ارشيف من :آراء وتحليلات

’العربية’ تقحم شكري بلعيد في خلافها مع قطر وتتجاهل فكر قاتليه!!

’العربية’ تقحم شكري بلعيد في خلافها مع قطر وتتجاهل فكر قاتليه!!

أثار التقرير الذي بثته قناة العربية بشأن جريمة اغتيال القيادي اليساري التونسي شكري بلعيد والذي تتوجه فيه أصابع الإتهام لأطراف تكفيرية موجة من ردود الأفعال في تونس. فقد اتفق جمهور النهضة والإسلاميين في المنابر الإعلامية وفي مواقع التواصل الإجتماعي أن التقرير مفبرك وموجه ويدخل في إطار الحرب الجديدة التي يشنها تحالف عربي أمريكي على قطر داعمة "الثورات العربية" على حد تعبيرهم.
أما غالبية التيارات السياسية فيبدو أنها متفقة على أن الفكر التكفيري في المنطقة هو سبب البلاء وغير مستغرب أن يتورط في جريمة اغتيال شكري بلعيد. وأنه وإن كانت قطر داعمة له في ما يسمى "الربيع العربي"، باعتبارها مع تركيا والإخوان وكلاء إقليميين لهذا المشروع، فإن السعودية هي منبع هذا الفكر وأساسه وبالتالي لا فرق في نظرهم بين هذا الطرف وذاك.

’العربية’ تقحم شكري بلعيد في خلافها مع قطر وتتجاهل فكر قاتليه!!

قصة قديمة
وفي هذا الإطار يعتبر هشام الحاجي النائب السابق في البرلمان التونسي والكاتب والباحث السياسي في المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق في حديثه لموقع العهد الإخباري، أن "قصة تورط القيادي الليبي السابق في تنظيم القاعدة عبد الحكيم بلحاج في اغتيال شكري بلعيد هي قصة قديمة وتم تداولها كثيراً. ويعلم القاصي والداني، بحسب الحاجي، الإرتباطات بين الجماعات التكفيرية والإخوانية المسيطرة على الغرب الليبي والعاصمة طرابلس وبين كل من قطر وتركيا، وإذا ثبت تورط هذه الأطراف في اغتيال شكري بلعيد فإن ذلك لن يفاجئ التونسيين بحسب محدثنا".
لكن الجديد برأي هشام الحاجي هو أن تتبرأ السعودية ممن يحملون الفكر الذي نشأ على أراضيها ونما وترعرع فيها وتعتبر هي حاضنته الأولى. فهل هو إرضاء لترامب، يتساءل الحاجي، أم هو تحول حقيقي تعرفه المملكة، وأدركت من خلاله أنها سبب رئيس في المآسي التي يعيشها العالمان العربي والإسلامي بسبب هذا الفكر الهدام الرافض للآخر والداعي إلى إلغائه والذي أراق دماء الأبرياء في كل شبر من كوكبنا تقريبا؟


تفكيك الدولة الوطنية
ويضيف الحاجي "رغم إدراكنا في تونس بالأدوار الخطيرة التي لعبها وكلاء الربيع العبري في المنطقة في بلدنا تونس وفي بلدان أخرى. والهدف منها كان تفكيك الدولة الوطنية خدمة لأجندا صهيوـ أمريكية معلومة ترغب في نشر الفوضى والخراب في العالم العربي، إلا أننا نرفض أن نكون أداة لدى هذا الطرف لتصفية حساباته مع الآخر".
ويؤكد أننا "سنسعى لتتبع المتورطين في اغتيال شكري بلعيد في كل زمان وفي كل مكان، وهذا حقنا ليس لإرضاء هذا الطرف أو ذاك بل لأننا مقتنعون بعدالة مطالبنا وبأن بلعيد هو ضحية مشروع صهيوـ أمريكي متحالف مع فكر تكفيري وهابي المنشأ رفضه علماء جامعة الزيتونة التونسية العريقة رفضا قاطعا في ردهم على محمد بن عبد الوهاب نفسه الذي جاء تونس عارضا على علمائها وكبار متصوفتها فكره الهدام".

 

2017-06-14