ارشيف من :آراء وتحليلات
جدل في تونس بسبب مساندة جماهير كرة لقطر
ما زالت اللافتة المساندة لقطر في أزمتها مع بعض البلدان العربية التي ظهرت في الملعب الأولمبي برادس (تونس) بمناسبة نهائي كأس تونس، تثير الكثير من الجدل. فهي تتعارض مع الموقف الرسمي للدولة التونسية الذي أعلن الحياد في هذه الأزمة ودعا إلى ضبط النفس والحوار كسبيل وحيد لحل الأزمات.
اللافتة التي أثارت الجدل في تونس
لقد جاء في هذا الشعار ما معناه أن العرب يحاصرون قطر ويتركون "إسرائيل" تعيش بسلام، وأوحى بالتالي بأن قطر دولة من دول الممانعة وأن من يستهدفونها هم خدم للمشاريع الصهيونية. كما تعرض في المباراة ذاتها رئيس الجمهورية لسيل من الشتائم من قبل جماهير الكرة، حيث كان حاضرا بالملعب لتسليم الكأس للفريق الفائز.
اتهامات لحركة النهضة
ووجه البعض أصابع الإتهام لحركة النهضة وابناء التيار الإخواني عموما على هذه اللافتة واعتبروا أن الأمر دبر بليل ولم يكن مصادفة، حيث حرص هؤلاء على إيصال رسالة في مباراة يشاهدها العالم وفي وقت محدد. واعتبروا أن الأمر لم يكن مصادفة وأن جماهير الكرة مخترقة من قبل الأحزاب السياسية التي تتلاعب بها وفق أهوائها.
فالشعارات التي ترفع في الملاعب تشرف عليها ما تسمى "هيئة الأحباء" أو المجموعات التي تنشط في المدارج، وهي منظمة في تونس وتعمل بطريقة رسمية على طريقة الجماهير الأوروبية، ويتم إعلام السلطات الأمنية بفحوى هذه الشعارات قبل المباراة وتتدخل أحيانا لتعديلها إذا كانت مخلة بالحياء أو النظام العام. وبالتالي لا يتصور أن الحادثة حصلت صدفة ولم يكن معدا لها سلفا خاصة أن وسائل الإعلام القطرية تلقفت الخبر واستغلته أحسن استغلال.
ذهول واستياء
وعن هذا الموضوع تتحدث الناشطة الحقوقية والسياسية هيام الخزري لموقع العهد الإخباري باعتبارها شاهدة عيان قائلة: "لقد كنت حاضره بين الجمهور الذي أصيب الكثير منه بالذهول والاستياء من محتوى المعلقة التي ظهرت فجأة ولم تكن موجودة عند انطلاق المباراة وحتى قبل الإنطلاق. كما أن المكان داخل ملعب رادس الأولمبي الذي رفعت فيه المعلقة كانت الجماهير القابعة فيه متشنجة جدا ورشقت الأمن بقوارير الماء وبالشماريخ وبصفة مجانية.
لقد كانت توجد فئة من الجماهير كان واضحا أنها أرادت توتير الأجواء وتصدت لها فئة أخرى من الجماهير تلاها مباشرة اختفاء المعلقة تماما واحتواء التوتر الذي كان مقصودا برأيي في مشهد يثير الريبة. والمؤكد انهم مأجورون جاؤوا لمهمة محددة وهم مجموعة صغيرة لم تستطع الصمود طويلا أمام احتجاج واستياء أغلبية الجماهير الحاضرة بملعب رادس الأولمبي".