبكة متشعبة من الأنفاق الدفاعية تحت كل أراضي قطاع غزة، لمواجهة "إسرائيل" في حال حاول جيشها احتلال القطاع". وأشار إلى أن "حماس لم تحفر أنفاقاً هجومية خلف الحدود كما يدعي كثيرون في "إسرائيل". ليس لدى "حماس" مصلحة بحفر أنفاق هجومية لأن هناك احتمالًا كبيرًا بأن يتم كشفها. لذلك تعتمد "حماس" أسلوب حفر أنفاق حتى حدود القطاع وليس أكثر من ذلك".
ويعتقد باروم أنه "على الرغم من ذلك، فإن "حماس" ستهجم فقط في حال لم يكن لديها خيار"، مشيراً إلى أنه "في حال هاجمت حماس في الصيف، فإن هذا سيكون كرد فعل على الصعوبات التي تواجهها لإطعام سكان القطاع، والنقص في الكهرباء والإنتقادات الداخلية لها من قبل سكان غزة". حسب تعبيره.

 

2017-06-14