ارشيف من :ترجمات ودراسات
خشيةً من الانفاق..جيش الإحتلال يستعجل بناء الجدار الذكي على حدود قطاع غزة
كتب معلِّق الشؤون العسكرية في موقع "والاه"، أمير بوحبوط، مقالاً تحدّث فيه عن الأعمال الهندسية المتسارعة التي يقوم بها جيش الإحتلال على حدود قطاع غزة، والتي تتجلى ببناء جدار إسمنتي تحت الأرض خشية من أنفاق المقاومة الفلسطينية، وتداعيات هذه الأعمال على أي تصعيد محتمل في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها القطاع.
وقال بوحبوط "إنّ المسألة التي تقلق المؤسسة الأمنية في هذه الأيام، هي إذا ما كانت ستقوم "حماس" بالتصعيد ضد الكيان، فإنّ أزمة الكهرباء، وعزلها عن قطر، ومشاكل المياه وتدفق الأموال إلى قطاع غزة- كل هذه الأمور تشكل تهديداً بأن تكون السبب الذي يمكن من خلاله أن تبادر "حماس" إلى هجوم من هذا النوع، ولكن هناك سببًا إضافيًا يدفع "حماس" إلى الزاوية، ألا وهو الجدار الإسمنتي الذي تبنيه "إسرائيل" على حدود قطاع غزة".
موقع "والاه" الصهيوني
وأضاف المعلق الصهيوني أنّ "هدف المشروع الهندسي، هو كشف الأنفاق التي حُفرت في عمق الكيان، الأمر الذي يضع "حماس" على ما يبدو في معضلة - إما بتنفيذ عمليات ضد "تل أبيب"، واستغلال الثروات الإستراتيجية التي أنشأتها على الحدود، أو أن تفضل الحركة ضبط نفسها بسبب القوة التي من المتوقع أن يرد بها الجيش "الإسرائيلي"".
ولفت بوحبوط الى أن" وزارة الحرب نشرت في شهر أيلول الماضي صفقة لبناء جدار ذكي تحت الأرض- وهو جدار مدمج بتكنولوجيا على طول حدود قطاع غزة بهدف منع حفر الأنفاق إلى عمق الكيان"، ويشمل المشروع الهندسي أعمال حفر إلى الأعماق وتصنف بأنها سرية، لبناء جدران من الباطون السميك بدمج أجهزة تحذير".
وبحسب المعلق "والاه"، فإنّ "المقاولين في المنطقة زادوا بشكل جوهري عدد الأماكن التي تنفذ فيها أعمال الحفر، وبشكل ملائم عدد الآليات التي تعمل بالتوازي لتنفيذ أعمال حفر وإدخال الباطون إلى عمق الأرض".
وفي المرحلة الأولى، تم تشكيل طاقم بدأ بالعمل في مكان واحد، لكن في الأشهر الأخيرة تم تشكيل عدة طواقم عمل في المنطقة وأقيمت مصانع من أجل الإلتزام بمستوى عمل الطواقم على طول الحدود وبهدف توفير كلفة نقل المواد الخاصة والباطون، ووفق "والاه"، فإنّ" معظم فحوى الصفقة لا يزال مكتوماً على الرغم من أن وزارة الدفاع سمحت بمشاركة شركات أجنبية من تركيا والصين".
وتابع المعلّق "إنّ التوتر في قطاع غزة يزداد ليس فقط بسبب المشروع الهندسي، إنما أيضاً بسبب الوضع الإقتصادي الصعب في القطاع، والضغط المفروض على قطر كممول أساسي لـ"حماس"، ووضع البنية التحتية للكهرباء والمياه في القطاع"، لافتاً الى أنّ" "إسرائيل" نقلت رسائل تهدئة إلى "حماس" بأنها غير معنية بالتصعيد في المنطقة، ومصر، التي ترى نفسها جهة وازنة في المنطقة بهدف منع تدهور أمني يؤثر عليها أيضاً، تعمل هي أيضاً بالموضوع، وفي الأيام الأخيرة عاد مسؤولو "حماس" من محادثات مع مسؤولين في السلطة المصرية".
على رغم الضغوطات التي تُفرض على "حماس"، تدّعي مصادر في المؤسسة الأمنية أنّه" برغم الضائقة الإقتصادية، فإنّ المنظمة لا تزال تنفق أموالاً هائلة للتعاظم عسكرياً، وبشكل خاص لبناء الأنفاق. كشف الأنفاق التي حفرت تحت مدرسة "الأونروا" في قطاع غزة هو غيض من فيض في مشروع الأنفاق للذراع العسكري لـ"حماس"، وجزءه الأكبر هو دفاعي، وهدفه الربط بين المباني والمخابئ التي سيمكث فيها المسؤولين والناشطين".
وتابع المعلّق انه من المتوقع أن تستخدم "حماس" الأنفاق من أجل تخزين مستودعات سلاح، وذخيرة وقذائف صاروخية، وسيستخدم بعضها لتهريب الأسلحة والبضائع من تحت محور "فيلادلفي" الذي يفصل بين مصر وقطاع غزة. جزء من تشكيل الأنفاق يُصنّف على أنه سري و"إستراتيجي"، وهو يشمل أنفاق تم حفرها بغطاء المباني في ضواحي القطاع نحو أراضي الكيان، وهي تشكل تهديداً واقعياً على القوات التي تتحرك على الحدود، وعلى المستوطنات المتاخمة للسياج وحتى على المدن في الجوار".
ويشير المعلق الصهيوني الى أنه أمام هذا التهديد، طوروا في جيش الكيان أساليب كثيرة للتعامل معه، حيث تتجسد بأسلوب نشاطات القوات البرية والجواب السريع لسلاح الجو لأي تطور على الأرض، ونشاطات هندسية، ودمج وسائل الرصد والجمع المتقدمة بمختلف الظروف المناخية، ومسعى إستخباري مشترك مع "الشاباك"، وشعبة الإستخبارات "أمان"، وقيادة الجنوب".