ارشيف من :نقاط على الحروف
كوكايين ’المستقبل’
كان الظن أن الخزعبلات والخرافات التي كانت تملأ حياة البشر قديماً لم يعد لها وجود منذ أن شغل الناس عقولهم وسيطر التطور والمنطق الفكريان على حياتهم.
وكأن البعض قد غفل عن نظرية غوبلز الإعلامية لكن نشوء تيار سمي ظلماً وإهانة للعقول بـ"تيار المستقبل" أعاد إلى أذهان الناس ذكريات تلك الأايام الخوالي، لما يمارسه قادة رأي هذا التيار من "غوبلزية" إعلامية وسياسية، مضحكة ومثيرة للسخرية إلى حد بعيد..
لم نشهد لهذا التيار لا ثقافة ولا فكراً سوى ثقافة وفكر كره الآخر، الخصم السياسي، وجرّ الجمهور إلى كرهه والحقد عليه، والكذب في الملفات التي تتعلق به او تدين العاملين عليها، أو رفاق دربه من "ثوار" و"كتبة" و"كسبة". ولأن مسؤولي هذا الحزب لا يشعرون بأي مسؤولية عما قد يصيب البلد من فتنتهم، أو لأن دورهم أن يصنعوا هذه الفتنة عمداً، يواصل سياسيوهم وإعلاميوهم توجيه الاتهامات إلى خصومهم السياسيين وعلى رأسهم حزب الله، الذي تضايق من المهام الثورية العظيمة لـ"المطربة" السورية أصالة نصري، فكان لا مفر من تركيب وتلفيق تهمة لها، وبادرت العقول الفذة في الحزب، وبعملية أمنية معقدة قل نظيرها في التاريخ، إلى "دس بعض الغرامات من الكوكايين في حقيبة "المطربة" لكي يجري توقيفها وسجنها سنوات طوالاً في دهليز أحد السجون اللبنانية المجهولة المكان".
ولعل القصة أسهل من ذلك، ولم تكن أصالة تحمل أي شيء من الكوكايين إنما "سلطات حزب الله وتأثيره على ضباط الأمن اللبنانيين دفعت الى اتهام "المطربة" بحملها ما لم تحمل، ليصار إلى القبض عليها ومنعها من ممارسة نفوذها الكبير في "الثورة" السورية، هذا النفوذ الذي لو استمر لقلب الأوضاع في سوريا رأساً على عقب ولأدى الى انتصار "الثوار" العظام في البلد!!!"
هذه الخزعبلات المستقبلية دحضها بشكل غير مباشر مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود الذي أكد أن الكوكايين كان ضمن أغراض أصالة نصري، "ما يعني أنه يعود لها، وكل القرائن أثبتت ذلك".
هي "المسخرة" وهو "الهبل" وهو التفكير الخزعبلاتي، أو لعله الكوكايين الفكري، ما يدفع تيار المستقبل بين فترة وأخرى إلى اتهام حزب الله بالوقوف خلف حدَث هنا ومشكلة هناك. وإذا كان قادة هذا التيار يظنون أن هذا "الهبل" قد ينطلي على بعض جمهورهم فبالتأكيد لن ينطلي على الشعب اللبناني، ولم يعد أحد من البشر سخيفَ التفكير والعقلية مثل كثير من سياسيي وإعلاميي هذا التيار:
وترقبونا في حلقة جديدة من الكذب في قابل الأيام ..
..وتصبحون على إعلام.